- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
عرض فيلم إسرائيلي وتكريم مخرجه يفجران جدلا حادا في المغرب
فجر عرض فيلم "شرقية" لمخرجه الإسرائيلي عامي ليفني من طرف الخزانة السينمائية بطنجة والذي يرتقب عرضه من جديد في 15 يوليو القادم مع تكريم مخرج الفيلم جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والفنية والسياسية ومن لدن منظمات المجتمع المدني المناهضة للتطبيع مع إسرائيل بالمغرب، خاصة بعد رفض مصر وتونس عرض الفيلم المذكور، حيث طالبت فعاليات مغربية مناهضة للتطبيع مع إسرائيل الجهات المسؤولة في الدولة المغربية بمنع عرض الفيلم الإسرائيلي ووجهت "مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين" و"الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني" نداءهما إلى أبناء الشعب المغربي وجمعيات المجتمع المدني من أجل التصدي لكل مشاريع التطبيع، رسمية كانت أم غير رسمية.
ووصفت الجمعيتان، اللتان تنشطان في مجال الدفاع عن فلسطين ومناهضة كل أشكال التطبيع مع العدو "الإسرائيلي"، هذه المبادرة السينمائية بكونها "تشكل تحديا صهيونيا جديدا، وخطوة غير مسبوقة من طرف خُدام المشروع الصهيوني بالمغرب واعتبرت في بلاغ لها بأن المبادرة التطبيعية الجديدة تتجاوز المبادرات المماثلة التي هُرّبت فيها أشرطة سينمائية لتعرض على أرض المغرب، حيث تجاوز الأمر ذلك إلى "تكريم" الإرهاب الصهيوني.
بالمقابل قال الفنان والمخرج المسرحي عمر الجدلي إن أي فنان وبغض النظر عن جنسيته فيبقى فنان مؤكدا في نفس الوقت رفضه للإحتلال الصهيوني والممارسات اللاإنسانية التي تفرض على الفسلطينين بغزة والضفة الغربية وأشار أن الدفاع عن القضية الفلسطينية لايتم بالضرورة عبر الوقوف ضد تكريم مخرج اسرائيلي، فالسينما والفن لهما ضوابطهما الخاصة بينما الكيانات والدول لها ضوابطها، وقال إن الشعوب الإنسانية تؤطرها ديانات تدعو الى التسامح وقال إنه يرفض الوقوف ضد تكريم فنان لمجرد أنه ينتمي الى إسرائيل مؤكدا في نفس الوقت رفضه تمرير رسائل معينة عبر شريط سينمائي أو مادة إعلامية أو أدبية تدعم من خلال مضمونها الممارسات الإسرائيلية في فلسطين، وقال ل " إيلاف " إنه من الضروري نبذ أي عمل فني يمس بالقضية الفلسطينية ويمس بالفلسطينيين كعرب وكمسلمين لهم الحق في استرجاع أراضيهم المغتصبة وأضاف في حديثه ل " إيلاف " إن الموضوع ينبغي أن يقارب بشكل حضاري ومنطقي بعيدا عن العواطف، كما دعا صناع الفرجة السينمائية بالمغرب.
الى دعم القضية الفلسطينية وتسائل في حديثه كم عدد الأفلام المغربية والمغاربية والعربية التي تساند الكفاح الفلسطيني مقترحا تخصيص أيام للفيلم الفلسطيني داخل المهرجانات السينمائية بالمغرب محذرا من خطورة التطبيع الذي ينشر ثقافة الكيان الصهيوني وثقافة الإعتداء وغضب الأرض، كما دعا في ختام حديثه ل " إيلاف " الى ضرورة تسليط الضوء على فليم " شرقية " من طرف النقاد السينمائيين لأن الصورة - حسب رأيه - لها تأثير خطير وقد تحمل دلالات كبيرة ومقاربه الشريط مقاربة مهنية تستند على ضوبط موضوعية وضوابط احترافية قبل اصدار حكم معين على الفيلم الإسرائيلي.
الفنانة أميمة أمين قالت هي الأخرى إنها تنأى بنفسها عن الخوض في المواقف المرتبطة بالحروب والنزاعات وقالت بأنها بجميع الأعمال الفنية من مختلف دول العالم مشيرة الى أن رفض تكريم المخرج عامي ليفني عمل غير أخلاقي يمس بالتواصل الفني بين الشعوب وقالت إنها لا تمانع في تكريم الفنانين المغاربة والإسرائيلين في كلا البلدين في إطار توطيد العلاقات بين الشعوب والذي شأنه وضع حد للنزاعات والحروب والأحقاد وإشاعة السلام وقالت " إن هذا لايعني أننا لا ندعم القضية الفسلطينية فللمجال الفني قواعده وينبغي أن يبقى بعيدا عن السياسة".
في نفس السياق قالت الفنانة حكيمة أومحا في حديث ل " إيلاف " إنها لا ترى أي إشكال فيما يخص رغبة فنان في الترويج لأعماله الفنية كيفما كانت جنسيته سواء كان يهوديا أومسلم، فالسينما - تضيف - هي لغة الشعوب مثلها مثل الموسيقى ولا تؤمن بالنزاعات والحروب وقالت إن المغرب لد منفتح على العالم ويستقبل أعمال سينمائية كثيرة وفيما يخصما يتردد من كون العمل يشكل طعنة للقضية الفلسطينية قالت الفنانة حكيمة اومحا إنه لابد من إنتاج أعمال سينمائية مغربية وعربية تتطرق للقضية الفلسطينية وهو ما سيساهم في تغيير نظرة العالم فيما يخص القضية الفلسطينية، كما دعت في نفس الوقت الى عدم فرض قيود على الأعمال السينمائية الإسرائيلية فهي تبقى أعمال سينمائية - تقول حكيمة أومحا - كباقي الأعمال السينمائية في دول العالم.
لكن الممثلة مريم عبدلاوي لها رأي مختلف فهي وإن كانت تحبذ تقديم عروض سينمائية متنوعة ومن دول مختلفة وهو ما سيساهم في تلاقح الثقافات فهي في نفس الوقت تبدي رفضها لعرض أفلام سينمائية اسرائيلية بالمغرب بالنظر لإستمرار عمليات التقتيل والإبادة ضد ورفض إسرائيل الإعتراف بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وقالت إن التطبيع مع الإسرائيليين - ولو في المجال السينمائي - في الوقت الراهن يعد بمثابة دعم لإسرائيل.
جذير بالذكر أن فيلم " شرقية" يروي قصة العربي " كامل " الفخور بعمله كحارس في محطة الباصات المركزية في بئر السبع القريبة من البلدة البائسة وغير المعترف بها التي يقيم فيها في النقب، وفي أحد الأيام يعود " كامل" من عمله إلى بلدته، فتقع عيناه على بلاغ ملصق على أحد المنازل المبنية من الصفيح يتضمن أمراً بالهدم بحجة غياب التراخيص، وعندها يشعر "كامل" بأن مصير البلدة بكاملها "ملقى على كتفيه " وفيما هو يفكّر ملياً في واجباته تخطر بباله فكرة الإقدام على عملية تفجير أملاً في أن يحظى بالشُهرة في وسائل الإعلام، ما قد يدفع الدولة إلى الامتناع عن هدم المنازل في قريته، فتنجو من الزوال والفناء،سيناريو الفيلم، كتبه "جاي عفران"، و يعدّ أوَّل فيلم إسرائيلي يتناول بانتقاد الوضع المزري الذي يعاني منه البدو في البلاد.