• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

المقصلة بانتظار رأس مارادونا في حال اخفاق التانجو

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-10-05
1488
المقصلة بانتظار رأس مارادونا في حال اخفاق التانجو

ارتكب الاتحاد الارجنتيني لكرة القدم خطأ ربما لن تغفره له جماهير منتخب التانغو في الرابع عشر من شهر تشرين الاول الجاري, هذا التاريخ الذي ربما سيبقى خالدا في ذاكرة الارجنتين كلها كونه قد يكون وصمة عار على جبين منتخب لطالما صال وجال وامتطى صهوة البطولات ومنصات التتويج.وقد يشكل هذا التاريخ ايضا نقطة سوداء في تاريخ اسطورة الارجنتين والعالم دييغو ارماندو مارادونا, وربما تكبر تلك النقطة لتزيل ما تبقى من قلوب وعقول الارجنتينيين أفراحا رسمها باقتدار أثناء ملامسته الكرة لا أثناء جلوسه على مقاعد المدربين.

 قد يبدو الامر محزنا بالنسبة لعشاق الارجنتين ان يروا منتخبهم خارج نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا, لكن الامر بالتأكيد سيكون كارثيا على ابناء التانغو عندما يتسمرون خلف الشاشات لمتابعة منتخبات لا تمت لهم بصلة في عرس لطالما كان المنتخب الارجنتيني علامة فارقة فيه ومرشحا من فئة الخمس نجوم لإحراز كأسه.
 
يملك منتخب الارجنتين 22 نقطة من ستة انتصارات واربعة تعادلات وذلك قبل جولتين من نهاية التصفيات حيث تبقى له مباراتان, الاولى امام ضيفته البيرو صاحبة المركز الاخير السبت المقبل, والثانية في 14 من الشهر الجاري ايضا امام مضيفته
 
الاوروغواي السادسة برصيد 21 نقطة والطامحة بدورها الى بطاقة مباشرة الى النهائيات او الى احتلال المركز الخامس المؤهل الى الملحق ضد رابع تصفيات منطقة الكونكاكاف.
 
لعل الحقيقة الواضحة وضوح الشمس ان الارجنتين اختارت ولدا ذهبيا لتسلمه وديعة قديمة حملها فترة طويلة كلاعب, لكن تلك الوديعة سلمت لغير أهلها, لا بل سلمت الى مدرب مغرور ومتعال يرفض النقد وتقبل الرأي الآخر.
 
فاللاعب الذي كان قادرا على اصطياد الاهداف الخرافية ولو بمعجزة وانهى حياته بتعاطي المخدرات والخمور والسمنة الزائدة, ها هو الآن يتجه بالمنتخب الى الهاوية بل ربما سقط فيها فعندما نسمع ان منتخبا خسر امام بوليفيا 1-6 والاكوادور صفر2- والبرازيل 1-3 والباراغواي صفر-,1 فهل نصدق ان من نتكلم عنه هو منتخب الارجنتين?.
 
وعندما نقرأ ان مدربا يتعرض لتلك الهزائم ويضع منتخبه على شفير الخروج من مونديال 2010 ثم يخرج ليقول سأحارب الجميع, و سأحطم الاعلاميين القذرين, ويبقى في منصبه, فإننا ربما في تلك اللحظة لا نعتقد اننا نتحدث عن مدرب لابرز المنتخبات العالمية.
 
ولا يمكن بالطبع ان تكون تلك الكلمات القاسية محقة بحق نجم غير وجه الكرة, الا انها ايضا قد تكون قليلة اذا ما دقت صافرة الانذار في 10 و14 تشرين الاول أمام البيرو والاوروغواي, وعندها فإن الارجنتينيين قد يقولون كلاما ربما لم يسمعه مارادونا حتى حين كان زائرا لاوكار المخدرات.
 
لكن الغريب في الامر ان مارادونا لم يستفد من الانذار المبكر أمام بوليفيا ثم الاكوادور وحتى البرازيل فبقي مصرا على آرائه رافعا كل النصائح من هنا وهناك, لا بل وفي الوقت الذي كان فيه منتخب التانغو يحصد الخيبة تلو الاخرى, كان مارادونا يتنزه في اوروبا ومتنقلا بين عياداتها لتخفيض وزنه.
 
لم يدم شهر العسل طويلا بعد الفوز الودي على اسكتلندا وفرنسا ثم على فنزويلا في التصفيات, حتى بدت واضحا الرهانات الخاسرة والخيارات العقيمة لمارادونا الذي قام بتجربة اكثر من 60 لاعبا ومع ذلك بقي مصرا على استبعاد اسماء مهمة منها الخبير ريكلمي ما اجبره على اعلان الاعتزال الدولي ومهاجم ريال مدريد الاسباني هيغوين الذي سجل 22 هدفا في الموسم الماضي قبل ان يستدعيه متأخرا للمباراتين الاخيرتين.
 
في المقابل, أصر على أسماء أثبتت فشلها أو قلة خبرتها وركز على الهجوم بقيادة الثلاثي ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وزوج ابنته سيرخيو أغويرو, وأغفل بقية الخطوط, وأصر على تسليم خط الوسط للمخضرم خوان سيباستيان فيرون الذي لم يعد قادرا على مجاراة سرعة اللاعبين الشباب, كما انه كان بين الفينة والاخرى يستدعي لاعبين تشكل اسماءهم مفاجأة للمتابعين, كالمهاجم مارتن باليرمو الذي لم يلعب مع منتخب الارجنتين منذ العام ,2000 او اشراكه المدافع رولاند كيافي (36 عاما) في المباريات المصيرية الاخيرة, والذي لم يسبق له اللعب مع المنتخب.
 
رفض مارادونا الالتفات لاراء مساعده ومدربه السابق كارلوس بيلاردو (مدير منتخبات كرة القدم في الاتحاد الارجنتيني), وزاد على ذلك رفضه الاجتماع مع رئيس الاتحاد خوليو غروندونا.
 
وأمام تلك الاخفاقات, بقي مارادونا عنيدا يتحكم مزاجه السيء ولسانه السليط بمصير أحد أعرق المنتخبات العالمية, وترك مهمته الاساسية وتفرغ للرد على الصحافيين وانتقاداتهم حتى ان بعضهم سخر منه بالقول نشكر الله ان مارادونا ليس لديه بندقية ليطلق النار علينا, مذكرا بحادثه مماثلة عام 1994 حين اطلق النار على المصورين الذين كانوا يلاحقونه ابان علاجه من الادمان.
 
ويبقى القول ان على الاتحاد الارجنتيني لكرة القدم الاستجابة للدراسة الاخيرة التي أظهرت ان غالبية الارجنتينيين يؤيدون اقالة مارادونا, واحداث صدمة ايجابية ربما تساهم في انقاذ المنتخب من المصير الذي يتهدده.
 
تجدر الاشارة الى ان الارجنتين عاشت لحظات مماثلة قبل التأهل لمونديال ,1994 إذ سبق للمنتخب أن تعثر في سباق التصفيات آنذاك, ولعب مباراتين فاصلتين في الملحق امام استراليا.
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.