إذا لم يصلوا إلى حل جذري..الاخوان المسلمين على مفترق طرق وعودة إلى الازمات

 ويكاد الحل التوافقي المعهود لحل الازمات في بيت الحركة الاسلامية منذ سنوات طوال مضت يصل الان بحسب المراقبين الى طريق مسدود بعد وصول الازمة الداخلية بين تياري الحمائم والصقور في جماعة الاخوان المسلمين ذروتها التي انتهت باعلان استقالات جماعية من قبل تيار الحمائم.

 

رغم محاولات لرأب الصدع في الجماعة واحتواء الازمة الاخيرة بتجديد الوساطات الداخلية من قبل قيادات الحركة الاسلامية خلال اليومين الماضيين من اجل عدول الحمائم عن استقالاتهم وفق ما اكدته مصادر داخل الحركة الا ان حالة الاحماء المتسارعة في أروقة الجماعة وصلت الى ذروتها ولربما تحتاج الى مفاجآت جديدة تبرد من سخونتها.

 

وكان موضوع المكاتب الادارية وازدواجية العلاقة بين التنظيمين الاردني والفلسطيني اول ما اشعل فتيل الازمة الاخوانية الداخلية بين تياري الصقور والحمائم وتبعه تقرير سياسي لشورى الاخوان وصفه المراقبون بالخطاب غير المسبوق في لغة الجماعة وصولا الى استقالات جماعية لتيار الحمائم عقب حل لجنة سياسية كان يقودها.

 

وقد برزت تخوفات مشوبة بحذر من شكل الحركة الاسلامية في المستقبل وحدوث شرخ كبير في صفوفها بعد تفاقم الازمة الداخلية في صفوف الجماعة.

 

فيما يقلل البعض من اهمية تلك التخوفات ويستبعد تفاقم الازمة الاخوانية الاخيره الى حد الانشقاق الذي يغير شكل الحركة الاسلامية في المستقبل الا ان هناك من يؤكد بان جماعة الاخوان المسلمين الان على مفترق طرق.

 

ووسط هذه التوقعات يتساءل المراقبون عن شكل الحركة الاسلامية في المستقبل وماذا بعد استقالة حمائم الاخوان فهل ستصل الى حدوث شرخ وانشقاق كبير في صفوف الاخوان وهل لها ابعاد سياسية وهل حل الازمة الاخوانية سيكون "داخليا" ام يأتي من "دمشق".

 

التوافق هو سيد الموقف داخل الحركة الاسلامية

 

رئيس مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين الدكتور عبد اللطيف عربيات يؤكد ان التوافق هو سيد الموقف داخل الحركة الاسلامية مهما كانت هناك اختلافات وتباينات في وجهات النظر بين اعضاء الحركة.

 

واستبعد عربيات في تصريح ل¯"العرب اليوم" من ان يكون الاختلاف في وجهات النظر يوصل الى شرخ او انشقاق في صفوف الحركة الاسلامية متسائلا عن سبب وجود الانشقاق ما دام الهدف واحدا بين اعضاء الحركة.

 

وقال ان عدم التوافق يضخم ويعقد الامور مهما كانت الاختلافات في وجهات النظر داعيا الى ضرورة تجاوز القضايا الصغيرة وتصغير الخلافات الكبيرة.

 

الاخوان على مفترق طرق

 

القيادي الاسلامي الذي انشق عن الجماعة بسام العموش يصف المرحلة التي تعيشها جماعة الاخوان المسلمين الان بانها على مفترق طرق لا سيما ان القضية المختلف عليها مفصلية وهي حماس.

 

وقال العموش ل¯ "العرب اليوم" ان هناك خيارين لدى جماعة الاخوان المسلمين امام الازمة الداخلية الاخيرة التي عصفت بهم والتي انتهت باستقالة جماعية لتيار الحمائم, الاول تقليدي يتمثل وفق وصفه "ببوس اللحى" وانهاء المشكلة.

 

اما الخيار الثاني بحسب العموش فهو الاستمرار في الاستقالة لا سيما امام القضية المفصلية المطروحة عليهم وهي حماس ووجود المراقب العام للاخوان همام سعيد على رأسها يجعل التفكير انه لا مجال للاصلاح ولا حل الا بالانسحاب.

 

ولم يستبعد العموش ان تتطور تلك الاستقالات وتصل الى مرحلة الانشقاق في صفوف جماعة الاخوان المسلمين لكنه وصفه بالانشقاق المحدود والمحصور على اشخاص معينين.

 

واستدرك حديثه بالقول لكن اذا اصر المستقيلون على استقالاتهم وذهبوا لعمل جسم او تنظيم جديد اي ان لكل منهم جيوشه وفق قوله فوقتها ممكن اعتبار انه حدث انشقاق عميق في صفوف جماعة الاخوان المسلمين.

 

وحول مستقبل الحركة الاسلامية لا سيما بعد تعرضها لازمات داخلية يقول العموش " الحركة الاسلامية من ناحية سياسية ضعيفة جدا وليس لها اثر قوي وليس لديها سوى مهرجانات غير مؤثرة وكل محطاتها شهدت تراجعا واضحا داعيا عقلاء جماعة الاخوان بايجاد حل لازمتهم حتى لا تبقى الجماعة على مفترق طرق".

 

الازمة الاخيرة في طريقها الى الحل

 

اما عضو مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي السابق زكي بني ارشيد اكد ان الحركة الاسلامية قادرة على تقديم مفاجأة ايجابية وان الازمة الاخيرة في طريقها الى الحل.

 

واستبعد بني ارشيد في تصريح ل¯ "العرب اليوم" وجود اي افق للحديث عن شرخ او انشقاق في صفوف جماعة الاخوان المسلمين مؤكدا ان شكل الحركة الاسلامية المستقبلي لن يتغير وان الازمة الداخلية الاخيرة ليست الازمة الاولى التي تتجاوزها الحركة وربما كانت ابسط من الازمات السابقة.

 

حل الازمة الاخوانية هل سيكون "داخليا" ام يأتي من "دمشق"?

 

وحول ما اذا كان حل الازمة الاخوانية سيكون "داخليا" ام ياتي من "دمشق" اكد عربيات ان الاساس ان يكون الحوار والتوافق في صفوف الحركة الاسلامية داخليا وليس خارجيا مشيرا الى تاريخ الحركة العريق خلال السنوات الطوال الماضية ومؤسسات جماعة الاخوان المسلمين المبنية على الحوار والشورى.

 

القيادي الاسلامي العموش قال: ان الحل يجب ان يكون داخليا ولا يجوز الارتباط التنظيمي بحركة حماس.

 

وشدد بني ارشيد على ان الحركة الاسلامية قرارها ذاتي ومستقل ولا تخضع لاي جهة كانت سواء داخلية او خارجية.

 

ووسط تأكيدات قيادات الحركة الاسلامية بتياريها الصقور والحمائم على ان حل ازمة الاخوانية سيكون داخليا وليس خارجيا من "دمشق" اكدت بدورها مصادر داخل الجماعة ان هناك ترتيبات تجري حاليا لعقد اجتماع بين تيار الحمائم في الجماعة ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس خالد مشعل لبحث موضوع ازدواجية التنظيم.

 

وكان مشعل قد وعد خلال مكوثه في الاردن لحضور عزاء والده قيادات الاخوان بجناحيه باعادة النظر في ازدواجية التنظيم وموضوع المكاتب الادارية من قبل اللجنة التنفيذية لحركة المقاومة الاسلامية حماس.

 

جاء ذلك بحسب المصادر خلال حديث جانبي لمشعل مع قيادات الحركة الاسلامية في بيت عزاء والده بحيث اكد لهم انه يرغب بسماع الاشكالية حول هذا الموضوع من جميع الاطراف ثم يعيد تقييمه لها من جديد عبر اللجنة التنفيذية لحركة حماس.

 

وقالت المصادر بان مشعل اكد لهذه القيادات تمسك حماس بان يكون لها مكاتب خاصة بها وان يكون للاردن مكاتبها المنفصلة لكن من الممكن ان يكون هناك ممثلون في الاردن في هذه المكاتب كمراقبين وليسوا كاعضاء اي لن يكون لهم حق بالتصويت.

 

ورجحت المصادر بان يتجه وعد مشعل لقيادات الحركة بالدفع نحو تفعيل قرار مكتب الارشاد العالمي الذي يتضمن انشاء تنظيم لجماعة الاخوان المسلمين الفلسطينيين بعد اعلان حركة حماس رغبتها بالاستقلال عن تنظيم بلاد الشام.

 

وكان هذا الطلب قد احيل لاخوان الاردن الا انهم رفضوه بيد ان مكتب الارشاد باعتباره صاحب الصلاحية في هذا الموضوع قرر انشاء تنظيم لجماعة الاخوان المسلمين الفلسطينيين فاستجاب له اخوان الاردن وجرى تخفيض عدد ممثلي المكاتب الادارية المغتربين في مجلس الشورى من 12 الى اربعة.

 

وقد اشعل موضوع المكاتب الادارية وازدواجية العلاقة بين التنظيمين الاردني والفلسطيني فتيل الازمة بين تياري الحمائم والصقور في جماعة الاخوان المسلمين الا ان مجلس شورى الاخوان لم يحسم هذا الموضوع في آخر جلسة عادية له وقرر ترحيلها الى جلسته المقبلة التي لم تحدد بعد ان نجح تيار الحمائم في تأجيل التصويت خوفا من انشقاق الجماعة.

 

وبرزت الازمة بين تياري الاخوان بشكل واضح في خطاباتهم في بيت عزاء مشعل الذي شدد بدوره في خطابه على رفض حركة حماس للوطن البديل والتوطين وأي علاقة سياسية مع الأردن تؤثر على الحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام .1967

 

واكد ان حماس ترفض الاتكاء على هذه العلاقة لتمرير أية حلول تصفوية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن.العرب اليوم