اصبحت السياحة رافداً مهما من روافد الاقتصاد الوطني بعد ان تحولت الى صناعة رئيسة ذات مردود مالي مرتفع على النطاق العالمي ، وفي السابق كانت السياحة تقوم فقط على اشباع حالة الفضول لدى الرحالة وطبقات التجار والمغامرين ، واصبحت مع الزمن تشكل واقعا حضاريا ونشاطا اقتصاديا يضم مرافق عديدة تتشابك مع مختلف القطاعات ، اما في الاونة الاخيرة وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها دول العالم نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية فان القطاع السياحي ما زال يعتبر قطاعا اقتصاديا واعدا ، حيث سعت الدول المتقدمة والنامية على اختلافها الى تفعيله وتطويره ، وفي الاردن الذي يمتاز بموقعه ومناخه وتوافر الاماكن السياحية المختلفة فيه والتي جعلت منه بلداً سياحياً يقصده الكثيرون فان السياحة الداخلية ما زالت في اضعف حالاتها ، حيث ان المواطن الاردني يختار الذهاب الى الدول المجاورة في اي رحلة سياحية يقوم فيها لأنها اقل كلفة عليه من زيارة المواقع السياحية في بلده الاردن.يقول المواطن احمد عبد لله: افضل السياحة خارج الاردن بدلا من داخلها لان اسعار الرحلات السياحية داخل المملكة مرتفعة جدا ، والاسعار لاتفرق ما بين الاردني صاحب الدخل المتوسط والاجنبي
صاحب الدخل المرتفع ، واعتقد انني كمواطن اردني يجب ان اتمتع بكافة المرافق السياحية بشكل يختلف عن السائح الاجنبي ، لأن المواطن الاردني لا يستطيع ان يدفع حسب الاسعار السياحية وهذا هو السبب الذي يجبر المواطن الاردني اختيار السفر الى الخارج لقضاء عطلته حيث ثبت ان الاسعار في الخارج اقل من اسعار السياحة الداخلية للاسف.سامر عبدالرحيم اكد ان تكلفة رحلة سياحية في لاي دولة عربية قريبة مثل سورية او لبنان اقل بكثير من قضاء مثل هذه الرحلة في الاردن ، وقال ان اسعار الغرف الفندقية في الاردن مرتفعة جدا بسبب اعتماد المستثمرين في قطاع السياحة الاردني على فنادق فئة الخمسة نجوم و البعد عن الفنادق من فئة الثلاث نجوم والنجمتين. واكد عبدالرحيم على ان السائح الاردني والاجنبي على حد سواء بحاجة الى فنادق من هذه الفئة لأن لكل فئة من الفنادق زبائنها.واضاف: ثم ان اغلب المواطنين من فئة ذوي الدخول المحدودة ، وهذا يمنعهم من الخروج في رحلات سياحية والمبيت عدة ليالي في فنادق الخمسة نجوم. وقال ان ارتفاع اسعار تذاكر الدخول لبعض المناطق السياحية يجبر بعض المواطنين على العزوف عن القيام بأي رحلة الى تلك الاماكن.المواطن ياسر اسماعيل قال انه يفضل
الذهاب الى خارج المملكة للسياحة لان تكلفة السياحة الداخلية مرتفعة وغير منطقية ، وقال: نحن الاردنيين معظمنا من اصحاب الدخول المتدنية ، واسعار السياحة الداخلية لا تلائمنا. واضاف: لم اشاهد في أي يوم من حياتي منشورات تروج لمواقع سياحة أردنية ، وقال حتى إنني عندما كنت اريد اصطحاب اهلي في رحلة واطلب من احد المكاتب السياحية أن يقترح علي اماكن لقضاء العطلة فيها كان المكتب ينصحني بلبنان او سورية او تركيا ولا يذكر لي أي شيء عن الأردن.محمد الامام رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر الاردنية اكد ان وكيل السياحة والسفر الاردني يقوم بدور بارز في تسويق الاردن سياحياً في المعارض والمؤتمرات الدولية لجذب السياح.وقال يقوم الوكيل بتوجيه المواطن والمقيم بترتيب رحلات سياحية الى الخارج لان ذلك واجب عليه تجاه المواطن والمقيم على حد سواء ، ولكن السبب في ارتفاع كلفة السياحة الداخلية ان هناك اماكن جاذبة سياحيا في الاردن كالبحر الميت والعقبة والبتراء ، وان معظم فنادق هذه الاماكن من فئة خمس نجوم حيث ان تكلفة الخدمة في هذه الفنادق مرتفعة وكذلك تكلفة الايواء ، وهذا يحول دون ان يستمتع المواطن الاردني بها ، واضاف وعليه فاننا ندعو الفنادق
واداراتها ومالكيها الى تقديم اسعار تفضيلية للمواطن الاردني بحيث يستطيع ان يتحمل التكلفة المرتفعة. وقال: اما عن منظمي الرحلات الى الخارج والاسعار التنافسية التي تقدمها مكاتبهم والتي تجذب المواطن الاردني لمثل هذه الرحلات وخاصة الى سوريا ولبنان وشرم الشيخ وتركيا ، فان ذلك يعود الى ان هناك فرقا كبيرا بين الاسعار التي يحصل عليها منظم الرحلة الاردني من مقدمي الخدمات بالخارج وبين الاسعار التي يحصل عليها من السوق الداخلي. واشار الى انه يجب ان تكون هناك شركة تتكون من عدة مكاتب تقوم بشراء غرف فندقية بعدد كبير ليتم الحصول على خصم اعلى من الفندق البائع لهذه الغرف ، لأن اسعار الغرف الفندقية تعتبر الاساس في الرحلات ، وتمنى الامام من المستثمرين الاردنيين في قطاع الفنادق الاستثمار بالفنادق ذات النجمتين والثلاث نجوم في المواقع الاثرية والسياحية والدينية الاردنية ، لأن الحاجة لهذا النوع من الفنادق ملح ومهم لجميع السياح ، واضاف الامام ان هناك جهودا متضافرة ومتكاملة ما بين القطاع العام والخاص لتسويق الاردن سياحياً.
