- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
دار الغاوون تُصدر أربعة دواوين مميزة
أربعة دواوين مميّزة نزلت حديثاً إلى جناح "دار الغاوون" بمعرض الرياض الدولي للكتاب (رقم الجناح E 27) وهي على التوالي: "سوف أقتلك أيها الموت" للفلسطيني سامر أبو هواش، "موعد مع شفرة السكين" للعراقي هاتف جنابي، "اللاعب" للمصري خالد السنديوني، "ساقطاً على أقدامي لأول مرّة" للعراقي أحمد مشتت.
سامر أبو هواش شريف الشافعي الغائبُ زائفٌ زائفٌ ما بالُكِ لو كانت الزجاجةُ بريئةً هاتف جنابي أرسل اللهُ الأنبياءَ والرسل، ينثقبُ الحذاءُ تأتي الأحلامُ في النوم الأفكارُ الجميلة صارت للفم شفتان، لمْ يُخلَق للإنسانِ ذيلٌ لأهل النار أكثر من أملٍ يلتهبُ، أحمد مشتت خالد السنديوني كنّا نتشاجر من أجل أن يضمه كل منا إلى فريقه كنّا مختلفين على كل شيء
"سوف أقتلك أيها الموت" هو الكتاب الثاني الذي تصدره "دار الغاوون" لسامر أبو هواش بعد ديوان "تخيط ثوباً لتذكر". والكتاب الجديد عبارة عن قصيدة واحدة، بصرية تلجأ إلى لعبة المرايا المتقابلة حيث تُقسَم الصفحة إلى اثنتَين، كل قسم يحاول "تفسير" الآخر أو إعادة تعريفه شعرياً. والحقيقة أن الشاعر في لعبته هذه يستلهم شعار الثورات العربية الشهير "الشعب يريد إسقاط النظام" ليعيد توليفه... مُسقطاً نظام القصيدة نفسها، بلغة تجريبية نضرة ودربة الشاعر العارف شِعاب دربه.
وسامر أبو هواش من مواليد العام 1972، أنجز العديد من الترجمات منها: "على الطريق" لجاك كيرواك، "الأعمال القصصية الكاملة لوليم فولكنر". صدر له في الشعر: "الحياة تطبع في نيويورك"، "تحية الرجل المحترم"، "تذكر فالنتينا"، "جورنال اللطائف المصورة"، "راديو جاز برلين"، "شجرتان على السطح"، "تخيط ثوباً لتذكر".
"غازات ضاحكة" هو الديوان الخامس لشريف الشافعي، وهو ثاني أجزاء متتاليته الشعرية "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" المكتوبة بلسان روبرت ثائر. في 532 مقطعاً يكسر الشافعي المرآة الكبيرة لروبوته محيلاً إياها إلى مرايا صغيرة يعكس كل منها جزءاً مركزاً في الصورة الكلّية. وتمتاز صور الشافعي بالنقاء وكأنها مصوّرة بكاميرا ديجيتال شعرية.
وشريف الشافعي من مواليد مدينة منوف بدلتا مصر العام 1972. صدر له في الشعر: "بينهما... يصدأ الوقت"، "وحده يستمع إلى كونشرتو الكيمياء"، "الألوان ترتعد بشراهة"، "الأعمال الكاملة لإنسان آلي 1 - البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية". يعمل صحافياً في مؤسسة "الأهرام"، وسكرتير تحرير مجلة "نصف الدنيا".
من أجواء الديوان نقرأ:
بقيتْ كاملةً في فمي
بقيتْ كاملةً في فمكِ
كيفَ كانتْ قُبلةً واحدةً؟!
كيف تلاقى ظلَّانا،
خلف عمودِ الإنارةِ التالفِ؟
مهما تكنْ حجَّتُهُ
كزهرةِ الوقتِ،
لا يمكنُ ادَّخارُ رحيقِكِ للغد؟
لانفَجَرَتْ في البحرِ
قبل أن تَصِلَني.
"موعد مع شفرة السكين" هو الديوان الثاني الذي تُصدره دار الغاوون للشاعر هاتف جنابي بعد "رغبة بين غيمتين". وفيه يواصل الشاعر بناء قصيدة مولعة بمَوْسقة أشطُرها في القصائد الطويلة، وابتكار صورها الطريفة في قصائد الومضة. وهاتف جنابي من مواليد العراق 1952. يحمل دكتوراه في المسرح المقارن - جامعة وارسو 1983. صدرت له كتب عدة في الشعر والنقد والترجمة، منها: "كتاب الشرق"، "أشعار محطمة"، "القارات المتوحشة"، "غبار الغزال"، "فراديس أيائل وعساكر"، "الأسئلة وحواشيها - مختارات شعرية بالإنكليزية"، "ظهيرة عربية - مختارات شعرية بالفرنسية"، "المسرح العربي: جذوره، تاريخه وتجاربه الطليعية"، "مراسيم الأرض والسماء"، "رغبة بين غيمتين".
من أجواء الديوان نقرأ هذه الومضات:
إذا أردتَ أن تضحك فاضحكْ
وإذا أردتَ البكاءَ فابْكِ
لكنْ لا تتكلمْ بهاتين اللغتَين.
لسوء التفاهمِ بينه وبين بني البشر.
من أجل أن يتنفَّس.
خوفاً من اليقظة.
لا تغري دائماً
بسبب طيبةِ قلبها.
كي لا يندلق الكلامُ.
خوفاً من إثارة الغبار.
بينما لا أمل لأهل الجنة.
"ساقطاً على أقدامي لأول مرّة" هو الديوان الثاني للشاعر العراقي أحمد مشتت (مواليد 1964) بعد ديوان "افتتاحية المهرّج" الصادر سنة 1999. وفيه ينجح الشاعر في إبراز الجانب الوجداني ضمن قالب لغوي متماسك، حيث تُشكِّل الغربة ثيمة أساسية للديوان وما يستتبع ذلك من مشاعر الحنين إلى (والألم مِن) الوطن. ديوان غني بطقوس الشاعر الممسك بعنان لغته والموهوب الذي عثر على أسلوبه الخاص. من أجواء الديوان نقرأ:
"من كان يتخيل أنني سأصعد هذا الباص
مغادراً الوطن.
قلبي احتسى جرعةً كبيرةً من الشغف
وقبل أن يسكر
قرَّر المكوثَ في بغداد
حتى تنزل الملائكة أو يصعد هو
إلى أين؟
تساءلت أضلاعي وهي تغمغم
أتترك شمساً كهذه؟
ودَّعني رأسي باستهزاء
(تصيبني الحرّية بالدُّوار)...".
"اللاعب" هو الديوان الثالث للشاعر المصري خالد السنديوني (مواليد 1966) بعد ديوانَيْ "ميجابوليس" و"نمر يبتسم". وقد حظيَ هذا الديوان الطريف - الذي يدور حول لعبة كرة القدم - بتكريم خاص من "دار الغاوون" حيث قامت بتوزيعه كهدية مجانية مع العدد الممتاز لمجلة "الغاوون" الذي صدر بمناسبة إتمام المجلة عامها الرابع. ومما كتبته المجلة تعقيباً على ذلك: "ومن المصادفة البحتة أن يتزامن صدور هذا الديوان الكرويّ مع حدوث المجزرة الكروية المؤسفة في بور سعيد والتي ذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى... على أمل ألا يُخلّف ديوان السنديوني هذا أيّ ضحية".
يحاول السنديوني في كتابه الجديد إعادة خلق عناصر اللعبة الكروية بمادة الشعر. فنرى حياة جديدة لكبير المشجعين، وسحراً خاصاً للمهاجم الصريح، والسم الزعاف للاعب منطقة الجزاء... إلخ. بل إن الشاعر لا يتوانى عن إعادة كتابة سيرة لاعبي كرة القدم من عائلة "السنديوني"... بمخيلة خصبة تُرقِّص اللغة والصور كما يُرقِّص اللاعب المحترف كُرَتَه.
يقول السنديوني في قصيدة بعنوان "أهم لاعب في العالم":
"كانت هناك كرة قدم واحدة في الشارع
كنا نُلاطف صاحبها
ونضحك في وجهه
ونحرص على ألا نُغضبه
ونقتسم معه الحلوى،
إذ يستطيع أن يأخذ كرته ويذهب
ويتركنا ننظر إلى بعضنا البعض في حسرة
أو نتسلّى برمي الأحجار في بحيرة من ملل،
سوى أنه أهم لاعب في العالم
بعد كل تلك السنوات
وبعدما تحوَّل شَعرنا إلى البياض
وعاش البعض ومات البعض
مَن ينسى لجمال رباص
ما فعله بنا".