الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
العموش: تبعية "إخوان الأردن" لحماس ومشعل مرفوضة أخلاقيا وقانونيا
معتدل في طرحه الإسلامي أثناء تواجده في الحركة الإسلامية، وبعد خروجه منها، ويعتبر نفسه ضحية لمرحلة مضت شهدت الحركة الإسلامية فيها خلافات "على قرارات".
لكن القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين بسام العموش يرى في الخلافات الحالية داخل الحركة الإسلامية "ما يميزها عن خلافات في عهد مضى".
فالنائب الأسبق يجد أن الخلافات اليوم داخل الحركة سببها "سياسات وليس قرارات كما كانت سابقا"، ما يكشف عن "تحول جوهري في طبيعة الصراعات والسجالات داخل الحركة".
العموش، الذي حمل حقيبة التنمية الإدارية بين عامي 1998 - 2000، "لا يحمّل الحكومات كل اللوم على تطرفها عند التعامل مع الحركة الإسلامية، بمقدار ما يحمّل قيادات داخلها "قامت بخطف الحركة تجاه التبعية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وربط الحركة تنظيميا وإداريا بها".
ينظّر الأكاديمي العموش لدعوات سابقة كان من شأنها أن تطور عمل الحركة وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، إلا أن "تشدداً" قديما حديثا دائما كان يعرقل فكرة أن تتماشى الحركة وروحَ العصر واقعيا وسياسيا، ولا يخفي العموش "حبه واحترامه للحركة".
العموش، الذي يسمي الأشياء بمسمياتها، ويضع الأشخاص بخانات التصنيف الصقوري والحمائمي، من دون التفكير طويلا، يحمّل "المسؤولية لأشخاص قدموا حناجرهم على عقولهم، وركضوا وراء الشعبية على حساب الواقعية".
ولكنه ينصح ويحذر في آن معا من أن الحفاظ على الحركة الإسلامية والاقتراب منها، هو الرادع الوحيد لأي مد تكفيري أو شيعي قد يأخذ مداه في المنطقة.
من جهة أخرى، لا يجد سفير المملكة الأسبق لدى طهران صعوبة في التنظير لما يجري في إيران، إذ يحلل باسترسال إثر معايشته لقصة إيران في المنطقة عن قرب، وعلى حدود حربين غيرتا كثيرا في المنطقة.
ويؤشر العموش، في حوار مع "الغد"، إلى أنه ثمة ثلاثة مشاريع في المنطقة العربية هي: الإسرائيلي والغربي والإيراني، أما العرب فلا مشروع لهم نتيجة الضعف والتفكك، مشيراً إلى "فراغ سياسي عربي في المنطقة".
ولعل العموش في كلامه عن إيران يبين شيئا من طموحاتها في المنطقة ويكشف عن قيام سفاراتها بـ"عمليات التبشير المذهبي وتجنيد وصلت لصحافيين"، محذراً في الوقت نفسه من أن تسير الأمور باتجاه "التشيع المذهبي وليس التشيع السياسي" فقط.
وفيما يلي نص الحوار:
* بصفتك كنت عضوا قياديا في الحركة الإسلامية، هل الأزمة الحالية داخل الحركة تختلف عن سابقاتها؟
- بالتأكيد، فالأزمة الحالية تختلف عن سابقاتها التي كانت حول قرارات، وأبرز تلك الخلافات منذ تاريخ قريب كانت حول قرارات وكنا نحن ضحاياها، عندما اتخذت الحركة قرار مقاطعة الانتخابات النيابية العام 1997.
أما الخلاف الحالي فهو خلاف انقلابي إن صح التعبير، فأن تكون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قسما من جماعة الإخوان المسلمين، من هنا جاء الخلاف.
فحماس عندما كانت تشارك في مجلس الشورى وتقدم تقاريرها كنا نتفهم ذلك، أما وبعد أن كبرت وامتدت فهذا لا يعني أن تبسط نفوذها على الحركة في الأردن.
والانقلاب الذي أقصده هو أن تكون جماعة الإخوان في الأردن تابعة لحماس أو خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس)، وهذا قطعاً مرفوض أدبياً وأخلاقياً وتاريخياً وقانونياً، وقانونيا أهم شيء لأنه ليس مسموحا لفصيل أردني أن ينتمي إلى فصيل غير أردني.
وكإخوان مسلمين في الأردن ومن جانب تاريخي لا يجوز أن يقبلوا ولا يجوز أيضاً أن تكون قضاياهم أمام محكمة أمن دولة، لتصبح كل قضاياهم بتهمة الانتماء لتنظيمات غير مشروعة.
وفي ظني انه يجب على حماس أن تأخذ قراراً بعدم التدخل في "إخوان الأردن"،
رغم أن الإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم يدعمون حماس مالياً أو معنوياً، ولكن ليس بعلاقة تنظيمية وأوامر.
أما أن تتدخل حماس بانتخاب المراقب العام لجماعة الأردن، فهذا لا يجوز، فالتدخل وإن سُمح به فإنه يورط المجموع، وبذلك يكون الخلاف الحالي خلافا جوهريا.
نقطة أخرى، تؤشر إلى خلل إداري وقانوني وهي المكاتب في الخليج والوجود الإخواني هناك، وأعضاء هذه المكاتب هم من العاملين في دول الخليج فضلاً عن أنهم أعضاء في الحركة الإسلامية.
وطبعاً هناك (في دول الخليج) لا يوجد أحزاب، فإما أن تحاكم في حال تم كشفك أو تسرح من عملك.
وسيقال إما إن هذه المكاتب الموجودة لها ارتباط بالحركة الإسلامية في الأردن التي لها علاقة طيبة مع الأنظمة الخليجية، أو لها علاقة مع حماس وإيران ودمشق وهما خياران أحلاهما مر بالنسبة لتلك الدول.
والسؤال لماذا هذه المكاتب ما دام كل ما تقدمه هو دعم لحماس من خلال صندوق الجهاد، وجزء آخر لدعم حركة الإخوان؟
إذن ما الفائدة من تبعية هذه المكاتب لحماس؟ واليوم حماس موجودة في دمشق، وما الضمانة لحماس أن تبقى إذا سويت الأمور مع إسرائيل وحصل اتفاق؟
المفصل الحالي خطير وأنا متخوف من استمرار الحال، فالحركة الإسلامية ودعوتها الإسلامية إذا تطورت الأمور وزاد الشرخ سنجدها بالشارع في مواجهة بعضها لأسباب إقليمية، وهذه كارثة وعندها سيكون "كل فكرك الإسلامي راح".
المرحلة خطيرة خصوصاً أن الشخص الذي يقود الآن هو شخص ليس له قبول من نسبة كبيرة من الناس داخل جماعة الإخوان.
* إذن، هل هذه الأزمة أزمة بنيوية ستؤدي إلى انقسام وانفصال داخل الحركة الإسلامية؟
- لا أظن أن تؤدي إلى انقسام، مع أنه احتمال وارد لكنه ضعيف، وممكن أن يخرج أعضاء من الحركة لصالح استمرارها.
لكن أنا أرجح أن تُحل الأمور بطريقة "الإخوان" وهي أشبه بطريقة العشيرة والصلحات و"بنظل إخوان"، والتضحية تكون ببعض الأشخاص، مثلاً "بلا ارحيل الغرايبة" (عضو مكتب لجماعة الإخوان) مثل ما كان بلا بسام العموش وبلا عبدالله العكايلة، لكن لن يصلوا إلى "بلا همام سعيد" (المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين).
* ألا يهز ذلك صورة الحركة أمام الرأي العام؟
- هي اهتزت أصلا، نحن لما لجأنا للحركة ونحن شباب كنا نبحث عن الجنة، الآن ما عادت كذلك، فصارت الحركة سياسية وتستخدم اللغة السياسية، ولم يعد ذلك المد الذي كان بسبعينيات القرن الماضي.
* حماس تقول لسنا على علاقة بإخوان الأردن، والأخيرون من وجهة نظر محللين لهم تعاملات تدلل على حجم الترابط التنظيمي والإداري مع حماس، وفي المقابل هناك إجراءات حكومية يقول عنها محللون أنها تصعيدية مع الحركة، في ضوء هذا التداخل بين التنظيمين وعدم رضا الدولة عنه، ما رأيك في ذلك؟
- أنا قناعتي أن ما تريده الدولة مختلف عما عند الناس، فالناس مقتنعون أن الدولة تناصر مجموعة الحمائم. وأنا عندي قناعة أنها تناصر الفريق الآخر (الصقور)؛ لسبب هو أن هؤلاء الناس ليس لديهم قبول، وبالتالي إرخاء الحبل لهم سيبقيهم مثل الفزاعة وستنفر الشارع منهم، وخصوصا أنه سهل إدانتهم شعبيا بسبب تطرفهم.
والسبب الآخر أن هذه الفئة ليس لها رؤية سياسية. فأحسن رؤية لديها عدم المشاركة في الانتخابات، لكن إذا صارت انتخابات ستكون من أوائل المرشحين، وهذا التيار إذا خرج من المشاركة في الحياة السياسية، فإن الدولة ستكون سعيدة.
والدولة لديها من المستمسكات ما تقاضي به هؤلاء لكن هي تريدهم باقين لتبقى هي محصنة بين الجهتين.
وهناك اتجاه في الحركة يقول أنا مؤمن بالنظام والعائلة والدستور، لكن أنا شريك معك وأريد حصتي في البرلمان والحكومة. كما يريدون انتخابات حقيقية وأن يكونوا جزءا من الحكومة وربما يطالبون بتشكيل حكومة وهذا هو ما يخيف الدولة.
وقناعتي أن الدولة لا تشجع هذه الفئة بدليل أنه في فترة مضت جاءت الحركة الإسلامية وقدمت عروضا لم تكن الدولة تحلم بها، وصار يقال ومن داخل الحركة أن أمن الأردن عبادة والنظام الأردني مستقر، ونحن مع الميثاق ونحن مع الدستور والوحدة الوطنية.
لا يمكن احتساب ذلك تفريطا من قبل الحركة لأن هذه ثوابت تذكر بها الحركة في كل مهرجاناتها. ومع ذلك لم تأخذ الدولة تلك الفرصة وهي من قالت على لسان الحكومة إن الحركة اختطفت.
وهنا أعود إلى حركة حماس، وأقول ليس كل ما تقوله حماس صحيح، وما لم تُقدم الأدلة لن تستطيع إقناع الناس.
ويجب أن لا يبقى في الخطاب داخل الحركة الإسلامية سريا، وبالمناسبة هناك خطابان داخلها.
برأيي انه يجب أن نتحدث أمام الناس بخطاب واحد وهو ما ليس موجودا في الحركة، فهناك خطاب يقال أمام جلالة الملك وآخر يقال داخل مجلس الشورى. ونحن نريد كلاما واحدا.
والآن كواليس الإخوان تقول إن حماس تدخلت في انتخابات المراقب العام، وإن عددا من قادة الإخوان يعمل مع حماس وبعضهم يأخذ رواتب منها. وهل تعتقد الحركة الإسلامية أن الأمن الأردني لا يعرف؟
أنا اعتقد أن الفرصة ما تزال موجودة في أن يطبق خالد مشعل ما قاله في عزاء والده مؤخراً؛ على حركة حماس أن تعلن أن لا علاقة لهم بالحركة الإسلامية في الأردن، وليبقَ همهم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
* برأيك من هم الصقور والحمائم داخل الحركة؟
- هذا يحتاج إلى معايير لنعرف من هم الصقور ومن هم الحمائم. لكن التعاملات هي من تحكم. فالواقعي ومن ينفع الناس هو من الحمائم، ومن يحمر عينه ومن يستخدم لغة الحناجر هو من الصقور.
والسؤال هو ما هو الموقف من النظام الأردني، وهذا ما يطرح على التنظيم وبعدها "بصير الفرز".
* لكن التسمية تعود منذ أن خرجت أصوات كانت تطالب بفصل حزب جبهة العمل الإسلامي عن حركة وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين؟
- عندما أردنا أن نؤسس حزبا، وكنت وقتها عضوا في مجلس شورى الإخوان المكون من 31 عضواً، تساءلنا لم نريد تأسيس حزب، فقيل لنا لا يوجد لدى الجماعة حزب، حيث أصبح من الضروري وجود حزب وخصوصاً بعد السماح بوجود أحزاب، وإذا ما كررت الدولة حل الأحزاب كما فعلت في خمسينيات القرن الماضي، فلن تحل الجماعة، وهذه هي فلسفة تكوين حزب يتبع للجماعة.
كما أن هناك سببا آخر وهو حتى يستطيع الحزب استقبال من لا يريد الانضمام للحركة وتنظيم الإخوان، وبالتالي سُمي الحزب "جبهة".
لكن من يسمون أنفسهم صقورا قالوا سيصبح الحزب جسما وسينفصل عن الحركة كما تم مع حسن الترابي في السودان، حيث وضعوا نحو 16 شرطاً على الحزب منها اشتراط أن يكون الأمين العام للحزب عضواً في الجماعة وأكثر من ثلثي أعضاء
الحزب من الجماعة، فضلاً عن أي قرار يجب أن يعود لمكتب تنفيذي الإخوان، وبذلك أصبح الحزب عبارة عن قسم من الإخوان.
ومع هذا قبلنا ذلك، وقلنا حينها مع الممارسة سيكتشفون أن هذا صعب، والدليل أنه عندما قررت الجماعة مقاطعة الانتخابات، قررت الجبهة المشاركة فيها. وهذا فيه إلغاء لدور الحزب، وعيب أن أقول إن هذا هو اكبر حزب في الدولة.
كما أن النشاطات التي يدعو إليها الحزب، ولا تقتنع الجماعة بها، لا يكون فيها حضور بعدم الإيعاز بدعم تلك النشاطات ومؤازرتها ... حتى صار الحزب عبئا على الحركة الإسلامية ككل.
فالخلاف بين الصقور والحمائم خلاف قديم جزء منه على النظام وآخر على الأدوات وثالث على الممارسة السياسية، فجزء منهم يأخذ بفكر محمد قطب الذي يعتبر أن الديمقراطية كذبة لدى الأنظمة وبالتالي لا يجوز التعامل معها أو أن تكون جزءا منها.
لكن التنظيم لا يرى ذلك، ويسعى للمشاركة ويعتبر أن الديمقراطية آلة وليست دينا وهذا ما أقرته اجتماعات دولية للتنظيم حضرتها أنا شخصياً، فهناك مدارس فكرية تنتمي لها بعض قيادات الحركة ترى في التشدد والتشديد مذهبا، وبعضها يرى في الإصلاح ما استطاع سبيلا مذهباً.
ويجب أن يتفهم من في الحركة أننا لسنا من جماعات التكفير والهجرة، ويجب أن نعيش في الجبال، فنحن جزء من المجتمع وندفع ضرائب. فأنا لي حق على الدولة مقابل ذلك من خدمات وتعليم وغيره.
وهذا هو فكر المزاحمة وفكر الحقوق المدنية. وليس فيه من الانبطاحية أو التزلف والبحث عن مناصب، لأننا أخذناها بعدما خرجنا من الحركة. وذلك بسبب أن التنظيم يعيق الحركة السريعة.
والسؤال لماذا أنت تنظيم إسلامي؟ لتدعو إلى الإسلام؟ فهناك الصوفية تدعو إلى الإسلام. لكن أن تريد مشاركة سياسية فليس شرطا أن تظل العمر كله في السلطة، المهم أن تبقى موجودا ويكون لك شروطك، فالعمل الإسلامي بالأصل عمل مزاحم،
فكل محاولات العمل الإسلامي المسلح فشلت باستثناء مقاومة المحتل.
أما في حالات الاستقرار السياسي، فيجب أن تكون مشاركا، وهي أبسط أهداف إنشاء الأحزاب.
وهنا لا اعرف ماذا تريد هذه الجماعة الآن، فإذا كنت أريد رهن نفسي لصالح جماعة خارج الحدود فلم اعد قائدا. وإذا كنت قائدا فأنا أدرى بمنطقتي.
فعندما أنشئ تنظيم بلاد الشام رفض السوريون واللبنانيون الدخول فيه بسبب أن لهم ظروفا خاصة بهم، حيث قالوا لنا نحن ننسق معكم، لكن لكل منا ظرفه. إذن ما معنى أن أفكر أنا لغزة، فهناك إسماعيل هنية (رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة)
هو من يفكر أفضل مني لعلمه بالواقع، وأنا لا استطيع أن افكر عن حماس بعلاقتها الدولية فخالد مشعل موجود وأبو مرزوق وغيرهما وهم من يجب أن يفكروا بالموضوع.
بالمقابل يجب على هؤلاء أيضاً أن لا يفكروا عني بمنطقتي الغويرية وجبل الحسين. وأنا اعتقد أن الخلاف فيه هوى لفريق الصقور.
* ألا تحمّل جزءا من المسؤولية لتعامل الحكومات مع الحركة بتطرف مقابل تطرف من خلال إقصاء المعتدلين؟
- هذا الكلام قيل لأعلى المرجعيات، فالحركة الإسلامية عندما تجتمع في مهرجان معين فماذا تقول؟ يقول عريف الحفل انصرفوا راشدين وخلال نصف ساعة لا تجد احد، وهذا ليس سهلا على أي قوى أمنية في العالم أن تفرق نحو 3 آلاف مواطن خلال هذا الوقت.
لكن ما احذر منه أن الدولة الآن تشكو من التكفيريين. والأردن مهدد من فئتين على الصعيد الأيدولوجي "القاعدة" و"التشيع"، فكل طرف يستخدم سلاحا عن يختلف عن الآخر.
الفكر الذي يمكن أن يضيق على هؤلاء ويزاحمهم هو فكر "الإخوان"، لكن الفكر الذي اقصده هو الفكر المعتدل الذي عرفناه منذ أيام محمد خليفة ويوسف العظم واسحق الفرحان.
والسؤال لماذا نلعب بالانتخابات لإقصاء أي طرف، وأنا اعرف اننا نعترف بالحزبية من الشيوعية الى الإخوان وأعرف أننا لم نشنق أحدا على موقف سياسي.
ولكن عندما يتم التلاعب بالانتخابات ستكون المخرجات كما نراها الآن. وهذه سلطة وأهم سلطة، فعندما تكون قوية تخاف الحكومة والعكس بالعكس.
ونحن نقول منذ استئناف الحياة الديمقراطية في المملكة، تعتمد الحركة الإسلامية مبدأ المشاركة والمغالبة، فهي لا ترشح النصف زائد واحد لكي لا تكون مسيطرة، ففي انتخابات العام 1989 نجح عشرون وانضم اثنان فاصبح عددهم 22 عضوا من أصل 80 عضواً هم أعضاء مجلس النواب آنذاك، وهذا يعني انهم ليسوا أصحاب قرار، كما أنهم لا يريدون سيطرة، ومن نجح منهم لا يشكل خطرا.
وفي الانتخابات الأخيرة 2007 ترشح 25 من الحركة الإسلامية، ولو نجح جميعهم، فما هو تأثيرهم في المجلس وعلى قراراته، حيث يبلغ عدد أعضائه 110 أعضاء؟
إلى جانب ذلك، كم مرة ثار الإسلاميون على الدولة؟ فأيام الانقلابيين وقفوا ضدهم، وفي موضوع الفدائيين قالوا نحن نقاتل في فلسطين فقط. وفي أزمة الخبز لم يستغلوها سياسيا بل على العكس استغلها البعثيون والشيوعيون.
وأزمة الخليج أيضاً لم يستغلها الإسلاميون، ولم يكونوا أيضاً انتهازيين سياسيا. فلو كانوا في السلطة فأين المشكلة؟
صحيح أن بعض الإسلاميين على خطأ ومنهم من اضطر الحركة الإسلامية إلى الخطأ. كما أن بعضهم عندما قالت الدولة لهم "شوف فلان شو بخطب، قال: والله احنا مش قادرين عليه دبروه انتو وطبقوا عليه القانون". والدولة ليست عاجزة عن ردعه.
وأنا أخشى أن المسار الإخواني إذا ما ظل في هذا المستوى من "التهوير"، فإن الدولة لديها وثائق وصور ومستمسكات على من يهرب السلاح. قد تكون نيته طيبة، ولكن أنا كدولة لو أريد ترجمة ذلك لقلت أنها ثورة.
*سبق وأن توليت موقع السفير الأردني في طهران، وأتاح لكم هذا الموقع الاطلاع عن قرب على الوضع في إيران، بحكم تجربتكم إلى أين يمكن أن تصل أزمة الملف النووي الإيراني مع الغرب، وما هي احتمالات التعامل مع هذا الملف؟
- إيران كأي دولة من حقها أن تمتلك أي قوة في ظل عدم وجود حزم تجاه دول أخرى، حيث امتلكت إسرائيل والهند وباكستان أسلحة نووية. وهناك ازدواجية في المعايير الدولية بهذا الشأن.
قناعتي أن طهران إن لم تمتلك السلاح النووي عاجلاً فستمتلكه آجلاً، والإيرانيون من أقدر الناس على الحوار والهروب من أي محاصرة بصفتهم مخترعي لعبة الشطرنج، ولديهم من يفاوض فضلاً عن أن لديهم أصواتا ناعمة وخشنة وتبادلا في الأدوار.
ولكنني في الوقت ذاته اشك بدقة التقديرات الغربية بشأن الملف النووي الإيراني، وعلينا أن نتذكر ما حدث في العراق، حيث تبين خطأ تقدير أجهزة الغرب الاستخباراتية حول قدرات بغداد النووية وأسلحة الدمار الشامل.
وإذا امتلكت إيران السلاح النووي فكل من يريد قتالها لن يكون بعيدا عن الحرب، ولا أتحدث عن ضرب الأراضي الأميركية، لكن طهران بما تملكه من أتباع في أوروبا وأميركا قادرة على إلحاق الأذى بالغرب وحلفائه، كما ستجر كل دول المنطقة بما فيها دول الخليج التي تمتلك النفط الذي يهم الغرب وستجر إسرائيل أيضا لإشعال العاطفة عند المسلمين بسبب القضية الفلسطينية.
* هل يعني هذا استبعاد الخيار العسكري ضد إيران؟
- لا استبعد الخيار العسكري، ولكنه سيكون مكلفا. فالإيرانيون لن يبقوا صامتين وسيردون، لكن لا نعرف كيف وأين، فضلاً عن وجود علاقات أمرية مع حزب الله وأخرى تحالفية مع حماس وغيرها.
إيران ستؤذي أميركا في كل مكان، فضلا عن أن وجود باراك اوباما في البيت الأبيض الذي يعلن انه ضد الحروب وهو يغادر العراق الآن ويرغب بمغادرة أفغانستان، ولا يوجد لديه استعداد لفتح جبهة مع إيران.
* كيف نقرأ تحديد الإدارة الأميركية مهلة لطهران حول ملفها النووي حتى نهاية العام؟
- هذه المهل تعطى دائما وهي ليست ثابتة، والرهان الغربي على الوضع الداخلي في إيران وتشجيعه لأنه اقل كلفة. أما مهاجمة طهران من الخارج فهو مستبعد، ربما تقوم إسرائيل بضرب إيران كما فعلت بضرب المفاعل النووي العراقي العام 1982 ضربة خاطفة، ولكن إيران سترد.
* ولكن المحللين يتحدثون عن نوايا غير حسنة لإيران في المنطقة؟
- لا يمكن أن تنزع إيران من الحلم الفارسي، فعطلة عيد الأضحى فيها الآن يوم واحد، بينما عطلة عيد النيروز الفارسي 21 يوما، والاحتفالات الفارسية في النظام الإسلامي في إيران اكثر من الإسلامية.
ولو كانت إيران إسلامية فقط لوجدنا الإيرانيين جميعا لا سيما الجيل الجديد يتقنون العربية لكنك لا تجد ذلك. فإذا كنت تريده إسلاميا يجب ان تقربه من القرآن الكريم والاسلام وهذا يتطلب اتقان اللغة العربية، وقناعة الايرانيين ان العنصر العربي غير مؤهل وأنهم اصحاب حضارة والعرب مجرد رعيان.
هناك ثلاثة مشاريع في المنطقة واحد اسرائيلي وآخر غربي وثالث إيراني، والعرب لا يوجد لديهم مشروع نتيجة ضعفهم وتفكههم وهناك فراغ في المنطقة.
إيران لها طموحات في المنطقة وسفاراتها تقوم بعمليات التبشير المذهبي فضلاً عن عمليات تجنيد وصلت لصحافيين، ونخشى أن تسير الأمور بالاتجاه المذهبي لا التشيع السياسي فقط. ونلحظ في العراق بعد أن كان العراقيون موحدين اصبح القتل على الاسم والمذهب.
أميركا دخلت إلى العراق بالدبابة، ولكن إيران دخلتها بالفكرة. على إيران الابتعاد عن فكرة التمدد خارج أراضيها وان تبقى قوية لحماية نفسها لا للاعتداء على جيرانها.
*هل التحركات التي أعقبت الانتخابات الإيرانية من قبل الإصلاحيين تهدد بنية النظام في إيران؟
- الإيرانيون كأي شعب مسلم العاطفة الدينية موجودة فيه وتستغل من قبل السياسيين، المعارضة الأخيرة هي من قبل أبناء النظام، والمرشحون للانتخابات الرئاسية من أبناء الثورة.
وهناك خلاف داخلي في السياسات، فعلى سبيل المثال الرئيس السابق محمد خاتمي يقول إن علينا ان نبتسم بوجه الغرب، لكن من دون التنازل. في حين يعتقد الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد انه يجب ان نتجنبهم. هناك خلافات داخلية وصراع على الكراسي.
هناك نسبة كبيرة من الإيرانيين الشباب لو تركت له الحرية لما عاشوا بالطريقة المفروضة عليهم فهم يريدون الحرية والتغيير. الغرب يريد التغيير في إيران حتى لو كان شكليا. أنا اختلف مع الرواية الرسمية الإيرانية بأن هناك قوى غربية كانت وراء التحركات الأخيرة، لكن هناك قوى غربية حاولت استثمار ما جرى فقط.
*هل يهدد التحرك الأخير النظام الايراني؟
-لا اعتقد ذلك، إلا إذا قام النظام بتنفيذ احكام الاعدام التي صدرت اخيرا على خلفية المشاركة في المظاهرات عقب الانتخابات الأخيرة، حيث ستكون بداية طرق المسامير في النعش وتحول في الموقف من النظام نفسه.
ليس مسموحا لفصيل أردني أن ينتمي لفصيل غير أردني
الأزمة داخل الحركة الإسلامية حالياً، تختلف عن سابقاتها، فسابقاتها كانت حول قرارات، وأبرز تلك الخلافات منذ تاريخ قريب كانت حول قرارات وكنا نحن ضحاياها، كقرار مقاطعة الانتخابات النيابية العام 1997.
أما الخلاف الحالي فهو خلاف انقلابي إن صح التعبير، فأن تكون حماس قسما من الإخوان المسلمين في الأردن، من هنا يأتي الخلاف.
فحماس عندما كانت تشارك في مجلس الشورى وتقدم تقاريرها كنا نتفهم ذلك، أما وبعد أن كبرت وامتدت فهذا لا يعني أن تبسط نفوذها على الحركة الإسلامية في الأردن.
والانقلاب الذي اقصده أن يكون إخوان الأردن تابعين لحماس أو خالد مشعل، وهذا قطعاً مرفوض أدبياً وأخلاقياً وتاريخياً وقانونياً، وقانونيا أهم شيء لأنه ليس مسموح لفصيل أردني أن ينتمي إلى فصيل غير أردني. الغد
الأكثر قراءة
لميع20-10-2009
المدور20-10-2009