• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

لافتات حول العذاب والموت والحجاب تنتشر في شوارع عمان

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-11-15
1364
لافتات حول العذاب والموت والحجاب تنتشر في شوارع عمان

"اعلم أنك ستموت"، "إياك والنظر إلى النساء"، "سيصلى عليك يوما من الأيام"، "الحجاب قبل العذاب"، عينة من عبارات باتت تنتشر على لافتات في شوارع رئيسة بالعاصمة عمان، لا تخلو من صياغات لغوية ضعيفة، لكنها مشحونة بالترهيب.

ويبدي مواطنون امتعاضهم مما تحمله مضامين هذه اللافتات، ومما أسموه "ترهيبا بالدين"، ويعربون عن مفاجأتهم من "انتشار هذه الظاهرة أخيرا"، في الشوارع والأماكن العامة، ما قد يؤتي أكله على عكس ما يرمي اليه مروجوها، فيترك انطباعا "سلبيا" عن الدين.

ورغم ذلك، اعتبر مواطنون أن عبارات أخرى "ملائمة"، تنتشر في شوارع العاصمة مثل "استغفر الله" و"اذكر الله"، تذكرنا "إن نسينا أو أخطانا بالله عز وجل"، وهو ما رأوا فيه "بادرة طيبة".

ويتخوف مواطنون من أن تكون تلك العبارات التي تنفر البعض من الدين، ولا تحث عليه، دافعا ليسلك الشباب طريق "الإرهاب" أو البعد عن الدين بذريعة الخوف.

في المقابل، تحاول أمانة عمان الكبرى، معرفة من يقوم بتعليق هذه اللافتات، وفق مصدر مسؤول، طلب عدم نشر اسمه، وقال إنها "تنتشر فجأة، ومن دون سابق إنذار".

ويوضح المصدر ذاته أن الأمانة، حاولت ضبط نشر هذه اللافتات التي وصفها بأنها "تسيء الى الدين ولا تنصفه"، بيد أنها لم تتمكن من ضبط من يضعونها، سواء أكانوا جهات أو أفرادا.

ويقول الطالب عبدالله كمال (20 عاما) إن "نشر هذه اللافتات بهذه الطريقة، قد يؤدي إلى تخويف الناس من الدين، أو نشر أفكار لا تمت للدين بصلة".

ويضيف كمال أن "الدين يعني الحب، والتسامح لا الترهيب والخوف"، مذكرا بالآية الكريمة التي تقول "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي".

وتتفق معه في هذا الطرح الطالبة هيا فتحي التي اعتبرت أن "الدين لا يعني نشر عبارات تشوه صورته"، داعية إلى "نشر عبارات أكثر ملاءمة مع مقاصد الدين وأهدافه".

ويرى سالم عليان، الذي يعمل موظفا في مؤسسة قطاع خاص، أن نشر هذه اللافتات "لا يحقق الغاية من الدين، في سلوك سوي متوازن يعيشه الإنسان".

في المقابل، يعتبر استاذ علم الشريعة الدكتور حمدي مراد أن نشر هذه اللافتات إذا كان للتذكير ويتفق مع تعاليم الإسلام "فهو أمر جيد"، معلقا "إذا كان هذا الأمر يتفق مع التعاليم الدينية بالتحذير من النار، شريطة أن تتوافق مع القرآن والسنة، فهي واجب شرعي".

ودلل على ذلك بقوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"، معتبرا أن "المطلوب أن تكون النصيحة جامعة ما بين الترهيب وحب الجنة ونيل رضا الله، ومتضمنة التحذير من غضب الله وناره سبحانه وتعالى".

وتساءل "هل يعقل لي أن أنصح ولدي مثلا بالحديقة والزهور والفاكهة والخلق الكريم، ولا أحذره من كسر الأشياء وإتلاف الأثاث، أو وضع يده على النار أو مصادقته لأصدقاء الانحراف والسوء، ثم أقول في نفسي أنصحه بالإيجابيات فقط، ولا أريد أن أزعجه بنصيحة لتجنب السلبيات، ألا يعتبر ذلك من خيانة الأمانة؟".

ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين، تنفي على لسان مراقبها العام الدكتور همام سعيد، قيامها بتعليق هذه اللافتات، إلا أنها ترى أن من يقوم بوضعها "مأجور على عمله، لأنه يذكر الناس بالحياة والموت، وضرورة العمل الصالح في الحياة الدنيا".

ويتساءل سعيد في اتصال هاتفي مع "الغد" "ما الداعي لأن تتوقف الأمانة عند هذه اللافتات، من دون أن تعير انتباها للافتات أخرى، تعتبر مسيئة للذوق العام؟".

من جهته، يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين أن المجتمع الأردني، يتميز بنوعين من الخطاب "الأول ظاهر والآخر ضامر".

ويشير إلى أن الخطاب الظاهر، يتشبث بالحريات ويقود إلى نوع من العقلانية، بهدف الحفاظ على عضوية طارحي نظريتهم في المجتمع، والظاهر منه، هو أن هناك تعددا في الرأي وحرية في التعبير، فضلا عن وجود مزاحمة في تسويق بعض الأفكار.

ووفق محادين، فإن جل هذه الأفكار ذات معنى دنيوي، إذا ما استثنينا الأحاديث في المساجد والكنائس المنظمة، بموجب قوانين إلزامية.

ويضيف "إن الخطاب الضامر، لا يرى ما يجري في الحياة من تسارع حداثي وانفلات في الحرية الفردية، وارتفاع في نسب البطالة والجوع، والاستخدام المفرط للقوة من قبل بعض المؤسسات التي أساءت استخدام التصريح القائل بأن حكومة الدولة هي الوحيدة المسموح لها باستخدام القوة والإكراه بحكم القانون".

ويبدو أن هذا النوع من الخطاب، يتحرك محاولا اختراق المسلمات الظاهرة والعمل بوسائط عدة، منها الكتابة على الجدران في المدن الكبرى، كي يسوق للناس طرحا موازيا أو بديلا لما هو متداول، حسب محادين.

وبالتالي، تكون هناك منطقة "زئبقية"، لم تتشكل لها قيمة الحوار العلني أو الدعوى بالحسنى، حتى تصل أحيانا إلى درجة يعتقد فيها صاحبها بأنه يمتلك الحقيقة وحده، وما على الآخرين إلا التماهي فيما يطرحه، والتي قد يماهيها مع نوع من القداسة الدينية، وفق محادين.

ويوضح أنه من الطبيعي في المدن الكبرى، والتي يغيب فيها عنصر المعرفة الوجاهية، أن يفاجأ المواطنون بهذه اللافتات التي تتضمن أفكارا "جوانية".

وتعتبر هذه الأفكار من منظور علم الاجتماع "عدم قدرة على تسويق آراء علنية"، لأن طبيعة حركة المجتمع برمته، تسير باتجاه تقديس الحياة الدنيوية من دون أن تتنصل من جذورها الثقافية المتوازنة دينيا، وفق محادين.

ويضيف أن تخوف مواطنين من "لافتات الترهيب باسم الدين"، وبأنها قد لا تحث على اتباعها وأنها قد لا تكون دافعا، ليسلك الشباب طريق "الإرهاب" أو البعد عن الدين بذريعة الخوف.

إلى ذلك، يعتبر مدير دائرة رخص المهن والإعلانات في الأمانة المهندس فالح الشمري هذه اللافتات "مخالفة للتعليمات ونظام الدعاية والإعلان داخل حدود الأمانة، فضلا عن كونها غير مرخصة".

وتنص الفقرة (أ) من المادة الرابعة من نظام ترخيص وسائل الدعاية والإعلان في الأمانة على أنه "لا يجوز لأي شخص يمارس أي مهنة في منطقة الامانة أن يستعمل أي وسيلة من وسائل الدعاية والاعلان، إلا بعد الحصول على الترخيص اللازم لهذه الغاية".

ووفق المادة السادسة من النظام، "تعتبر مخالفة لأحكام هذا النظام، أن تتضمن وسيلة الدعاية والإعلان، ما يمس الشعور القومي أو الديني أو يتنافى مع الآداب العامة والنظام العام، أو عدم التقيد بطلب الأمانة المتعلق بطلاء اللافتة أو إصلاحها أو تعديلها".

وحسب المادة ذاتها، فإذا ارتكب المرخص له أي مخالفة لأحكام هذا النظام أو شروط الترخيص، أو التعليمات، فيتم إخطاره بضرورة إزالة المخالفة خلال المدة المحددة له في الإخطار، وبخلاف ذلك تتم إزالتها على نفقته الخاصة.

كما يجوز للأمانة أن تزيل أية وسيلة دعاية وإعلان تالفة من دون حاجة إلى إعلام المرخص له، وذلك بناء على تقرير مقدم من لجنة مؤلفة من 3 أشخاص تشكل لهذه الغاية، حسب النظام.

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.