- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
دار "بلومزبري" البريطانية تتعاقد لترجمة رواية أمجد ناصر إلى الانكليزية
وقعت دار النشر البريطانية "بلومزبري" عقداً مع الشاعر والكاتب الأردني أمجد ناصر لترجمة روايته "حيث لا تسقط الأمطار" إلى الانكليزية. وقد أثارت رواية أمجد ناصر التي صدرت العام الماضي عن "دار الآداب" في بيروت اهتماما أدبيا ونقديا عربيا واسعا لما تضمنته من أساليب سردية خاصة ولغة غنية منضبطة لاحتياجات السرد وبنى حكائية متداخلة تتضافر كلها لدفع موضوعة القمع الذي يمارسه النظام العربي على نخبه المطالبة بالتغيير الى درجة عالية من التوتر الدرامي.
وتتحدث رواية ناصر التي كتب مقدمتها الروائي اللبناني المعروف الياس خوري عن مكان عربي متخيل يدعى "الحامية" يعود اليه بطل الرواية بعد عشرين سنة من المنفى ليجد كل شيء قد تغير في بلاده إلا تلك القبضة الأمنية التي تبسط ظلالها الخانقة على الحياة العامة. وقد رأى فيها بعض النقاد بأنها عمل روائي يأتي على حافة "الربيع العربي" الذي يعصف اليوم ببعض الانظمة العربية المستبدة ويطالب بنطاق واسع من الحريات الفردية والعامة.
وجاء في مقدمة الياس خوري للرواية: " قد يجد القارئ في هذه الرواية حكاية عن النظام العربي، وعن نظام معارضته أيضاً، وهذا صحيح. فالمشرق العربي بأسره، عاش تجارب تحويل الوهم حقائق سياسية واجتماعية صارت راسخة. وأنا أستثني هنا مصر، لأن تاريخها الحديث مختلف، رغم أنها صارت الآن تشبه "الحاميات" الأخرى، في كل شيء تقريباً.
هذه القراءة ليست خاطئة، وقد تكون ضرورية، كجزء من قراءة تحولات الوعي العربي، وفهم المتغيرات الكبرى التي قادت الى انقلاب المفاهيم، في زمن صعود التيارات الأصولية. لكنني لا أميل الى هذه القراءة. سحر هذا النص يكمن في التباساته وفجواته، وفي المثنى الذي يتوهج فيه، جاعلا من السرد الروائي بنية محكمة، تكتمل بالنقصان، وتنتشي بحنين لا يسقط في غواية الحنين، بل يشرب مراراته حتى الثمالة".
وتفتح الرواية أبوابها منذ اللحظة الأولى. رحلة عودة "يونس" أو "أدهم" إلى وطنه، بعد غربة امتدت عشرين عاما، تشكّل مفتاح الذاكرة. نحن أمام ذاكرة تعيد تركيب الماضي، لا من أجل استعادته، أو رثائه، بل في وصفه مرآة للذات. يونس يقف أمام هذه المرآة ليجد أمامه شخصا آخر. و"رلى"، حبيبة البطل، لا تستعاد في وصفها حباً أبدياً لا يزول، بل تستعاد في وصفها أمّاً للانقسام الذي سيطاول ابن الراوي. "يونس" الذي تزوج في الجزيرة بعد الرحيل الكبير من "مدينة الحصار"، سوف يسمّي ابنه "بدر"، على اسم الشاعر العراقي الكبير الذي يحب، وحين يعود الى "الحامية"، سيكتشف أن "رلى" أطلقت على ابنها الأول الاسم نفسه، في لحظة تلتبس فيها العلاقات والمعاني، بحيث لا ندري هل "يونس" هو والد "بدر" الثاني، وهل انقسام البطل الى شخصيتين سوف يستمر في ابنين يحملان الاسم نفسه؟