- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
"واشنطن بوست" تكذب!
كتب جواد عناني
قرأت تقريراً عن الأردن نشر يوم 7 أيار الحالي في صحيفة "واشنطن بوست"، للمراسلة ليز سلاي، تتحدث فيه عن الأوضاع في الأردن. وقد ورد في هذا التقرير خطآن كبيران: الأول، أن القانون الأردني يعاقب بالإعدام كل من ينتقد رموز الوطن. والثاني، أن آل هاشم يحكمون الأردن منذ العام 1946.ومن المعروف دولياً أن هذه الصحيفة هي التي كشفت فضيحة "ووتر-جيت"، ويروج لها باعتبارها من أكثر الصحف المستخدمة من قبل كبار المسؤولين في الولايات المتحدة لتسريب المعلومات، بحكم قربها جغرافياً وسياسياً من مراكز صنع القرار. ولذلك، فإن المفترض فيها الدقة العلمية.وقد رأينا كثيراً من أفلام هوليوود التي روجت لهذه الصحيفة، ومنها على سبيل المثال فيلم "كل رجال الرئيس" الذي اقتبس عن كتاب الصحفي بوب وودوورد، كاشف فضيحة "ووتر-جيت"، وكيف كان رئيس التحرير مصمماً على توخي الدقة والدليل في كل ما يكتب. وعادت إلينا هوليوود في فيلم آخر اسمه "مذكرة بيليكان"، المأخوذ عن قصة الكاتب الأميركي جون جربشام. ويقوم الممثل دينزل واشنطن بدور الصحفي من "واشنطن بوست"، جون جرانتام، صاحب الضمير النقي، والباحث عن الحقيقة مهما كلفه ذلك السعي.ولكن الصحيفة نفسها تعود إلينا بتقرير عن الأردن فيه أخطاء كثيرة من حيث اختيار من تتحدث إليهم (كلهم من نفس الفكر)؛ ولا وجود في التحليل أي وجهة نظر أخرى، أو أثر للرأي الآخر. إذن، فهنالك ازدواجية في المعايير التي تتبناها الصحيفة. فهي إن خافت من تبعات القضاء والقضايا التي قد ترفع ضدها توخت الدقة، ولكنها إن كتبت عن الدول الأخرى، فلا مانع من الإثارة والوصول إلى نتائج مسبقة، طالما أن الحديث ينصب على دول صغيرة لا ترفع قضايا ضد الصحيفة. القانون الأردني لا يعاقب بالإعدام من ينتقد أحداً. وقد قام القائد الأعلى بطلب الإفراج عن شباب الطفيلة منذ مدة بعدما ارتكب بعضهم إساءة ضد شخص الملك نفسه. ولقد عودنا الهاشميون أنهم أصحاب عفو عند المقدرة، فكيف يشرعون قانوناً يقتل إنساناً لأنه تفوه بكلمة ساذجة عند لحظة طيش أو غضب؟! والهاشميون هم الذين أسسوا الأردن الحديث بوصول الملك المؤسس عبدالله بن الحسين رحمه الله إلى الأردن العام 1921. ولكن الصحيفة المحترمة تصر أن الهاشميين بدأوا الحكم العام 1946. وهي بالطبع تخلط بين بداية المملكة المستقلة والإمارة قبل ذلك. لا شك أن عصر المعلومات الذي نحياه يثير لدينا تساؤلات عن دقة هذه المعلومات في هذا الزمان. ويجب علينا نحن الأردنيين أن نعكس ذلك عندما نحدث الأجانب. فكم من موسم اقتصادي وسياحي أضعناه بسبب المعلومات الخاطئة التي نقدمها للآخرين قبل تدقيقها وتمحيصها. وكم من توقف لصادراتنا حصل لأن أحدهم تبرع بمعلومة خاطئة عن سلع معينة، ثبت بعد ذلك أنها كانت معلومة خاطئة.ومع الأسف، هنالك كثير من المعلومات المتداولة الخاطئة؛ فتسمع فلاناً يقول لك إن خسارة الشركة الفلانية بلغت "مليار دينار"، أو أن مجموع الأموال التي ضاعت على الخزينة "عشرة مليارات"، ويتحدث الناس عن المليارات كأنها ملاليم!المدرسة الانطباعية الفنية التي بدأها "فنسنت فان غوخ"، أبرزت فناً جميلاً. أما الحكم على الوطن بالانطباعات، كما فعلت "واشنطن بوست"، فضار بنا جداً.
