- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
ضريح أوسكار وايلد رُمِّم من تلف قبلات معجبيه
أُزيح الستار يوم الأربعاء عن ضريح الروائي والكاتب المسرحي الايرلندي اوسكار وايلد بمناسبة انجاز الترميمات التي أُجريت عليه في مقبرة بير لاشيز في باريس. وحضر الاحتفال بالمناسبة حفيده ميرلن هولاند والممثل روبرت ايفرت وجمع من الكتاب والفنانين والمعجبين.
وكان الضريح أُصيب بأضرار من كثرة تقبيله وخاصة تلطيخه بأحمر الشفاه. وحرص المهندوسن على اعادته قدر الامكان الى ما كان عليه يوم صممه النحات البريطاني الحداثي السر جاكوب ابستاين في عام 1912.
ويضم ضريح وايلد الذي توفي في باريس مدقعا عن 46 عاما ملاكا عاريا يستوحي التماثيل الآشورية. ورغم تكسير الملاك في اوائل الستينات على أيدي عابثين ومخربين استهدفوا على الأخص قضيب الملاك الآشوري البارز فان القبر ظل سليما نسبيا حتى عام 1985 حين بدأ الحجر يتآكل بتأثير الكتابات.
وبسبب التكاليف المتزايدة لتنظيف الضريح من الكتابات طلب ورثة وايلد وصديقه روبرت روس الذي اناط به وايلد تنفيذ وصيته، أن يُدرج الضريح على لائحة النصب التاريخية ونجحوا في مسعاهم. وكان المؤمل ان تردع الغرامات المالية الباهظة محبي وايلد عن العبث بضريحه. ولكن معجبة طبعت قبلة كبيرة بأحمر الشفاه على الضريح في عام 1999 لتطلق موجة اصبحت تقليدا بين زوار الضريح. ويُعول الآن على السياج الزجاجي لحماية الضريح من قبلات المعجبات اللواتي وجدن بديلا في جذع شجرة قريبة.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الممثل ايفرت ان الكتابات على الحجر تكون عادة احتجاجية وان قبور الآخرين الذين لديهم معجبون، توضع عليها زهور أو قصاصات من الورق تُكتب عليها عبارات رثاء. ولكن اوسكار وايلد وحده الذي خُص بظاهرة التقبيل.
واعرب ايفرت عن تأثره البالغ بأن يحاط وايلد الذي فر طريدا من انكلترا بكل هذا الحب من معجبيه.
واعتبر ايفرت ان الكتابة على الضريح وآثار التقبيل تتعدى حدود الاعجاب بعبقرية وايلد قائلا انه "شفيع كل مَنْ يشعر بأنه منبوذ بعض الشيء وهو شبيه بالفنانة اديث بياف في معاناتهما". واضاف ان ما عاناه وايلد تجسيد للظلم وسحق الانسان.
ويعتزم ايفرت الذي من افلامه اعمال سينمائية تقتبس مسرحيتي وايلد "اهمية ان يكون المرء جادا" و"الزوج المثالي"، تصوير فيلم جديد عن وايلد في ايلول/سبتمبر المقبل. وسيقوم ايفرت بدور البطولة واخراج الفيلم بمشاركة كولن فيرث وايملي واطسن وتوم ويلكنسون.
وتحدث حفيد وايلد عن مشاعره المتناقضة تجاه الضريح المرمم قائلا ان الكتابات خُطت والقبلات طُبعت بدافع المحبة وهي ظاهرة غير مألوفة. واعرب هولاند الذي غيَّر جده اسم العائلة بعد سجن وايلد بتهمة المثلية في بريطانيا الفكتورية، عن شكره للحكومة الايرلندية والشعب الايرلندي على تمويل اعمال الترميم.
وغادر وايلد لندن في عام 1897 بعد انتهاء محكوميته ولكنه لم يسترد طاقته الابداعية التي حققت له شهرة واسعة بوصفه من اكبر الكتاب المسرحيين وأكثرهم اثارة للجدل.
وعُرف وايلد بعبارته التي قالها حين كان يحتضر في احد فنادق باريس بعد اصابته بمرض الحمى الشوكية: "أنا وورق الجدران في غرفتي مشتبكان في صراع حتى الموت. واحد منا يجب ان يرحل".