والد ثاني "ضحايا الكهرباء" في الزرقاء يتوعد بملاحقة الشركة قضائيا

  يأتي ذلك في وقت أكدت فيه شركة الكهرباء، على لسان الناطق الإعلامي باسمها رئيس قسم الطوارئ المهندس زياد الحمصي، "تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادثة".

 

وأوضح الحمصي، أنه من المبكر الحديث عن سبب وفاة سلطان، وذلك لحين صدور تقرير لجنة التحقيق التي شكلتها الشركة، بيد أنه لم يحدد مهلة زمنية لانتهاء أعمال اللجنة.

 

 وتوفي سلطان (18 عاما) مساء يوم الأربعاء الماضي إثر تعرضه لصعقة كهربائية جراء ملامسته عمود كهرباء في منطقة جبل المغير قرب دوار بادي بمنطقة الزرقاء الجديدة، حيث قام ذووه بنقله إلى مستشفى الزرقاء الحكومي إلا أنه ما لبث أن فارق الحياة.

 

وتم تحويل جثته إلى مركز الطب الشرعي بمستشفى الأمير فيصل في الزرقاء، فيما أرجعت نتائج التشريح سبب الوفاة إلى "التعرض لصعقة كهربائية".

 

 وقال والد سلطان، وقد مزق الحزن نياط قلبه على فقدان ابنه، إن "شركة الكهرباء أهملت شكاوى أهل الحي وماطلت في إصلاح خلل في العمود الذي تسبب بموت سلطان"، موضحا أن أحد المجاورين أبلغه بعد الحادثة بأنه "اتصل مرات عدة بقسم أعطال الكهرباء من خلال عمليات الدفاع المدني إلا أن الفريق الفني لشركة الكهرباء لم يحضر لإصلاح العطل".

 

 ويضيف الأب المفجوع أن العمود الذي تسبب بوفاة ابنه تسبب أيضاً قبل الحادث بفترة قصيرة بـ"صعق" ابنه الأصغر بشكل خفيف، وأن العناية الإلهية حالت دون صعق ابنه عبدالله (16 عاما) عندما حاول إنقاذ سلطان، "إذ إن الكهرباء صعقته وأسقطته أرضا".

 

 وأضاف أن والدة سلطان ما تزال تكابد مرارة فقدان الأحبة على هذا النحو المروع غير مصدقة أنها فقدت ابنها البكر، موضحا أن قلبها لم يحتمل موت ابنها حيث تم نقلها إلى المستشفى 3 مرات منذ سماعها بخبر الوفاة.

 

 وادعى الأب بشكل أولي على شركة الكهرباء بالتسبب بوفاة ابنه لدى المركز الأمني المعني، موضحا أنه سيقوم بتسجيل شكوى لدى المدعي العام مرفقة بما يثبت "إهمال" شركة الكهرباء.

 

 وطالب والد سلطان بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية، مؤكدا أنه "لا يثق بالنتائج التي شكلتها شركة الكهرباء من موظفيها".

 

 إلى ذلك، قال هاني أبو السعود، أحد سكان الحي، إنه "لاحظ قبل يومين وجود تماس كهربائي وتطاير للشرر من العمود الذي تسبب بموت سلطان"، وأنه "قام بإبلاغ الدفاع المدني عبر الاتصال مع عمليات الطوارئ والذين بدورهم قاموا بإبلاغ قسم الأعطال في شركة الكهرباء للكشف على الموقع".

 

 ويضيف "انتظرت ساعة ولم يأت فنيو الشركة، فعاودت الاتصال مرة أخرى مع الدفاع المدني وجددوا اتصالهم مع قسم الأعطال في شركة الكهرباء، ولكن من دون جدوى".

 

 وتابع أبو السعود "عاودت الاتصال مرة أخرى مع الدفاع المدني بعد حادثة صعق سلطان، وأخبرتهم بأن العمود الذي اتصلت بخصوصه قبل يومين تسبب اليوم بوفاة أحد سكان المنطقة، حيث أكدوا لي وجود سجلات تثبت اتصالهم مع شركة الكهرباء"، مطالبا بالتحقيق في ظروف وملابسات الحادثة ومحاسبة المقصرين.

 

 ويروى طارق سلامة، إلى "الغد"، "أن الحادث وقع بعد خروج سلطان من منزل ذويه بدقائق، إذ لامس كتفه عمود كهرباء، صعق على إثره، فسقط أرضا، وارتطم جسده بعمود كهرباء آخر، فأغشي عليه".

 

 وأضاف "أن مارا حاول تخليصه من الصعقة، بيد أن الكهرباء صعقته وأسقطته أرضا"، موضحا أن "العمود الذي تسبب بمقتل سلطان، كان قد تسبب قبل ساعة من ذلك، بصعق شقيقه الأصغر".

 

 وقال شاهد عيان آخر يدعى محمد إبراهيم "إن فريق الأعطال في شركة الكهرباء قام بالكشف على موقع الحادثة، حيث تبين تسرب تيار كهربائي للعمود، حتى بعد قيام الشركة بفصل التيار من المحول الرئيسي".

 

 فيما أكد فني الكهرباء هيثم العملة "وجود تيار كهربائي في العمود وسلك التثبيت المحاذي للعمود (الإيرث)".

 

 وتعد هذه ثاني وفاة في حادث صعق، خلال أسبوعين، بعد وفاة الشاب علي المحسيري (20 عاما) في 22 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي بصعقة كهربائية جراء اتكائه على شبك حديدي، محاذ لعمود كهرباء قرب مبنى قديم تابع لمخازن الحبوب في منطقة ياجوز. الغد