الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
شبح الاغلاق والبيع يهدد 60% من مزارع الابقار في المملكة
قال رئيس الجمعية التعاونية لمربي الابقار الدكتور احمد الخطيب أن أكثر من 60% من مزارع الابقار في منطقة الظليل وغيرها من مناطق المملكة يلاحقها شبح وغول البيع والاغلاق بسبب المنافسة غير العادلة لمنتج الحليب البودرة الذي اغرق الاسواق المحلية بصورة عشوائية مما سيلحق الاضرار والخسائر المباشرة على مزارع الابقار الحلوب التي تنتج الحليب الطازج.
وأكد الخطيب أن التوسع في استيراد حليب البودرة المجفف أدى الى اغراق السوق الاردنية بهذه الالبان رخيصة الثمن في ظل عدم وجود معادلة ثابتة من قبل الجهات المسؤولة عن المنتج الغذائي الوطني.
وأشار الخطيب أن هناك الكثير من أصحاب مزارع الابقار يفكرون جديا في بيع مزارعهم نتيجة كثرة الضغوط عليهم خاصة التي يمارسها اصحاب مصانع الالبان ضد المزارعين لتخفيض أسعار التوريد.
وبين الخطيب أنه في بداية الشهر الحالي قام اصحاب المصانع بتوجيه انذارات وكتب رسمية الى ثمانية مزارع مبينين فيها أنهم لا يحتاجون الى الحليب الطازج ووقف التوريد حيث أن كل مزرعة تنتج ما بين (3-4) اطنان يوميا من الحليب مما يعني الاستغناء عن 24 طنا من الحليب اضافة الى أن بعض المصانع طلبت من المزارعين عدم توريد الحليب الى مصانعهم مع نهاية شهر تشرين الاول الحالي.
واوضح الخطيب أن المصانع بين الحين والاخر تتذرع بذرائع واهية ولاي سبب تافه تقوم بارجاع الحليب الطازج الى المزارعين وبعض الشركات تصطاد في الماء العكر وأصبحت الذرائع شماعات تعلق عليها الشركات حججا لكن الفحوى والجوهر أنهم لا يريدون الحليب الطازج من المزارعين.
واكد الخطيب أن المصانع أصبحت تستعمل حليب البودرة بشكل علني وكبير جدا ورغم مناشدة رئيس الحكومة ووزيري الصناعة والزراعة وتوجيه اكثر من (500) شكوى لكن لا حياة لمن تنادي والمصانع تعاقب المزارعين اذا تكلموا او احتجوا والامور تسير من سيىء الى أسوأ وكأن اغراق السوق المحلية بحليب البودرة الهدف منه القضاء على صغار المزارعين والمنتج الوطني لحساب الشركات الكبرى التي اصبحت تتحكم بمنتج المزارعين حيث أن اسعار الحليب نزلت من (47-45-40) وفي المراحل الاخيرة وصلت الى (38-35) وبعض المزارعين الذين انقطعت بهم السبل يبيعون الحليب بمبلغ (28-30) قرشا للكيلو الواحد.
وحول عملية تكدس الحليب الطازج في المزارع اوضح د. الخطيب أن معظم المزارع لا يوجد عندها ثلاجات لحفظ الاطنان من الحليب الطازج حيث ان الحليب المبستر مدة صلاحيته 48 ساعة والحليب الطازج غير المبستر مدة صلاحيته 36 ساعة والكميات التي لم يشملها البيع والتسويق ستسكب في الشوارع سيما وان هناك تحديات تلاحق المزارعين حتى في عمليات تحويل الحليب الى جبنة بيضاء بسبب اغراق محلات الحلويات بالجبنة المستوردة رخيصة الثمن الواردة من بعض الدول العربية المجاورة.
ويقول المزارع محمد سلام منذ فترة طويلة ومربو الثروة الحيوانية في الاردن يتعرضون لازمات وضربات موجعة مصوبة نحو المنتج الوطني و الهدف القضاء على الثروة الحيوانية سواء كانت ابقارا او مواشي حتى وصلنا الى مرحلة ان النعجة تأكل نعجة اخرى وأن البقرة تأكل بقرة اخرى بمعنى ان المزارع اذا اراد البقاء فعلية أن يبيع بقرة حتى يربي جديا وهذة المعادلة في كل الاعراف الاقتصادية طبعا خسرانة.
واضاف سلام أن الهدف من الازمات المتلاحقة سواء غلاء الاعلاف وغيرها من المبررات القضاء على صغار المزارعين لمصلحة الحيتان من التجار الذين يريدون الهيمنة على الضرع والزرع والسوق.مبينا أن الوزارات المعنية خاصة الصناعة والزراعة في سبات عميق, وانتقد سلام الاداء المحنط للجنة الزراعة في مجلس النواب التي رغم مناشدات المزارعين لها لكنها خارج المشهد لا بل ان بعض الفضائيات العربية تبنت مشاكل مزارعي الاردن ومجلس الامة عندنا خارج التغطية.
ويرى المهندس الزراعي عماد علي (صاحب مزرعة ابقار) أن المسألة خرجت من باب التهديد حيث أن معظم اصحاب المزارع قاموا ببيع مزارعهم هربا من الكساد الاقتصادي الذي لازمهم طوال الشهور الماضية, وحمل وزارة الصناعة والتجارة مسؤولية الاضرار التي لحقت بالمزارعين جراء السماح بمنح موافقات تراخيص حليب البودرة وادخاله في خط الالبان مبينا ان الوزارة بهذا الامر شيعت معظم المزارع الى مثواها الاخير.
واضاف ان الوزارة تضحك على المزارعين بحجة ان البودرة تستخدم لصناعة البوظة والحلويات وبعض الانواع الاخرى لكن الامور تسير في مجرى اخر حيث علامات استفهام كثيرة تحتاج الى اجوبة ما زالت عالقة لان المزارعين لا يستطيعون حتى اللحظة ان يعلقوا الجرس مبينا ان هناك فئة مستفيدة تريد القضاء على المنتج الغذائي الوطني وهناك فئة الغول المتمكن الذي يريد ان يحقق مكاسبه على حساب صغار المزارعين وعشرات الالاف من العائلات التي ستنضم قريبا الى صفوف المعونة الوطنية.
وبين المهندس علي ان الشركات المصنعة تضحك على الحكومة والمزارعين والمستهلكين من خلال ان منتجات معظم شركات الالبان تحولت الى الحليب البودرة المجفف لكن العبوات ما زال مكتوب عليها ان اللبن مصنع من الحليب الطازج في ظل غياب كبير لمؤسسة الغذاء والدواء وجمعية حماية المستهلك اضافة الى ان حليب البودرة ارخص فان الشركات لم تقم بتخفيض الاسعار فالاسعار ما زالت تعانق السماء.
هذا واشار عدد من الاطباء البيطريين ان حليب البودرة مكوناته جميعها صناعية وليست طبيعية واحتمالية تلوثه واردة لانه يحل بالماء بينما الحليب الطازج يحتوي على كميات المياه في مكوناته الطبيعية, وأضافوا ان مكونات حليب البودرة لا يدخل في تركيباته البروتين بينما يكون البروتين مأخوذا من المواد الاخرى وكذلك المعادن والفيتامينات الاخرى تضاف صناعيا وليست مثل المستخلصة من الحليب الطازج, مبينين ان بعض الدول المجاورة للاردن ما زالت تصنع وتستورد حليب البودرة الصيني الذي ثبت انة يحوي مواد مسرطنة بعد ان يقوموا بتغيير اسم المنشأ بمنشأ اخر يأخذ ماركات واسماء تجارية جديدة.
يذكر أن هناك اكثر من (500) مزرعة ابقار تنتشر في الاردن, اضافة الى ان كمية الحليب التي تنتجها الابقار تعادل (370) طنا يوميا يذهب منها لغايات صناعة الجبنة حوالي (70) طنا, وفي المقابل هناك عشرة مصانع كبرى للالبان و(100) معمل صغير يتعامل باللبن على مستوى الاسواق المحلية.
الأكثر قراءة