سلِمت يمناك .. بقلم النائب غازي عليان

 بقلم النائب غازي عليان

قد ثبت ان الخصاونه غير قادر على الصمود والمواجهة وضيق الصدر، في مرحلة تحتاج فيها البلاد الى رجال دولة من طراز رفيع، قادرة على مواجهة المحن، تلك الصفة التي لم يتصف بها الرئيس المستقيل، ودأب على تسريب أخبار خلال فترة ترؤسه الحكومة عن نيته الإستقالة.

الخصاونه خرج عن المألوف والمعروف، ومن غير الجائز لرجل بمكانته ان يقدم على ماقام به، وكان عليه ان يحضرّ للبلاد أولا، وأن لا يحرد ويبعث بإستقالته عبر الفاكس، إذ ان ليس الأمر من الرجولة والبطولة في شيء.

نجزم ان إقالة حكومة الخصاونه خبر أفرح كثير من الأردنيين على مختلف مشاربهم، وذلك لسبب بسيط ان الرئيس المنصرف فهم الولاية العامة على طريقته الخاصة فئوياً وجهوياً، فخص الأقارب والمحاسيب والأصدقاء دون غيرهم بالهبات الوظيفية.

لقد أثبت بما لا يجعل مجالاً للشك انه ليس رجل مرحلة، ولا يصلح لمثل هذا العمل هو وبعض أعضاء حكومته، اللذين أوقوعوها في كثير من المآزق هي بغنى عنها ولم يكونوا ناصحين مخلصين للرئيس، وأفُل دون ان يترك له آثر يذكره الناس.

حكومة الخصاونه ورثت الحكومة القادمة تركة ثقيلة، وأول ما يجب على حكومة الطراونه القيام به، إلغاء التعيينات التي تجاهلت كثير مما إستقرّ عليه العرّف في الأردن.

لقد تجاهلت تلك الحكومة الربيع العربي والأخطار التي تحدق بالأردن، وفشلت في تحقيق أي إنجاز على كافة الصُعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولم تعمل على إنجاز ما تعهدت به وأبسطها قانون الإنتخابات.

ما نأمله من الطراونه ان لا يكون محافظاً اكثر من اللازم، وان يتخلى عن ما هو معروف عنه، وان يُدرك ان الزمن تغير، وان لا يكون ملكياً أكثر من الملك وعند حسن ضن جلالة الملك به، وقادراً على إدارة دفة الدولة في هذا الوقت بالذات، وان يعمل بالتعاون مع مجلس النواب، وأن يتناغم مع مطالب الشارع المشروعة ليجنب البلاد الوقوع في أمور لاتحمد عقباها.

مصلحة الأردن مقدمة على أي شيء، وعلى الطراونه الخروج عن الروتين في تشكيل الحكومات، وان يعمل على التنسيق التام مع مجلس النواب، وما هو المانع ان تضم حكومته عدداً من النواب لتكون نواة لحكومة برلمانية بالمستقبل.