لجنة تحقيق بحريق "البخارية".. اهتراء كوابل الكهرباء السبب المرجح

 وقرر وزير الداخلية نايف القاضي تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على اسباب الحريق، فيما رجح الناطق الاعلامي باسم مديرية الامن العام الرائد محمد الخطيب في تصريح لـ منبر الرأي ان يكون سبب الحريق تماس كهربائي مشيرا الى ان الكوابل الكهربائية في المجمع قديمة ومهترئة. غير ان تحديد السبب بشكل واضح ونهائي لن يتم قبل اخماد الحريق بشكل كامل وتبريد المنطقة ومن ثم دخول فريق مختص من المختبرات والادلة الجرمية والدفاع المدني للكشف الميداني على الموقع والتحقيق في ملابسات الحادث.

وكانت مصادر الدفاع المدني أشارت إلى ان سوء عمليات التخزين للبضائع إضافة لانعدام وسائل السلامة العامة في الموقع قد تكون وراء اندلاع الحريق .

و اندلع الحريق في الساعة الرابعة فجر اليوم وبدأ في مجمع البخارية وهو عبارة عن ثلاث أبنية متلاصقة ترتفع بمسافة أربع طبقات تضم مستودعات ومتاجر لبيع الأقمشة والألبسة والبهارات والحلي والتحف النحاسية".

وقال مدير العلاقات العامة في مديرية الدفاع المدني العقيد فريد الشرع " أن النيران امتدت إلى مباني مجاورة نتيجة تلاصق المباني وقربها من بعضها البعض في منطقة وسط العاصمة.

وأكد الشرع عدم وقوع إصابات بين المواطنين، إلا أن 5 من رجال الإطفاء أصيبوا بجروح بسيطة نتيجة للزجاج المتطاير وصعوبات في التنفس نتيجة للادخنة المتصاعدة خلال عمليات مكافحة النيران إضافة إلى وقوع خسائر مادية كبيرة. وقدرت مصادر تجارية الخسائر المادية بعشرة ملايين دينار.

وشارك في جهود اخماد الحريق زهاء 300 رجل من رجال الدفاع المدني وأكثر من (60) آلية مختلفة , حيث قامت كوادر من مديرية إنقاذ وإسناد الوسط ومديرية دفاع مدني الزرقاء والبلقاء ومادبا ومديرية دفاع مدني المطارات والقصور بمكافحة الحريق الذي انتقل من محل الى اخر لاندلاعه في محال تعرض مواد بترولية سريعة الاشتعال مثل الملابس والاكسسوارات وغيرها .

وأوضح العقيد الشرع أن مساحة الحريق بكل طابق من مجمع البخارية بحوالي (350)م2 وحوالي (200)م2 بكل طابق من مجمع البلابسة وحوالي(200)م2 بالطابق الأول من مجمع فيلادلفيا.

 

وتفقد وزير الداخلية نايف القاضي يرافقه مدير الامن العام اللواء مازن القاضي موقع الحريق، فيما كان اللواء عبدالله سليمان الحمادنة المدير العام للدفاع المدني يشرف على عمليات الاطفاء.

ويقع سوق البخارية في وسط العاصمة عمان، مقابل ساحة المسجد الحسيني الكبير، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى تجار أتو إلى الأردن من مدينة بخارى من أوزبكستان، الذين هاجروا إلى الأردن بحثاً عن الأمان في الدول الإسلامية. يشتهر سوق البخارية بأنه السوق الأول في الأردن، حيث تجد به أصناف البضاعة التقليدية والتحف الشرقية والإكسسوارات والعطور والكلف والخيوط والمجوهرات التقيدية.

وتروي الحكايات القديمة أن شيخاً من بخارى كان قد قدم إلى مدينة عمان كغيره من التجار الذين كانوا يسلكون طريق الحج التجاري المؤدي إلى الجزيرة العربية، وكان هذا الشيخ قد مرّ بمدينة عمّان قادماً من بلاده أوزبكستان، وفيما أصبحت المدينة الجديدة دار إقامة له، فسكن فيها وتوطّن، وجعل مدينة عمان أحب الأماكن إلى قلبه.

كان أول ما قام به الشيخ كمال الدين البخاري لدى قدومه إلى المدينة أن أسس " سوق البخارية" القديم، وذلك في الساحة الشرقية للمسجد الحسيني سنة 1934 ميلادية. وبقي السوق في موقعه إلى أن شبّ حريقٌ في السوق؛ وبعدها نقل السوق إلى عمارة فوزي المفتي في شارع الملك طلال مقابل المسجد الحسيني. ( وذلك وفق المصادر الخاصة بجريدة الرأي- راجع الموقع).

وكانت عمارة فوزي المفتي قديماً عبارة عن خان قديم تستريح فيه القوافل التي تحمل بضائع التجار الذين كانوا يمرون بمدينة عمان، من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس، حيث أن مدينة عمان كانت من أهم المحطات على هذا الطريق.