- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
طبعة لمخطوطة رواية ديكنز "توقعات كبرى" بتشطيباتها وتصحيحاتها
صدرت طبعة فريدة هي الأولى من نوعها لرواية "توقعات كبرى" التي تعتبر من اوسع اعمال تشارلس ديكنز شعبية. وتتميز الطبعة الجديدة عن سائر الطبعات السابقة بكونها النسخة المصورة لمخطوطة الرواية الأصلية بما فيها من تشطيبات وتصحيحات وتهميشات كان ديكنز يجريها اثناء كتابة الرواية لتلقي ضوء على طريقة تفكير هذا الروائي الكبير واسلوب عمله.
وكان ديكنز اعطى مخطوطة "توقعات كبرى" بعد تجليدها الى صديقه تشونسي هير تاونسند الذي اوصى بإهدائها بعد وفاته الى متحف ويسبك وفينلاند في عام 1868. وظلت المخطوطة المهترئة والحائلة التي كتبها ديكنز عام 1861 في المتحف منذ ذلك الوقت لا تُعرض للزوار إلا في السبت الأول من كل شهر ثم تُعاد الى الخزانة المكيفة التي تُحفظ فيها. واتفق المتحف مع مطبعة جامعة كامبردج لتصوير المخطوطة واعادة انتاجها في كتاب لأول مرة.
وتبين المخطوطة كيف كان خط يد ديكنز رديئا للغاية وسطوره تنحدر مائلة من يسار الصفحة الى يمنيها وكيف انه كان يحشر كلمات اضافية في الفراغ المتبقي اسفل الصفحة ، وملاحظاته عن اوقات المد والجزر التي قامت بدور حاسم في القاء القبض على أيبل ماغويتش ، احدى اشخصيات الرئيسية في الرواية.
ويتضح من المخطوطة الملطخة بالحبر والمليئة بالخربشات ان ديكنز كان دائما يعود الى النص لشطب عبارات وتبديل جمل واضافة تعليمات بين حين وآخر الى عامل المطبعة.
كما يظهر من المخطوطة ان ديكنز بدأ التشطيب والتبديل واعادة النظر من السطر الأول الذي يقدم فيه البطل نفسه قائلا "كنيتي بيريب واسمي كريستيان....." حيث خضعت هذه العبارة لمراجعات متعددة.
وتكشف الصفحة الأخيرة من المخطوطة جزء من النهاية التي كتبها ديكنز للرواية في اربعة اسطر شطبها لاحقا بعدما طلب منه صديقه الروائي ادوارد بولوَر لايتون ان يغير مثل هذه النهاية الحزينة التي يفترق فيها البطل وحبيبته الى الأبد. وحصر ديكنز النهاية الأولى في اطار ثم انقض عليها تشطيبا بخطوط طولية من قلمه. ولكن المخطوطة لا تحتوي النهاية البديلة.
وقالت الدكتورة كارولين مراي التي اشرفت على نشر الكتاب اننا نميل الى ان ننسى كم اصبحت الكتابة سهلة بالكومبيوتر حيث يمكن ان نحذ ونمحو ما نسطره بلا عناء. واشارت الى ان الكومبيوتر سيفقدنا في المستقبل حاسة النظر الى الطريقة التي يُبنى بها النص ولكن مخطوطة ديكنز تقدم مثالا ملموسا على ذلك. واضافت مراي ان المخطوطة تماما كما تركها ديكنز معتبرة ان التغييرات التي كان يفكر فيها والتشطيبات التي كان يجريها تؤكد الجانب الانساني للعملية التي تدخل فيها الآن الآلة.
ونقلت صحيفة الغارديان عن كلير تومالين كاتبة سيرة ديكنز التي صدرت حديثا ان نشر النسخة المصورة من المخطوطة في كتاب يمكِّن القارئ من الاقتراب قدر الامكان من متابعة عقل ديكنز وهو يكتب.
والى جانب نشر المخطوطة لأول بنسخة مصورة فان الأصل ايضا سيكون متاحا لزوار معرض "ديكنز ولندن" الذي يقام في لندن من 9 كانون الأول/ديسمبر الى حزيران/يونيو ثم تعاد الى متحف ويسبك وفينلاند.
ويأتي نشر رواية "توقعات كبرى" بهذا الشكل الفريد في اطار الاحتفال بمرور 200 سنة على ميلاد تشارلس ديكنز التي تصادف هذا العام.