الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
400 محاولة سنويا..الانتحار بين سنديان معاقبة المجتمع ومطرقة العجز والفقر
بعد مفاوضات استمرت زهاء 3 ساعات، وسط تجمهر حوالي 3 آلاف شخص، نجحت الأجهزة الأمنية وطواقم الدفاع المدني أمس في ثني فتاة (16 عاما) عن الانتحار من على سطح خزان مياه يبلغ ارتفاعه نحو 20 مترا أمام مستشفى الأميرة بديعة في إربد.
وبررت الفتاة محاولتها الانتحار بقيام أسرتها بمنعها من استكمال دراستها، وفق محافظ إربد علي الفايز الذي أكد أن "الأجهزة الأمنية قامت باستدعاء ولي أمرها فيما مايزال التحقيق جاريا لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء إقدام الفتاة على الانتحار".
رقميا، تزيد أعداد محاولات الانتحار سنويا في الأردن على 400 محاولة، فيما سجلت 38 عملية انتحار العام 2008 وسجلت 34 عملية العام 2007، بحسب المصادر الرسمية.
وشهدت محافظة إربد وحدها 3 محاولات انتحار خلال أقل من شهر، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل.
أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة د. حسين محادين يقول "لا يوجد كما تشير الدراسات أسباب بالمعنى العلمي لظاهرة الانتحار".
ويمكن، بحسب محادين، النظر إلى الظاهرة باعتبارها تعبيرا عن "عجز الشخص عن نيل العضوية الكاملة في المجتمع من حيث تقدير نجاحاته، وتلبية متطلباته الاساسية، من غذاء وكساء ودواء ومسكن"، والتي تعد جزءا من هوية الفرد الذي يقدم نفسه من خلال "المجموع الاجتماعي".
وفي حال عدم تحقق شروط العضوية السابقة في المجتمع، يؤكد محادين ان "المنتحر يصاب بواحدة من حالتين: إما الانسحاب من الحياة العامة إلى الهامش، أو السعي إلى التمرد على المشتركات الاجتماعية بما تمثله من قيم إلزامية تحدد لنا منذ الطفولة المسموح فيه والمنئي عنه".
وفي حالات الانتحار يسعى الفرد الى "معاقبة المجتمع معنويا كأن يعلن بشكل قاطع بأنه لا يأبه بكل المشتركات الاجتماعية"، وفق محادين الذي يشبّه عملية الانتحار بـ"ضرب اللاعب كرة المجتمع بقدميه حيث يتلذذ المنتحر في معاقبة الإحساس الجمعي لأبناء جلدته، ودليل ذلك ما يختاره المنتحر من أساليب انتحار على قارعة الطريق أو من أعالي البنايات والأبراج".
ولا توجد نصوص في قانون العقوبات الأردني تحاسب المنتحر أو من يحاول الانتحار، بيد أن هناك نصوصا تحاسب من يحرض على الانتحار.
ولكن، ما الجديد في محاولات الانتحار التي أضحت منتشرة بشكل كبير؟
اختصاصي علم النفس د. محمد الحباشنة يجيب بأن الجديد في الظاهرة، هو المحاولات العلنية في الانتحار، وهو ما لم يكن موجودا سابقا على هذا النحو.
ويفرق الحباشنة بين محاولة الانتحار والانتحار الذي تكون نهايته الموت،" فـ95% من الحالات المنتحرة تكون بسبب الأمراض النفسية، وغالبا ما يكون المنتحر غير مسؤول عن أفعاله".
وتتفاوت حالات الانتحار من نسبة إلى أخرى حسب نوع المرض النفسي التي يعاني منه المنتحر، كما يلفت الحباشنة إلى أن "نسبة الانتحار لدى المصابين بالاكتئاب تبلغ 20 بالمائة من إجمالي حالات الانتحار، بينما تبلغ نسبة الانتحار للمصابين بالانفصام العقلي من 10- 15 بالمائة، وتصل نسبة الاكتئاب لدى المنتحرين الى 70 بالمائة".
ويزيد الحباشنة "محاولات الانتحار قد يكون موضوعها أبعد عن المرض النفسي، وأقرب إلى ارتباطه بالضغوط الحياتية والمعيشية". ويوضح أن محاولات الانتحار العلنية التي بدأت تأخذ شكل الظاهرة "تنطوي على رسائل تشير الى مطالب تتعلق بالفقر بشكل أساسي، وخصوصا بعد تسرب معلومات تفيد بتلبية طلبات جيهان الهواوشة التي حاولت الانتحار برمي نفسها من بناية قرب دوار الداخلية"، في العاشر من الشهر الماضي. الغد
إقرأايضاً
الأكثر قراءة