الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
العشائر تحركت لاظهار التضامن مع حماس وسقوط نظرية تآمرها على عمان
ظهرت مجددا ملامح الارتباك في المطبخ الحكومي الاردني عندما غرد وزير الداخلية نايف القاضي منفردا خارج السرب الرسمي ودخل في مزاودة على الجميع انتهت بمطالبة خالد مشعل الزعيم السياسي لحماس بمغادرة البلاد بعد 48 ساعة فقط من دخوله.
رغم ان الفرصة كانت مهيأة جدا انسانيا وسياسيا لاظهار بعض المرونة خصوصا بعدما التزم مشعل بالنص تماما وهو يتابع تفاصيل تشييع جنازه والده الراحل.
هذا التغريد الفردي من وزير في الحكومة نزع الدسم عن حصاد الزيارة اردنيا ومن الواضح انه تطلب استدراكا لاحقا يهدف للحفاظ على مضمون الزيارة، فسرب مصدر رسمي القول بأن احدا لم يطلب من مشعل المغادرة خلافا لما اعلنه النقابي العريق صالح العرموطي الذي حمل رسالة وزارة الداخلية التي تطلب المغادرة.
الاستدراك تقدمت به عدة اوساط مهتمة بمضمون الزيارة وبعض الاقلام التي حاولت تخفيف حدة تصرف احد الوزراء مع ان وزير الداخلية وكذلك الناطق الرسمي باسم الحكومة لم يخرجا لتبديد الجدل ولقول شيء رسمي باسم الحكومة بالسياق.
هدف الوزارة كان واضحا وهو الايحاء بانها تسيطر على المشهد دون التربيط سياسيا مع حالة التقييم والانفراد والترحيب التي كانت تتفاعل في عمق مؤسسات القرار الرسمية التي سمحت اصلا بزيارة مشعل وبدأت في عملية تقييم التفاصيل.
وفي مسألة التفاصيل يكمن الدسم السياسي والامني بعد ان نشطت المؤسسات المعنية اشارات الاستشعار.
عمان الحكومية استفادت كثيرا من تفاصيل زيارة مشعل الانسانية دون ان يكلفها ذلك ثمنا سياسا من اي نوع لان الذريعة التي كانت تستخدم في الضغط على مشعل ورفاقه اصلا والمتمثلة بدعم سلطة رام الله وحركة فتح ومحمود عباس لم تعد تصمد حتى داخل مؤسسات القرار التي فقدت الكثير من الثقة بالسلطة ورموزها.
حصل ذلك رغم محاولات الترميم والمجاملة التي قادها الرئيس عباس في وقوفه اليتيم منذ عدة ايام على محطة العاصمة عمان بعد خطاب مطول في المؤتمر الحركي السادس لم يحظ به الاردن وخلافا للدول العربية الاخرى بأي مجاملة من اي نوع.
اليوم وبعد جلوس مشعل ليومين على اعلى قمة في جبال عمان مستقبلا الاف المعزين بوالده لم تعد بالنتيجة الاولية حماس كما كانت بالنسبة للاعب الاردني، فالصورة تتغير عمليا وهناك اسباب اهمها ان حماس استجابت لشروط اردنية سرا فغيرت وبدلت فاستحق الامر منحها شيئا ما سياسيا خصوصا في ظل البرود مع سلطة رام الله.
ما الذي تغير ولماذا وكيف استفادت عمان من وقفة مشعل الاخيرة في ظلالها؟.. هذه التساؤلات هي محور نقاشات حيوية لا زالت مستمرة وسط نخبة عمان وحتى في مؤسسات القرار.
وليس سرا هنا ان ما يعتقد بعض المحللين انه يشكل اشارة قوة لصالح حماس في مواجهتها مع الحكومة الاردنية ينتهي بفائدة عظيمة لصانع القرار الاردني، فاول تداعيات رحيل مشعل الاب واستقبال الابن ليومين صاخبين اشارة قوية التقطها الكثيرون وتقول ضمنيا ان لحماس رصيدا صلبا ومتماسكا داخل الجمهور الاردني وفي الشارع بالرغم من كل ما يقال ضدها في الاعلام وبين السياسيين.
والاهم ان هذا الرصيد الذي عبر عن نفسه بعدة اشكال يفتي بيقين بأن حملة الحكومة الاردنية قبل عامين ضد حماس فشلت تماما وتحديدا في الجزء الذي حاول تصوير وجود برنامج حماسي لزعزعة الاستقرار في الداخل الاردني عبر جمع الاسلحة.
الآن تقول الحيثيات الواقعية ان هذه الحملة لم تؤثر على حضور حماس القوي في وجدان الشارع الاردني وما حصل بالعزاء كما لاحظ كاتب من وزن طاهر العدوان رئيس تحرير "العرب اليوم" يظهر فشل الادارة الحكومية الاردنية بقدر ما يظهر نجاح حماس اردنيا.
تعبيرات الرصيد المشار اليه سابقا كانت وخلال يومي العزاء بمشعل الاب اضخم من اي رغبة لتجاهلها وتجاوزها حيث ام مقر العزاء آلاف الاردنيين بدون ان تربطهم اي علاقة بحماس او بالراحل، ولا يوجد برلماني او سياسي او وزير سابق او شخصية عامة تحظى باحترام الناس لم يظهر في مقر العزاء.
في تفاصيل المشهد حضر النقابيون والحزبيون وقادة العمل الجماهيري والقيت خطابات ومداخلات والاكثر اهمية حضور حافلات من عدة مدن ومحافظات جاءت لتقدم العزاء باسم العشائر الاردنية حتى ان عشائر محافظة الكرك اقامت مأدبة ضخمة في عمان من باب الواجب كان لافتة اساسية.
مئات الاردنيين اصطفوا في سرادق صغير انتظارا لمصافحة مشعل الابن بين هؤلاء شيوخ قبائل مهمة في الاردن واعضاء في البرلمان ووزراء سابقون ونشطاء مخيمات وفصائل وبينهم ارفع شخصية دينية رسمية ولاحقا عزاء رسمي باسم الملك قدمه الحاكم الاداري لعمان.
وقد لوحظ بوضوح ان ابناء العشائر وقياداتها وهم الطبقة الاكثر اخلاصا للنظام والدولة تواجدوا بكثافة في محيط المكان ودفن الجثمان فشيخ عشيرة الحديد اهم عشيرة في عمان العاصمة الشيخ برجس الحديد القى خطابا فوق قبر مشعل الاب.
وحضور قادة العشائر دفع مشعل للاعلان عن انتمائه لمدينة الكرك دون ان يشتري اي طرف رواية سعي حماس للتآمر على الاردن التي روجها بعض المسؤولين في حكومات سابقة.
كل ذلك وغيره رصد باهتمام ويمكن القول ان تحديد ملامح ادارته بواقعية سياسية قد بدأت في اللحظة التي نشطت فيها بعض اجنحة الحكم لإزالة آثار ما نقله العرموطي عن وزير الداخلية بخصوص المطالبة بمغادرة مشعل.
القدس العربي
الأكثر قراءة