• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

قصة أم أردنية راح فلذة كبدها ضحية لعصابات الاتجار بالأعضاء البشرية

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-09-08
1620
قصة أم أردنية راح فلذة كبدها ضحية لعصابات الاتجار بالأعضاء البشرية

 كشفت التحقيقات الجارية من قبل الجهات المعنية عن مجموعة من الاشخاص المتورطين بعمليات اتجار بالاعضاء البشرية ( بيع الكلى) لصالح شبكة تمارس اعمالها في دولة عربية شقيقة للإيقاع بشباب الوطن بطرق احتيالية لبيع كلاهم مقابل مبالغ مالية زهيدة مستغلين ظروفهم الانسانية وحاجتهم الى المال .

وفي واقعة جديدة لهذه المجموعة في محافظة الزرقاء عندما قام احد افرادها بالايقاع بالشاب محمد صالح البالغ من العمر 21 عاما والتغرير به لبيع كليته مقابل مبلغ مالي وبعد اقناعه تم تسفيره الى تلك الدولة لاجراء عملية استئصال لكليته مقابل حفنة من المال في الوقت الذي كانت والدته تبحث عنه بعد اختفائه لاكثر من اسبوع لتفجع بعد ذلك بخبر سفر ابنها لبيع كليته من قبل بعض معارفه واصدقائه والذي تبين فيما بعد ان من قام بهذا العمل احد اصدقائه وجار للعائلة في السابق .
                              
ولم يهدأ بال ام محمد 46 عاما بعد فجيعتها بابنها الا ان تتقصى اخباره من خلال الضغط على صديقه بشتى الوسائل ليساعدها في الاتصال مع من يعرفهم في تلك الدولة لانقاذ ابنها وفق ما افضت به ام محمد الى وكالة الانباء الاردنية التي تابعت معها القضية اولا بأول .
                              
وقالت " لم تزدني فجيعتي بابني الا اصرارا الى ان تمكنت من الاتصال بشخصين اردنيين مقيمين في تلك الدولة وبعد محاولات بالتهديد واستدرار عطفهم اعترف احدهم الملقب بـ( ابو اسكندر ) -والذي قام بالكشف عن هويته رجال البحث الجنائي - بان ابنها محمد يقيم عنده حيث مكنني من التحدث معه على الهاتف الجوال ورجوت ابني بالعدول عن بيع كليته والعودة الى وطنه , ووعدني ابو اسكندر باعادة ابني سالما بدون اجراء العملية .
                              
وتابعت ام محمد قصتها :" كان ابو اسكندر يطمئنني وانا اعلم انه يكذب علي , ليس باليد حيلة كنت اطمئن نفسي والغريق يتعلق بقشة , الا انني عزمت على ابلاغ مكتب البحث الجنائي في الزرقاء حيث وجدت منهم كل التعاون والاهتمام بعد ان وضعتهم بكل ما جمعته من معلومات حول القضية , وفي وقت قصير القوا القبض على اغلب الاشخاص المتورطين بها.
                              
واوضحت ام محمد انه تم استدعاؤها الى مكتب المدعي العام في محكمة الزرقاء لتاكيد شكواها وعرفت بان عدد الذين تم توقيفهم تسعة اشخاص .
                              
واكد مصدر مسؤول في مديرية الأمن العام " ان قسم البحث الجنائي في مديرية شرطة محافظة الزرقاء القى القبض على عدة اشخاص من سكان المحافظة اعترفوا بقيامهم بإقناع شباب أردنيين ببيع كلاهم مقابل مبالغ مالية وانهم يقومون بهذا العمل( السمسرة) مقابل الف دينار عن كل شخص يقوم ببيع كليته يقبضونها من اعضاء الشبكة الذين يتعاونون معها في دولة عربية شقيقة .
                              
واضاف المصدر انه بعد اخذ الافادات والاعترافات منهم امام الضابطة العدلية تم توديعهم الى القضاء وما يزالون بتصرفه .
                              
واشارت ام محمد الى انها توصلت الى اسماء المستشفيات الخاصة التي تجرى فيها تلك العمليات في مصر واغلبهم اردنيون مقيمون هناك , والمتورطون معهم يعرفونتفاصيل كثيرة .
                              
رئيس لجنة الصحة العامة في مجلس النواب النائب الدكتور عصر الشرمان اكد ان هذا العمل خطير على صحة شباب الوطن ومرفوض وهو ممنوع بموجب القانون الاردني الا في حالات التبرع للمريض من احد ذويه واقاربه من الدرجة الاولى .
                              
واضاف ان على الحكومة وضع حد لتزايد نشاط تلك العصابات التي توقع بشباب الوطن وتستغل ظروفهم المادية وتستدرجهم وتغرر بهم بدفع مبالغ مالية مقابل بيع كلاهم دون علمهم بمدى اضرارها الصحية عليهم في المستقبل .
                              
واعتبر ان هذه الجريمة البشعة تهدد صحة وامن الشباب الاردنيين الذين هم ركن اساسي ومهم في امن الوطن , ولذلك تعتبر هذه القضية من قضايا الامن الوطني مطالبا بان تكون قضايا الاتجار بالاعضاء البشرية من صميم قضايا امن الدولة ويجب التشدد في احكامها في حال ثبوت الجرم على من يتاجر بها .
                              
ودعا الحكومة الى ملاحقة المتورطين في هذه القضايا خارج الاردن عن طريق الانتربول الدولي وبالتعاون مع الاجهزة الامنية في الدول التي تجرى فيها مثل تلك العمليات .  واشار الى انه وضع وزير الصحة بالصورة حول هذه الجريمة والذي وعد بدوره متابعتها .
                               
وطالب وزارة الداخلية بتشديد الاجراءات الامنية الاحترازية ومنع الجريمة قبل وقوعها في مثل تلك القضايا التي تستهدف صحة الشباب الاردنيين وعليها تتبع افراد تلك العصابات بناء على المعلومات المتحصلة من المواطنين وذوي الضحايا قبل وقوع هؤلاء المواطنين في براثنها حماية لصحتهم حيث لا ينفعهم أي اجراء بعد ان تجرى لهم تلك العمليات , ولا يمكن تعويض الشخص عن اي عضو في جسده بعد فوات الاوان .
                              
يذكر ان القانون الاردني يمنع التبرع بالكلى من غير العائلة من الدرجة الاولى , وفي حالة الانتقال الى فرع العائلة من الدرجة الثانية يكون حسب راي طبي واضح , وكل ذلك لابعاد شبهة المتاجرة بالاعضاء البشرية .
                              
وسبق ان اثارت وكالة الانباء الاردنية قضية مشابهة لشباب من منظقة البقعة وقعوا ضحية لهؤلاء السماسرة وفقدوا كلاهم ولحقت بهم اضرار صحية جعلتهم من العاجزين عن العمل ما حدا بالحكومة لمساعدة اكثر من 19 شخصا منهم بمبالغ مالية شهرية عن طريق صندوق المعونة الوطنية .
                              
وما تزال ام محمد تنتظر عودة ابنها سالما دون ان يتم اجراء العملية له وها هي تنضم الى امهات اخريات تجرعن كأس مرارة ضياع ابنائهن .

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.