- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
يا زيني ساكت.... شيء من مزح ورزح!
صدر عن دار مدارك للنشر (بيروت لبنان) "يا زيني ساكت... شيء من مزح ورزح" من تأليف الكاتب نبيل المعجل، وتقديم الكاتب والاديب السعودي نجيب الزامل. يبدأ الكتاب بحكاية المؤلف مع الكتابة والظروف التي ساعدته في أن يدخل مجال الكتابة، يسترسل بعدها في طرق مواضيع عدة تهم حياة المواطن البسيط والمسؤول على حد سواء، لم يترك شاردة وواردة إلا وتطرق إليها بدءا من الصخب المصاحب مع قدوم يوم الحب مرورا بالإرهاب الفكري والمادي، ولا ينسى التطرق إلى العنصرية والنظرة القاصرة للوظائف الدنيا والطائفية بأسلوب ساخر، في ثنايا الكتاب يمر الكاتب ببعض تجاربه العملية عندما كان مراهقا، وأيضا عندما كان طالبا في أميركا بسرد تجربتين تعلم منهما مهارات عدة واكتسب منهما حب العمل والتعايش مع الآخرين بأسلوب قصصي ممتع.
الجيل الجديد - والذي لم يعد جديدا حيث اختلط الحابل بالنابل ولم يعد هناك جيلا جديدا ولا جيلا قديما- كان له نصيب من الفصول عن كيفية استخدامه للفيسبوك والتويتر وغيرها من تقنيات حديثة.
لم ينسَ الكاتب وهو ابن بيئته التطرق إلى عدة مواضيع تشغل بال الكثير من الناس، منها الحسد وثقافة الاستهلاك، والفارق ما بين السجن المؤبد والزواج المؤبد، إضافة إلى الزواج الثلاثي والرباعي وغيره من مسميات...
الربيع العربي بمساوئه وحسناته كان حاضرا بقوة من خلال عدة حكايات، منها على سبيل المثال ثورة الفشار مشبها الثورات باختلاف قوتها وتوجهاتها بماكينة طهي الفشار، وأيضا مقال البطاريات تدوم وتدوم من خلال التشبث بكراسي الحكم من قبل بعض الرؤساء العرب مظهرا سخرية حادة برمزية عالية الجودة وسهلة الفهم.
كما أن الكتاب لا يخلو من مقالات جادة، ففي حكاية "في كانكون نكون أو لا نكون" يتطرق الكاتب إلى موضوع حيوي ألا وهو النفط، وأيضا في موضوع "ومن أحياها غير كلانا" يتطرق الكاتب إلى برنامج جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي من خلال شرح أهداف برنامجهم الرائع "كلانا" ويستعرض فيه معاناة عائلة الكاتب الشخصية في أثناء مرض والدته رحمها الله مع مرض الكبد الوبائي الذي يصيب الكثير من السعوديين.
ويقول نجيب الزامل، في مقدمته للكتاب: ".. أعتقد، لو أن نبيل المعجل لم يستطع أن يصل لمكان يكتب فيه لانتهى مضطربا، إن نبيل المعجل ليس مفكرا مختليا، ولا ناسك ثقافة منقطعًا، ولا مبشرا علميا، ولا واعظا اجتماعيا، وهو لا يقول ذلك.. نبيل المعجل من صنف الناس الذي يريد أن يرى البسمة على وجوه الناس، وهناك فئة نادرة من الناس لا تهنأ إلا بأن تضحك الناس، إنهم الفنانون، والفنان لا يعيش بدون جمهور، وبعض الفنانين مكانهم المسرح أو الشاشات، ولكن نبيل المعجل فنان مطبوع ملعبه الورق.. الكتابة، لذا لو لم يكتب نبيل المعجل ليضحك الناس لانتهى بنصف عقل... إنه كتاب لا يثقل، ولن يرهق.. على أن الفائدة ستكتشفها من أول دفقةِ دمٍ في قلبك، من أول لمعة سخرية تبرق بين السطور.
مقتطفات من افتتاحية الكتاب: حكايتي مع الكتابة
"لولا خوفي على مدرس اللغة العربية أثناء دراستي المرحلة المتوسطة من نوبة قلبيّة قاتلة لأرسلت له نسخة فاخرة من هذا الكتاب!
كاد هذا المدرس، والذي كان صارمًا وبخيلاً في منح الدرجات، أن يحزم أمتعته ويهاجر إلى جزيرة نائية عندما أخطأت في كتابة كلمة "إملاء" في حصة الإملاء، ناهيك عن عدم تفريقي بين الفاعل والمفعول به إعرابًا، كنت أنصب على الاثنين فأكسر الأول وأرفع الثاني، ومع ذلك ساعدتني ظروف كثيرة -لا داعي لذكرها هنا- في الحصول على شهادة المرحلة المتوسطة، ولكن هذا المدرس الفاشي منحني شهادة في اللغة العربية -همسها في أذني- بالكاد تعادل شهادة رابع ابتدائي وكأنه أراد تعذيبي وإفساد فرحتي!
قمت في أواخر عالم 2007 بجمع ما كتبته على الإنترنت في كتاب "بيل ونبيل" و نال قدرًا معقولاً من نجاح منحني شهادة شرفية في اللغة العربية تعادل شهادة خامس ابتدائي أتباهى بها بين زملاء الحرف وخاصة الزميل الحسود جعفر عباس، وسبب حسده أن أول من حصل على نسخة من كتابي هي المطربة اللبنانية أليسا أثناء مرورها على ركن الدار العربية للعلوم ناشرون في معرض بيروت للكتاب ولكن دون أن تحصل على توقيعي بسبب الازدحام الشديد عليها، منذ ذلك الحين و أليسا تلاحقني على البريد الإلكتروني والفيسبوك والتويتر تطلب مني زيارتها والتوقيع عليها، وأقصد على نسختها من كتابي، حنّ قلبي عليها مؤخرًا، وعندما علم الحشري جعفر عباس عن نيتي الذهاب إلى بيروت طلب أن يكون معي لحمايتي منها وإهدائها نسخة موقعة من كتابه الفاشل "زوايا منفرجة وأخرى حادّة" والذي أنصح القراء بشرائه فقط ليقارنوا ما بين الفشل والنجاح! وبما أن رحلتي مع أبي الجعافر إلى بيروت رحلة عمل وليس من المناسب اصطحاب زوجتينا، اقترحت على زوجتي أن تذهب لزيارة أم الجعافر في الخرطوم لحين عودتنا، إن عدنا!
أحب أن أنوه بأن العنوان الأصلي للكتاب كان "يا زينكم ساكتين" ولكنني وبما أتحلى به من أدب جمّ وخلق رفيع -بشهادة والدتي رحمها الله- فقد آثرت أن أوجه هذا التوبيخ إلى شخصي المتواضع ودمتم بخير!"
ويذكر هنا ان ريع الكتاب لجمعية “كِلانا” لرعايـــة مرضى الفشــل الكلـــوي. اما الاهداء فكان: إلى استاذ اللغة العربية، الذي ضربني ومع ذلك ما زلت أحبه!