جولات مكوكية لـ"بني ارشيد" في أوروبا للوساطة بين طالبان وحلف الناتو

واشارت المصادر الى عدد كبير من جولات الحوار جرت في عواصم اوربية كانت تدور فيها مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين حول الية انسحاب القوات الامريكية والاوروبية من افغانستان.ومن اللافت ان مقربين يتحدثون عن مرونة غربية ازاء الخروج من افغانستان بينما تظهر حركة طالبان تشدداً في شروطها ،الامر الذي يشي بصعوبة وضع القوات الغربية في هذا البلد وتزايد قدرات طالبان على التحكم بالمشهد هناك.

وفي الوقت الذي نفت فيه المصادر حدوث اية حوارت تتجاوز الشأن الافغاني تشير بعض التحليلات الى ان الحوارات المكثفة تتناول مفاهيم اساسية عن مستقبل العلاقة بين الحركات الاسلامية والغرب وقد تطال عدداً من ساحات التوتر في اشارة الى الوضع في فلسطين.

يذكر ان بني ارشيد الشخصية الاسلامية الاكثر تشدداً تجاه امريكا والغرب والذي تصفه تقارير صحفية بالمقرب من حماس كرر في اكثر من مناسبة موقف جماعته الرافض للحوار مع الادارة الامريكية،غير ان المفاجيء-والكلام للمصادر-ان بني ارشيد ذاته يعارض هذا الموقف ويدعو للحوار مع جميع الجهات عدا اسرائيل خصوصاً بعد تغير الادارة الامريكية ومجيء اوباما.

في الاثناء تشير المصادر الى ان مبدأ مقاطعة الحوار مع امريكا كان قيد المراجعة في داخل اروقة جماعة الاخوان المسلمين الا ان "مواقف الرئيس الامريكي لا تشجع للعودة عن قرار ممانعة الحوار المباشر بالادارة الامريكية".وفقاً للمصادر.

بني ارشيد رفض التعاطي مع المعلومة التي تقول انه بصدد القيام بجولة اوربية مطلع الشهر المقبل،ولدى سؤاله عن ارتباط زيارته بهذا الملف رفض تأكيد او نفي المعلومات.

وقال "اذا كان هنالك مفاوضات غير مباشرة بين اوروبا وحركة طالبان من اجل التوافق على حل يضمن خروج القوات العسكرية الاوروبية بماء الوجه من افغانسان فمن البديهي ان تكون طي الكتمان".

وعلى الرغم من الاختلافات الاخوانية والتي لعب فيها كل من بني ارشيد ورحيل الغرايبة طرفي نقيض،الا ان المصادر تتحدث ان بعض جولات الحوار المشار اليها شارك فيها الرجلان معاً.

يذكر ان عمليات حركة طالبان ضد قوات حلف الناتو في افغانستان تتصاعد فامس فقط لقي 16 أمريكيا مصرعهم ، في أسوأ حصيلة تتكبدها الولايات المتحدة منذ نشر قواتها في هذا البلد في 2001. وقتل 14 منهم في حادثين منفصلين أسفرا عن تحطم ثلاث مروحيات، واثنان في أعمال اخرى.وتغرق افغانستان شيئاً فشيئاً في حالة فوضى سياسية وامنية يقدر محللون انها ستضطر الادارة الامريكية وحلفائها للانسحاب في اسرع وقت ممكن. البوصلة