- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
الزوجة على هاتف زوجها: شرطة وحكومة والقضا المستعجل والصراف الآلي .. و"عزرايّين" !
رلشرطة، وزارة الداخلية، الحكومة، الجماعة، الصراف، أم العيال، القضا المستعجل، عزرييّن، هذه ليست مصطلحات أمنية أو عسكرية أو حزبية أو سياسية، أو اقتصادية بل أسماء مستعارة يطلقها بعض الأزواج على أرقام زوجاتهم في هواتفهم النقالة.
ورغم أنها لا تعدو كونها أسماء للدعابة والفكاهة فإنها باتت تحمل في طياتها معانٍ عدة، يراها علماء الاجتماع بأنها تعكس طبيعة العلاقة الزوجية وتتسبب في الكثير من المشكلات الزوجية.
ويلجأ العديد من الأزواج بفعل الفتور في العلاقة الزوجية وازدياد المشاكل والاختلاف مع زوجاتهم، ولطبيعة العادات والتقاليد في المجتمع الفلسطيني المحافظ إلى إخفاء أسماء زوجاتهم وكتابتها بأسماء مستعارة لا تخلو من السخرية والاستهزاء، للتعبير عن الواقع الذي يعيشونه أو بأسماء وهمية، خشية من أن تقع هواتفهم في يد الغير كسرقته أو ضياعه مما يتسبب لهم نوعاً من الحرج أمام الآخرين.
شد وجذب
ويرى الشاب الثلاثيني أسامة المتزوج منذ أربع سنوات أن هناك الكثير من الأزواج يخفون أسماء زوجاتهم الحقيقية ويطلقون عليهم أسماء مستعارة في هواتفهم من باب الترفيه والتهريج أو الحفاظ على الخصوصية الشخصية.
ويقول أسامة في حديثه لــ"الاستقلال" "كذلك طبيعة العلاقة بين الزوجين تنعكس على الأسماء في جوالاتهم لذلك نجد الزوج يكتب أسماء فيها دفء إذا كان يعيش حياة مستقرة مع زوجته، أما إذا كانت الأسماء تحمل طابع تهكمي فإنها تشير إلى أن هناك خلافات، والعلاقة بينهما تنحصر بين الشد والجذب".
وفي سؤالنا عن الاسم الذي اختاره لزوجته فأجاب مبستما "الصراف" لأنها كثيرة الطلبات ولا تتردد في صرف معظم الراتب بطلبات مختلفة للبيت والأبناء دون مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار مقابل تدني الرواتب.
مراحل مختلفة
عادة ما تمر الحياة الزوجية بمراحل مختلفة إذ يكتب الشباب بدءاً بمرحلة الخطوبة ومروراً بسنوات الحياة الزوجية الأولي أسماء زوجاتهم في هواتفهم المحمولة بألقاب محببة وجميلة وكلمات تحمل معاني رقيقة، ولكن ما تلبس أن تتحول بعد تقادم الزمن وإنجاب الأطفال وتغلغل الملل في العلاقة بينهم إلى أسماء وأوصاف مخالفة لما كانت عليها في السابق.
وهذا حال الشاب بسام (31عاماً ) الذي حول اسم زوجته في هاتفه النقال بعد انقضاء فترة الخطوبة ومرور الشهور الأولي على زواجهما من اسم كان يحمل كل معاني الود ومتانة العلاقة إلى اسم غير حقيقي لا يخلو من السخرية في بعض الأحيان، يعبر به عن طبيعة المرحلة التي يعيشها والتي تشوبها بعض الاضطرابات بفعل ضغط العمل ومتطلبات الحياة.
ويقول بسام: " قد يكون الخجل والخصوصية في بعض الأحيان دافع لبعض الشباب لكتابة أسماء غير حقيقية لزوجاتهم في هواتفهم الخاصة حتى لا يعرف أحد أسمائهن الحقيقية نتيجة طبيعة العادات والتقاليد التي يعيشها المجتمع الفلسطيني المحافظ".
وأضاف بسام " هناك أسماء يكتبها الزوج من باب المداعبة والتسلية، ولا يحق للزوجة أن تتأثر بها و تشعر بالغضب، ولا يجب أن تقف عليها وتفتعل المشاكل، طالماً أن علاقتها مع زوجها لم تتغير وبقيت فيها صدق ومودة "، لافتاً إلى أنه يطلق على زوجته اسم "الشرطة" قائلاً بكلمات لا تخلو من المزاح "وأضع لها نغمة خاصة بصوت سيارات الشرطة".
انطباعات سيئة
تفاجأت أم رامي (35عاما) ربة البيت عندما اكتشفت بالمصادفة أن اسمها على جوال زوجها مدون "بالحكومة" بالرغم من أن العلاقة بينهم جيدة، مشيرة إلى أن هذا الأمر أصابها بالحزن والصدمة لأنها لم تكن متوقعة هذا العمل من زوجها باعتبار الاسم يعطي انطباعات سيئة عن المرأة في تعاملها مع زوجها ويقلل من مكانتها.
وتقول أم رامي "هذه المسميات قد تكون سبباً كبيراً في نشوب العديد من الخلافات، وتساهم في توتر العلاقة بين الزوجين خصوصاً إذا ما كان الزوج يخفي الاسم عن زوجته ولم يصارحها بذلك".
وأضافت: "لا زلت أكتب اسم زوجي الحقيقي على هاتفي المحمول ولا أجد حرجاً في ذلك، فالنساء وعلى عكس الرجال دائماً هم يطلقون أسماء تدل على متانة الحياة الزوجية والعائلية والرضا، معبرة عن استيائها من قيام بعض الأزواج بوضع أسماء لزوجاتهم بألفاظ غير مناسبة تثير الاستهزاء أو الغضب".
ترابط وتماسك
وفي المقابل، يرى العديد من الأزواج أن علاقتهم بزوجاتهم بمرور الوقت تزداد ترابطا وتماسكا وتدفعهم للاحتفاظ بأسماء زوجاتهم الحقيقية أو كتابة بدلاً منها كلمات تعمق العلاقة، بالرغم من حالات الشد والجذب التي قد تنشأ في بعض الأحيان.
ويوضح المواطن مراد عبد الرحمن، أن علاقته بزوجته في أفضل حال منذ زواجهما من سبع سنوات، رغم وجود بعض الاختلافات البسيطة في الآراء، والتي سرعان ما تزول وتعود الحياة الزوجية لطبيعتها.
ويقول عبد الرحمن " يجب على الزوج أن لا يجعل المشاكل تعكر صفو علاقتهما وأن يختار مسمي يليق بمكانة زوجته، لأن ذلك كفيل بإيجاد جو من الألفة والانسجام بينهما لان وصف الزوجة بمسميات غير لائقة سينعكس سلبياً على طبيعة العلاقة، مشيراً إلى أنه منذ إنجاب زوجته طفلهما الأول وهو يطلق عليها اسم "أم كريم" ولم يغيره .
يعكس العلاقة
وافاد الأخصائي النفسي والاجتماعي درداح الشاعر، أن الاسم الذي يطلقه الزوج على زوجته في هاتفه النقال يعكس طبيعة العلاقة بينهم، وجهة نظر الشريك في شريكه، فتسمية الزوج لزوجته بأسماء فيها غضب وتسلط، دلالة علي أن الحياة التي يعيشها مع زوجته ليس على ما يرام ولا يوجد فيها استقرار نفسي وتوفقي، أما إذا اختار لها أسماء تعبر عن الانتماء والرضا مثل أم فلان، أم العيال، زوجتي، فهذا دليل على استقرار الحياة ودفء العلاقة ووجود احترام متبادل بين الزوجين.
وأوضح الشاعر، أن هذه الأسماء لها تأثيرات سلبية وايجابية على الأسرة لأنها إذا كانت أسماء تجلب الرضا والسعادة ستؤدي إلى الاستقرار والتماسك ولكن إذا كان فيها نوع من السلطة والغطرسة، قد تكون باب لحدوث الكثير من المشاكل بين الزوجين، مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الحوار والتفاهم بين الزوجين داخل الأسرة.
ولفت إلى أن لجوء بعض الأزواج إلى إطلاق على زوجاتهم أسماء مثل "السلطة والحكومة ووزارة الداخلية" توحي بأن المرأة لها تأثير علي زوجها كالسلطة، أو يكون قد لحق به أذى من الداخلية أو الشرطة ويحاول توجيه نقد لهما من خلال إطلاقها على جانب أضعف في الحياة وليس أقوى، لذلك تلك التسمية تشير إلى شكل من أشكال العلاقة بينه وبين زوجته، منوهاً إلى أن الأمر فيه نوعاً من التندر والفكاهة والسخرية الواقعية التي تعبر عن الواقع الملموس.