أئمة ووعاظ يهددون بفضح الفاسدين بأسمائهم على المنابر الجمعة

  هدد أئمة ووعاظ بإلقاء خطب نارية يوم الجمعة المقبل لفضح الفاسدين بأسمائهم على منابر المساجد، في خطوة تصعيدية ردا على ما أسموه "تجاهل الحكومة لمطالبهم"، وسط مطالبات برفع يد الأجهزة الأمنية عن مضامين خطب الجمعة والتضييق على الأئمة.
جاء ذلك خلال اعتصام "غير مسبوق" نفذه أكثر من 250 إماما ومؤذنا وعاملا على كادر وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية أمس أمام رئاسة الوزراء، احتجاجاً على تجاهل الحكومة لمطالبهم الاجتماعية والوظيفية.
ورفض رئيس اللجنة التحضيرية للعاملين في المساجد الدكتور ماجد العمري خلال لقائه وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء عادل بني محمد، تسليمه المذكرة التي تتضمن مطالب اللجنة، مصراً على تسليمها لرئيس الوزراء معروف البخيت شخصياً.
وقال العمري إن "البخيت يعلم حقيقة مطالبنا وموعد اعتصامنا، إلا أنه رفض مقابلة أعضاء اللجنة وتسلم مطالبهم"، مبيناً أن اللجنة قررت بعد ان فضت اعتصامها، تنفيذ اعتصام آخر في14 من الشهر المقبل بنفس المكان والزمان.
وأضاف "حضر أحد موظفي الرئاسة الى مكان الاعتصام، وطلب انتداب وفد عن المشاركين للقاء رئيس الوزراء، الا انهم فوجئوا بأن الوزير بني محمد هو من يريد لقاءهم فرفضوا، وأثار هذا التصرف غضبهم" .
وحمل المشاركون لافتات كتب عليها "تطهير وزارة الأوقاف من الفساد والفاسدين"، "صلاح البلاد والعباد والقضاء على الفساد بتطبيق شرع الله"، "الدولة التي تحترم نفسها تحترم أئمة مساجدها".
كما رددوا هتافات مثل "للأمام للأمام يا مؤذن ويا إمام"، "يا وزارة يا غنية مطالبنا شرعية"، "ارفع ايدك علي الصوت من اجل الاردن بنموت".
وطالبوا بتحسين أوضاعهم المعيشية عبر إعادة النظر في جدول التشكيلات لزيادة رواتبهم، وقيمة مكافأة نهاية الخدمة أسوةً بموظفي الدولة.
وألقى العديد من الأئمة والعاملين في المساجد، كلمات أمام المعتصمين طالبوا فيها بـ "وقف تدخلات" الاجهزة الامنية في عمل المساجد، و"فتح ملفات في وزارة الاوقاف تحمل شبهات فساد، منها ملف الحج والمياومات ومصاريف اللجان وغيرها ...".
واعتبر الناطق الاعلامي باسم اللجنة حمزة البطوش، ان الهدف من الاعتصام هو ايصال صوت العاملين في المساجد الى المسؤولين، مبيناً انهم مهمشون من قبل الحكومة، "والاصل اننا قادة للمجتمع وواجب الدعوة التي في اعناقنا تملي علينا التحرك للإصلاح" .
وبحسب البطوش، تنقسم مطالب العاملين على قسمين، الاول خاص بتطبيق شرع الله في الاردن ومحاربة الفساد، والثاني إقرار نقابة للعاملين في المساجد، مبينا ان الهدف من النقابة ايجاد مظلة للدفاع عن العاملين في المساجد والموظفين في وزارة الاوقاف، لشعور العاملين بأنهم الفئة الاكثر ظلما من شرائح الموظفين في المجتمع. وأكد أنهم سيلجأون في حال عدم الاستجابة لمطالبهم الى خطوات تصعيدية منها خطبة الجمعة الى جانب خطوات اخرى لن يكشفوا عنها الان، سيعلنون عنها في حينه.
من جانبه، أكد عضو اللجنة التحضيرية عوض المعايطة مشروعية وعدالة مطالبهم، قائلاً "سبق ورفعت اللجنة مطالبها إلى وزارة الاوقاف لكننا لم نر تحقيقا لها لغاية الآن".
من جانبه، أكد العكور على حق الأئمة والمؤذنين بالاعتصام وعمل ما يرونه مناسبا، مبيناً أن الوزارة سعت جاهدة قبل الاعتصام لتحقيق العديد من المكتسبات لهم بما في ذلك زيادة رواتبهم بنسبة 90 % وتحسين ظروفهم المعيشية. وتمنى العكور ان لا يرى الاخوة المعتصمون في مثل هذا الموقف، فالوقوف في الشوارع والطرقات العامة ورفع الشعارات وتوجيه الاتهامات بدون دليل أفعال "لا تليق بهم كأئمة ووعاظ يدعون الى الزهد والورع ويحضون عليها".