الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
الانحباس المطري يهدد الموسم الزراعي وتوقعات بأزمة مياه وعام جاف
يشكل الانحباس المطري مع قرب انتهاء اربعينية الشتاء امراً مقلقاً بالنسبة للمزارعين في جميع محافظات المملكة حيث ان كمية الامطار المتساقطة جاءت بخلاف الاعوام السابقة.. ويتوقع خبراء ان تشهد المملكة ازمة مياه خلال العام الحالي نظراً لتأثر المخزون الجوفي كما سيتعرض المزارعون لخسائر مادية جسيمة خاصة مزارعي الحبوب والاشجار المثمرة والثروة الحيوانية.وطالب مزارعون وخاصة في اقليم الجنوب اعتبار محافظاتهم مناطق جفاف وعلى الحكومة ان تعوضهم عن الخسائر التي قد تلحق بهم.
اربد
يتخوف مزارعون في محافظة اربد من استمرار انحباس الامطار خلال فصل الشتاء الحالي خصوصا مع قرب انتهاء اربعينية الشتاء التي شهدت تساقط امطار بشكل ضئيل ونسبي بخلاف السنوات الخمس الاخيرة التي وصلت فيها معدلات الهطول ذروتها خلال الاربعينية.
وبحسب مزارعي المحافظة فان حالة الترقب لهطول مطري وصلت إلى القمة في ظل تدني كميات الامطار التي هطلت خلال الفترة الماضية معتبرين أن انقاذ الموسم الزراعي الحالي يعتمد بالدرجة الاولى على تساقط الغيث خلال الايام القادمة ولغاية الاسبوع الاول من شهر شباط القادم وانه حال بقيت الامور على حالها فان ذلك سيؤدي إلى تضرر المحاصيل الزراعية بشكل كبير وواسع وقد لايسلم منها شيء.
وبين المزارع محمد جبر بركات من منطقة النعيمة قيامه بزراعة 10 دونمات بالشعير معتبرا انه حال استمرارية انحباس الامطار لغاية العاشر من الشهر القادم فان ذلك سيكون له ابعاد وتاثيرات على المحصول باكمله وسيكون بذلك عام "قحط وجفاف" متاملا رحمة من المولى عزوجل بقدوم تباشير الخير خلال الايام القادمة من اجل انعاش الاراضي والتربة والمزروعات مجددا لكي لايخسر محصوله الذي يعول عليه كثيرا في تحسين اوضاعه المادية.
اما المزارع واكد الواكد فقال ان انحباس الأمطار أدى إلى ظهور الجفاف على أشجار الحمضيات في هذا الموسم وعجز واضح على نموالثمار.
وأضاف أنه في حال استمر انحباس الأمطار وعدم إعطاء الأشجار حصتها من المياه فان أوراق الأشجار ستتساقط وستكون النتيجة انتشار الأمراض النباتية وسيؤدي الى تراجع كبير في أحمال الأشجار من الثمار.
وقال المزارع معاذ العزام أنه نتيجة لتأخر هطول الأمطار أصبح يظهر الاصفرار على سيقان القمح والشعير منوها إلى أن استمرار الوضع الحالي إلى بداية الشهر القادم فان محاصيل القمح والشعير ستصاب بالعجز الكامل ولن يستفيد مما زرع من مادتي القمح والشعير.
ويقول مدير زراعة محافظة اربد المهندس احمد الخزاعلة ان الوقت مايزال مبكرا لاعلان حالة التشاؤم للموسم الزراعي الحالي مشيرا إلى أن سجلات المديرية توضح أن عدد الايام الماطرة لغاية اللحظة أكثر من الموسم المطري السابق بستة أيام ولنفس الفترة غير انه لم يخف أن كميات الامطار المتساقطة للموسم الحالي غير كافية لنموالمحاصيل الشتوية بشكل جيد.
وأضاف انه رغم عدم كفاية الامطار الهاطلة بالنسبة لري التربة والمزروعات الا أن وضع المحاصيل لغاية تاريخه مايزال جيدا حيث يعول على الايام القادمة التي من الممكن أن تشهد تساقط امطار الخير بما يساعد على ري التربة ونموالمحاصيل.
وابدى الخزاعلة قلقه من انحباس الامطار خلال خمسينية الشتاء التي تبدا اعتبارا من الاسبوع القادم معتبرا أن استمرار انحباس الامطار خلال هذه الفترة ينذر بمخاطر عديدة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة ورياح شرقية الامر الذي يقود إلى حتمية تلف المحاصيل الزراعية المختلفة.
ودعا مدير المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي ـ فرع اربد المهندس سامي الدناوي المزارعين الى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية خلال الفترة الحالية التي يحدث خلالها موجات صقيع تجنبا لاية خسائر واضرار مادية.
وشدد على اهمية اتخاذ اجراءات مسبقة للوقاية من اخطار الصقيع من حيث تغطية سطح التربة بواسطة القش والنشارة والعمل على تنظيم الري وتسميد التربة علاوة على توفير اجواء دافئة لمزارع المواشي واضافة السكريات والفيتامينات الى العلف مع العمل على الاهتمام بتغطية خلايا النحل جيدا ونقلها الى اماكن دافئة.
اما رئيس اتحاد المزارعين في اربد بسام خصاونة فقال ان الهطول المطري الاهم بالنسبة للمزروعات الشتوية هوفي شهري كانون الاول وكانون الثاني وان ضعف تساقط الامطار خلال هذه المدة يشكل خطورة على المحاصيل الزراعية لعدم حصول المزروعات على حاجتها من المياه مشيرا إلى أن هذه الخطورة من الممكن أن تتلاشى في حال سقوط امطار خير بكميات جيدة في اشهر شباط واذار ونيسان حيث يعتمد ذلك على توزعها ضمن المناطق الزراعية معربا عن امله في أن تحمل الفترة القادمة تباشير خير ورحمة من المولى عزوجل.
لعل الحال في لواء بني كنانه لا يكاد يختلف كثيرا من حيث التأثيرات السلبية التي حدثت ولا زالت جراء إنحباس الأمطار منذ شهور طويلة ، ذلك أن عدم تساقط الامطار أسهم في التاثير بصورة مباشرة على مختلف جوانب الحياة خاصة الزراعية منها ، وبصورة خاصة الزراعات الشتوية مثل القمح والشعير والعدس وغيرها من الزراعات الأخرى.
وأشار مزارعون إلى أنه إذا ما إستمر الحال على ما هوعليه فإنهم سيكونون بمواجهة مشكلة حقيقية ذلك أن إعتمادهم الرئيس في عمليات الري على مياه الامطار نظرا لشح المصادر المائية.
وقال المهندس مندوب سلامة عبيدات ان إنحباس الأمطارمنذ فترات بعيدة اثرسلبا وبصورة مباشرة وغير مباشرة على كافة المزروعات الصيفية منها والشتوية خاصة القمح والشعيروغيرها من المزروعات الأخرى ، منوها إلى أن هذه الزراعات ستواجه خطر الجفاف إذا ما استمرت الحالة كما هي وبالتالي فإن المزارع سيكون بوضع لا يحسد عليه حيث أنه خسر أثمان البذار وما تلاها من عمليات تسميد وحراثة وغيرها من العمليات الزراعية.
واشار المزارعان صالح المفلح وأحمد سعد الدين إلى وجود في مواجهة مشكلة حقيقية اذا ما استمر انحباس الأمطار ، وان الزراعات ستكون عرضة لخطر الجفاف خاصة القمح والشعير وغيرهما من الزراعات الشتوية الأخرى.
من جانبه بين مدير زراعة بني كنانة المهندس نظمي المحافظة ان الموسم المطري الحالي لم ينته ذلك انه في العادة يستمر تساقط الامطار خلال الاشهر القادمة وما يعرف بخمسينية الشتاء والتي تسهم في مامجموعه 20%من مجموع كميات الامطار الهاطلة.
ولفت الى ان مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في اللواء تبلغ 97381 دونما مشيرا الى ان المديرية تقوم حاليا بحصر وتسجيل المزارعين الراغبين بزراعة الشعير لمعرفة المساحات المزروعة بالشعير.
الرمثا
وقال مدير زراعة لواء الرمثا المهندس علي ابونقطة ان كميات الأمطار التي هطلت في موسم الشتاء الحالي تدل على ان العام الحالي كان عاما يتسم بتراجع الامطار بالرغم من الفروقات الكبيرة بين الكميات الهاطله.. وهكذا يتضح ان موسم الشتاء الحالي كان بالغ التمايز من جهة ، ودون المعدل العام الإجمالي من جهة اخرى. ويتسبب تراجع هطول الامطار عادة بنقص في مياه الشرب الا ان ابونقطة يعتبر ان تراجع كميات الامطار ليس هوالسبب الوحيد للنقص ، بل يشير بصورة اساسية ، الى الهدر المائي ، الذي يرده الى مجموعة من العوامل ابرزها ظواهر التبخر وتسرب جزء من المياه السطحية والجوفية الى الدول المجاورة وعدم وجود محطات لمعالجة المياه المبتذلة ، واللجوء الى وسائل ري بدائية ، والتلوث الناجم عن الافراط في استعمال مبيدات الحشرات والأسمدة والتلوث الصناعي.
ولا يغفل مدير الزراعة الاستغلال غير المشروع للمياه الجوفية وتأثيره على النقص ، داعيا الى ضرورة ترشيد استعمال المياه وادارتها بشكل جيد ، من خلال استراتيجية عشرية تهدف الى تجنب هدر الموارد المائية ، وتأمين موارد اضافية من خلال التخزين والبحث عن مخزونات جديدة ، وتنفيذ مشاريع لمعالجة المياه المبتذلة واستخدامها في الري ، واقامة سدود وبحيرات اصطناعية في مختلف المناطق لتخزين المياه السطحية.
واوضح انه لا تزال التوقعات بسنة جافة هي السائدة فلم يشهد الشهر الماضي أمطارًا كما أن كميات الامطار التي تساقطت اقل بكثير من المسجلة في مثل هذا الوقت من السنوات السابقة وتشير إلى أنها أقل من المعدل ، مما يقلل من احتمالات تساقط الأمطار ويعرض أراضي واسعة للجفاف.
وربط ابونقطة ظاهرة انحباس الامطار بالتغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري ، إلا انه قال من الخطأ استبعاد هذا الاحتمال.. لكن من المؤكد أن المنطقة تشهد ظاهرة انحباس الأمطار وقلة تساقط الثلوج ، مما أدى إلى شح في الموارد المائية المتاحة.
من جهة اخرى قال مزارعون ومختصون انه لابد من وضع إستراتيجية لمواجهة الجفاف مؤكدين في السياق ذاته الى انه سيلحق بالثروة الحيوانية اضرارا كبيرة الى جانب الاضرار الزراعية ، مطالبين بتخصيص الأموال اللازمة لمواجة خطر هلاك الثروة الحيوانية والزراعية على حد سواء.
عجلون
وفي عجلون.. يشكل انحباس الامطار مع قرب انتهاء اربعينية الشتاء امراً مقلقاً بالنسبة للمزارعين في المحافظة..وبحسب مدير زراعة عجلون المهندس محمد الشرمان فان كميات الامطار التراكمية التي هطلت على المحافظة حتى الآن بلغت في عجلون (216) ملم وكفرنجة (182) ملم وعنجرة (235) ملم ورأس منيف (160) ملم وعبين (130) ملم واشتفينا (181) ملم والوهادنة (131) ملم وعرجان (136) ملم مقارنة مع العام الماضي لنفس الفترة حيث بلغت في عجلون (255) ملم وكفرنجة (219) ملم وعنجرة (139) ملم وراس منيف (169) ملم وعبين (178) ملم واشتفينا (211) ملم والوهادنة (152) ملم وعرجان (144) ملم مشيراً الى ان هناك تدنيا وتأخرا واضحا في الهطول المطري ومقلقا ما يؤثر على الوضع الزراعي بشكل عام لافتاً الى ان قلة كميات المياه الهاطلة وتباعد الهطول اضافة الى الرياح الباردة التي ادت الى جفاف التربة كلها امور مؤثرة على زراعة الحبوب ونموالاشجار.
وقال الخبير الزراعي الدكتور عبد المطلب القضاه ان انحباس الامطار بدد امال المزارعين وذلك لانقضاء الاشهر والايام المطرية الرئيسة في موسم الشتاء وهي كانون الاول وكانون الثاني مشيراً الى ان كمية الامطار المتساقطة جاءت بخلاف الاعوام السابقة متوقعاً ازمة للمياه خلال العام الحالي نظراً لتأثر المخزون الجوفي كما سيتعرض المزارعون لخسائر مادية جسيمة خاصة مزارعي الحبوب والاشجار المثمرة والثروة الحيوانية.
واضاف ان انحباس الامطار قد يؤدي الى جفاف للعام الثالث على التوالي فيما لولم يتعدل الموسم المطري اضافة الى اثر ذلك على الثروة الحيوانية نتيجة ارتفاع تكاليف الاعلاف كما ان الجفاف يساهم في انتشار الامراض وخاصة البياض الدقيقي واللفحة المبكرة واعتبر المزارع مصطفى الجبالي ان الامطار من اهم العوامل التي ترتقي بالانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني مبيناً ان انتاج القمح والشعير اللذين يعتبران من المحاصيل الرئيسة لغذاء الانسان والحيوان سيتأثران بشكل واضح اضافة الى ارتفاع اسعار هذه المحاصيل ومشتقات الالبان والاعلاف ما ينعكس سلباً على الوضع بشكل عام وقد تحدث امور لا تحمد عقباها لا قدر الله من جفاف وغيرها.
الكرك
وأبدى مزارعو ومربوالثروة الحيوانية في محافظة الكرك تخوفهم حيال الوضع الذي سيكون عليه الموسم الزراعي الحالي جراء انحباس الأمطار حيث لم تشهد المحافظة هطولا للأمطار منذ شهرين باستثناء كميات هطول تقدر مابين 20 - 30 مليمترا وفق ما أكده مدير زراعة الكرك المهندس أكثم مدانات.
وقال المدانات إن كمية الأمطار التي شهدتها المحافظة في هذا الموسم قليلة جدا وهي غير كافية لمثل هذه الفترة من الموسم كما لم تشمل كافة مناطق الكرك بشكل متوازن وهي لم تزد عن 30 مليمترا في وقت ينبغي فيه إلا تقل كمية الهطول حتى ألان عن 100 مليمتر مشيرا إلى إن الأمل بالله موجود دائما فإذا تساقطت الأمطار بكميات مناسبة خلال شهر كانون الثاني الحالي وتبعها تساقط منتظم للأمطار في بقية الموسم المطري وبما يناسب مراحل نموالنبات فان الوضع سيعتدل خاصة في المناطق الغربية من المحافظة أما مناطق المحافظة الشرقية فهي الان - حسبما قال - في دائرة الخطر الشديد كما هوالحال أيضا بالنسبة للمراعي الطبيعية فيها.
وأضاف إن الضرر من انحباس الأمطار سيطال الزراعات الشجرية وخاصة أشجار الزيتون التي تزرع في ألمحافظه بشكل واسع مما سيؤثر على إنتاجيتها كما سيؤدى تدني كمياتها إلى تضرر الزراعات الصيفية ناهيك عن النقص الحاد في مياه الري وفي محزونات مياه السدود والمياه الجوفية بشكل عام.
رئيس اتحاد المزارعين في محافظة الكرك طالب بإعلان محافظة الكرك ومحافظات الجنوب مناطق جفاف لعدم تساقط الأمطار عليها خلال هذا الموسم ولعدم ظهور أية نباتات سواء كانت رعوية أوحقلية في هذا الموسم كما طالب بضرورة تعويض المزارعين الذين تكبدوا خسائر مادية في شراء البذار وحراثة الأرض إضافة إلى الخسائر التي ستلحق بهم جراء عدم وجود منتج لمزروعاتهم التي يعتمدون عليها بشكل مباشر في حياتهم اليومية.
اما الخبير الزراعي ورئيس جمعية مربي الماشية التعاونية في الكرك زعل الكواليت فقال إن الموسم الزراعي الحالي أسوأ من الموسم الذي سبقه وان مناطق المحافظة الشرقية والتي تشكل مساحة الأراضي الزراعية فيها 90 بالمئة من مساحات الأراضي الزراعية في المحافظة وتستغل لزراعة مادة الشعير إضافة لكونها منطقة الرعي الوحيدة في المنطقة هي الأكثر تضررا للان وأصبح الوضع الزراعي ووضع المراعي فيها بحكم المنتهي حتى لوتساقطت الأمطار عليها مفسرا ذلك بان كميات الأمطار التي هطلت في ألمحافظه رغم محدوديتها مقارنة بما ينبغي إن يكون الوضع عليه في المواسم الزراعية الجيدة أدت إلى نموبعض الأعشاب بيد إن فترة انحباس الأمطار الطويلة وما شهدته تلك الفترة من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة أدى إلى جفافها إضافة إلى حلول فترة أربعينية الشتاء وما يصحبها في العادة من انخفاض حاد في درجات الحرارة مما يقلل من احتمالية الإنبات.
الباحث والخبير الزراعي المهندس ماهر الشمايلة أكد إن الموسم الزراعي في محافظة الكرك أصبح في حالة يمكن إن يطلق عليها بالجفاف التام وذلك لجفاف الطبقات السطحية للأرض والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من الأمطار لإعادتها إلى وضعها الطبيعي وهذا مؤشر خطير يؤكد على أهمية الاستعداد له من اجل إنقاذ الثروة الحيوانية والزراعية خاصة في محافظات الجنوب.
وأوضح إن النباتات الرعوية في المناطق الشرقية والغربية لم تنبت هذا الموسم بسبب انحباس الأمطار لافتا إلى إن نباتات القمح والشعير والرعوية تحتاج الى 200 مليمتر من الأمطار على الأقل للإنبات كما إن الثروة الحيوانية أصبحت معرضة لإصابتها ببعض الأمراض التي تتم مكافحتها بشكل طبيعي عند تناول الحيوانات النباتات الطبيعية كما إن ناتج الثروة الحيوانية في تراجع مستمر بسبب اعتمادها على الأعلاف الجافة التي تكلف المزارعين مبالغ طائلة.
وأكد مزارعون أنهم لن يفلحوا أراضيهم تخوفا من عدم نزول الأمطار وبالتالي خسارتهم لكميات الحبوب التي سيبذرونها وذلك وفق ما تبينه لهم تجربتهم كمزارعين محترفين على مدى سنين طويلة واقترح بعضهم إن تبادر الحكومة إلى إعلان منطقة الكرك كمنطقة جفاف.
وأبدوا تخوفهم من تلف وتعفن الحبوب التي بذروها في بداية الموسم الزراعي الحالي قبل حوالي شهرين وذلك بسبب تأخر هطول الأمطار حتى الآن مؤكدين إن "أغلبية المزارعين في الكرك قاموا بزراعة حقولهم في بداية الموسم بعد أول هطول مطري ولم يتواصل بعده تساقط الأمطار".
وقالوا إن "مساحات كبيرة من الحقول زرعت استجابة لدعوات وزارة الزراعة بزراعة محاصيل حقلية خصوصا المواد العلفية للمواشي" مشيرين إلى إن "الدعم الذي قدمته الوزارة هذا العام للمزارعين شجعهم على ذلك ". وتقدر مساحة الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في محافظة الكرك بحوالي 200 ألف دونم.
الطفيلة
وأكد ممثلون عن القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بمحافظة الطفيلة على ضرورة إعلان المحافظة منطقة جفاف نتيجة الانحباس المطري الذي تشهده كافة المناطق الزراعية بالطفيلة وتوالي سنوات الجفاف ما اثر على المحاصيل الحقلية وبساتين الزيتون الممتدة على مساحة تتجاوز 50 الف دونم في وقت لم يتجاوز فيه المعدل التراكمي للامطار 50 بالمئة.
ووصف العديد من مزارعي المحاصيل الحقلية ، الموسم الحالي بأنه الأسوأ على مدى عدة عقود مضت بسبب توالي سنوات الجفاف وانخفاض كميات الامطار السنوية الى ادنى معدلاتها.
واعتبر مزارعون من قصبة الطفيلة خطر التصحر والجفاف احد المشاكل الرئيسة التي بدأت تواجه الثروة الزراعية والحيوانية بالطفيلة ، سيما وان ينابيع المياه انخفض مسنوبها الى ادنى مستوى وهي لا تكاد تروي البساتين المحيطة بها علاوة على تأثر المراعي الطبيعية واختفاء الاشجار الرعوية.
وقالوا ان رداءة الموسم المطري منذ بدايته لم تشجعهم على فلاحة اراضيهم لان فترات التباعد بين مواعيد الهطول وما تخللها من ارتفاعات ملحوظة في درجات الحرارة اوتدنيها احيانا اسهم في تلف البذور مما يحول دون نموها.
واشار رئيس اتحاد المزارعين في الطفيلة الشيخ عقلة المرايات الى ان الانحباس المطري سيطال الزراعات المتأخرة والصيفية جراء انخفاض نسبة الرطوبة في الارض علاوة على حاجة الزراعات الشجرية البعلية الى مزيد من السقاية بشكل مستمر مع ارتفاع درجات الحرارة ما سيكلف المزارعين مزيدا من النفقات مع توقع انتشار الافات الزراعية بشكل غير مسبوق.
وقال المرايات إن الثروة الحيوانية بمحافظة الطفيلة تواجه مشاكل عدة وهي بحاجة إلى التدخل السريع من قبل الجهات المعنية كوزارتي الصناعة والتجارة والزراعة بسبب انحباس الأمطار وانخفاض معدلاتها في المناطق الشرقية التي تعتمد على كميات من الأمطار تصل في معدلها السنوي إلى 300 مليمتر ، إضافة إلى توالي سنوات الجفاف مما تسبب في تدهور المراعي الطبيعية والاصطناعية وتقلص المساحات المغطاة بالشجيرات الرعوية التي تحوي العناصر الغذائية للمواشي خاصة مع بدء موسم التوالد بين الاغنام والذي يتطلب توفر مواد علفية ذات قيم غذائية.
واشار الى ارتفاع مسلتزمات زراعة الخضار مع انخفاض اسعارها في الاسواق ما اثر على مزراعين الخضار حيث لم تجن زراعاتهم للخضار ثلث كلفة زراعتها مبينا بان نقل امانة عمان سوق المواشي الى موقع اخر بعيد انعكس سلبا على مربي المواشي في المناطق الجنوبية حيث المطالبة بايجاد سوق مركزي للاغنام في منطقة متوسطة خاصة.
واشار المزارعان ابراهيم العبيديين وعطالله الحوامدة وغيرهما الى ارتفاع أسعار الأعلاف وانخفاض كميات البيع من مادة النخالة مقارنة مع أعداد المواشي فيما أدت سنوات الجفاف خلال السنوات السبع الماضية إلى تقلص المساحات الرعوية وتحولها إلى مناطق جرداء تذروها الرياح نتيجة لاختفاء الشجيرات الرعوية إلى جانب ارتفاع أسعار العلاجات البيطرية والتي تعد جزءا من المشاكل والقضايا التي أدت إلى تقلص الثروة الحيوانية بمحافظة الطفيلة وألويتها وتسببت بإلحاق الخسائر بمربي المواشي في شتى مناطق المحافظة.
وقال عدد من مربي المواشي في المنطقة الشرقية من المحافظة إن اختفاء المراعي الطبيعية بسبب انخفاض معدلات الأمطار أدى إلى تدني إنتاجية المواشي من الحليب واللحوم والخصوبة الإنجابية ، وضعف مناعتها مما جعلها عرضة للإصابة بالإمراض والأوبئة التي تسببت في نفوق أعداد كبيرة منها.
واشار مدير زراعة الطفيلة الدكتور يحي الطرشان الى حالة الانحباس المطري التي تشهدها كافة مناطق الاردن ما تسبب في انخفاض معدلات الامطار مشيرا الى حزمة برامج ونشاطات اتخذت من قبل وزارة الزراعة لمواجهة هذه الظروف عبر تنفيذ مشروعات زراعية سيكون لها الاثر الايجابي في تحسين الواقع الزراعي بالطفيلة.
وتابع ان الزراعة باشرت منذ العام الماضي بتنفيذ مشروع فاقد المياه وتم طرح عطاءات لصيانة ينابيع في منطقة عفرا ليصار الى صيانة باقي عيون المياه في قرى الطفيلة وقصبتها خلال السنوات المقبلة في وقت بوشر فيه بتنفيذ مشروعات زراعة العنب والرمان واللوز وغيرها من المشروعات الزراعية.
وقال انه وضمن اهداف المشروعات الزراعية الجاري تنفيذها ، فان المحافظة على أشجار الزيتون المعمرة ، يعد من اولويات هذه المشروعات التي تمكن خلالها مشروع المصادر الزراعية في سنوات ماضية من تأهيل زهاء 5000 دونم من بساتين الزيتون القديم والمعمر.
جرش
ودعا خبراء زراعيون في جرش المزارعين الى القيام باعمال التقليم الجائر للاشجار في حال استمرار الانحباس المطري وقالوا: بان الامل بالله ان يعود علينا بالمطر لتحسين الموسم الزراعي.
وقال الخبير الزراعي المهندس محمد الشرمان ان الحاجة باتت ملحة امام المزارعين لتقليم أشجارهم سيما اشجار الزيتون التي تشكل زراعاتها مساحة واسعة من المحافظة وذلك بهدف الحفاظ على سلامة واستمرارية نمو هذه الاشجار اضافة الى اجراءات الري التكميلي للاشجار المثمرة بشكل عام لتعويض الاشجار عن كميات المياه المفقودة نتيجة الانحباس المطري.
وأشار الشرمان الى ان وقت زراعة المحاصيل الزراعية من حبوب القمح والشعير قد مضى موعده وان هذه المحاصيل تأثرت بشكل مباشر نتيجة الانحباس المطري.
الى ذلك اوضح المهندس الزراعي عمر الفقيه ان المملكة بشكل عام تعاني من الانحباس المطري للسنة الثالثة على التوالي اما هذا العام فيعتبر الاشد فيها حيث لم تصل بعد كميات الامطار الهاطلة الى 100 ملم في مختلف مناطق المحافظة.
وأشار الى ان الامطار اذا ما هطلت خلال الشهرين القادمين فان اثارها تنعكس على تحسين نمو الاشجار بشكل عام اما المحاصيل الاخرى من الاعلاف والحبوب فان استفادتها من هذه الامطار محدودة جدا لما لنقص كميات الامطار من تأثير على تكوين السنابل عند نضج الثمار.
واوضح الفقيه ان انعكاسات الامطار خلال الفترة القادمة ستعود على زيادة مخزون السدود من المياه والمياه الجوفية والامل عند الله قريب.
اما المزارعون فلهم فلسفتهم الخاصة بانحباس الامطار وحساباتهم فهم يرون ان تأخير الموسم المطري وخاصة في ايام (المربعانية) فان ذلك يؤثر بشكل مباشر على كافة اطياف الزراعات الحقلية اضافة الى تردي المحصول والحاق جفاف كبير بالاشجار سائلين الله عز وجل ان يرحمنا برحمته.
من جانبه اشار مدير زراعة جرش المهندس جعفر عربيات الى ان كميات المطر التي هطلت منذ بداية الموسم الزراعي محدودة وهذا يتطلب من المزارعين القيام بالري التكميلي للمزروعات خاصة اشجار الزيتون والاشجار المثمرة.
ولفت عربيات الى ان المديرية بانتظار اجراءات وزارة الزراعة حول الوضع السائد في مختلف مناطق المملكة نتيجة الانحباس المطري. الدستور
الأكثر قراءة