وزير الاتصالات والقرارات العشوائية .. خفايا واسرار

   بسام روبين - ان قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - والذي يعتبر احد الروافد الاقتصادية الهامة - ما يزال متعثرا في مواكبته للتطور التكنولوجي الهادف والمؤسسي , لأنه محكوم بالفوضى ويقوم على جهود وسياسات فردية مبعثرة لأشخاص ليس في سلم أولوياتهم مصلحة الوطن والقطاع , وقد أدى ذلك الى ركود واضح وتنافس غير شريف في بعض الأحيان والأوقات , واعتقد هنا ان قرارات وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تسكن بعيدا عن التخطيط الاستراتيجي , وما تزال تتماشى مع القرن الماضي فقط , بدليل تخبط القرارات وعشوائيتها وسوء إجراءاتها , فقبل فتره قصيرة كان يرغب السيد الوزير بتعيين مديرا عاما لمركز تكنولوجيا المعلومات الوطني , وكان يمهد الطريق باتجاه شخصية معينة , ولكن الأمور لم تجري كما يريد , فبادر الى تعديل خطته من خلال إطلالته عبر صحيفة العرب اليوم الصادرة بتاريخ 22/2/2012 , حيث قرر ضم المركز إلى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات , ليصبح ذراعا تنفيذيا لبرامج الحكومة الالكترونية , وبذلك يكون قد حقق رغبته وعين الشخص الذي يريد مع احترامي الشخصي له مسؤولا عن المركز وبموافقة مجلس الوزراء , وفي هذا السياق أرجو أن أوضح باختصار إن برامج الحكومة الالكترونية في واقع الحال لم تقدم خدمة للمواطن الأردني تتناسب مع المبالغ المليونية والرواتب المجزية , والتي تنفق في هذا الاتجاه , وإنني أتساءل هنا لماذا لا تقوم الحكومة بفتح تحقيق لمسيرة الحكومة الالكترونية منذ بدايتها وحتى هذه اللحظة ؟؟ وتضع النقاط على الحروف , وتفوت الفرصه أمام السيد الوزير وخياله الخصب , و الذي يسير باتجاه تأسيس شركة تنافس السوق المحلي , في حين إن هنالك حاليا شركة حكومية تنافس السوق المحلي تم تأسيسها بمشاركة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لحوسبة القطاع الصحي , وها هي المخرجات السلبية لهذه الشركة متوفرة , ويمكن لدولة الرئيس أن يطلع عليها .
وإنني هنا اتوجه بالسؤال إلى السيد الوزير لماذا لا يتبنى سياسة أخرى ؟ وهي التعاون المباشر و الانفتاح العادل على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات , ومشاركة هذا القطاع في وضع خطة استراتيجية تكفل معالجة كافة الأخطاء التي ارتكبت في عهد السيد الوزير حاليا وسابقا , وفي عهد بعض الوزراء السابقين والذين ساهموا مجتمعين في انخفاض مستوى قطاع تكنولوجيا المعلومات اقتصاديا وتشغيليا .
ان وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اشد الحاجة إلى إعادة النظر في ممارساتها وسياساتها الخاطئة , وتحتاج إلى فرمتة , وبعد ذلك الإبقاء على الصالحين فيها , واخراج الفاسدين منها .
وانني اتساءل ثانية وفي هذا السياق , كيف يتم تعيين امينا عاما للوزارة , ويضاف الى عمله واجب ادارة مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني في حين انه متخصص في العلوم المالية والمصرفية , اي ان تخصصه ليس فنيا وبعيدا كل البعد عن مجال عمل الوزارة ؟!! .

حمى الله الاردن وحمى شعبه , واوقف كل من يحاول ان يعيث في الارض فسادا عند حده , انه نعم المولى ونعم النصير .

العميد المتقاعد بسام روبين