• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

حضور العائلات للمباريات: لمسة حضارية تهذب أخلاق المشجعين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-12-20
1681
حضور العائلات للمباريات: لمسة حضارية تهذب أخلاق المشجعين

عمت أرجاء مدرجات ستاد الملك عبدالله الثاني هتافات الجنس الناعم أول من أمس عندما انطلقت صفارة الحكم معنلة بدء المباراة بين فريقي الوحدات والجزيرة.

 وامتزجت هتافات الفتيات الرقيقة، اللواتي لم يتجاوز عددهن الخمسين، مع صيحات فرق التشجيع التي تحرص دوما على متابعة المباريات حتى النهاية.
 
واعتلى الحماس وجوه هؤلاء الفتيات اللواتي تجمعن لتلبية نداء مبادرة راديو "فرح الناس"، التي حملت تحديا يسعى إلى دمج الفتيات والعائلات من محبي كرة القدم ودفعهم لمشاهدتها مباشرة وتشجيع الفريق الذي يفضلونه.
 
فكرة المبادرة جاءت من قبل الزميلتين مذيعة برنامج "أوتوستراد"، الذي تبثه الإذاعة أريج بكار، ومعدة التقارير الميدانية للإذاعة صفاء الرمحي.
 
وعن السبب وراء إطلاق هذه المبادرة، تقول بكار "تأكيد أمين سر اتحاد كرة القدم الأردني خليل سالم خلال التقرير الذي أجرته زميلتي الرمحي أن الهتافات السيئة وحالات الشغب والبنية التحتية غير المناسبة هي ما يحرم العائلات والفتيات حق متابعة المباريات، هو ما دفعنا للتفكير بها".
 
وتردف "بعد النقاش المطول، توصلنا إلى أن الفتيات يسمعن الكلام البذيء في كل مكان، وبأن الاختلاط أصبح أمرا عاديا، كما أن البنية التحتية أمر يمكن تحمله من قبلهن كباقي الجماهير التي تحرص على المشاركة والتجشيع".
 
الولادة الحقيقية لهذا التحدي كانت عندما طرحت بكار خلال برنامجها "أوتوستراد" قضية تغيب الفتيات عن حضور المباريات، وكانت ضيفتها اللاعبة في المنتخب الوطني للسيدات والنادي الارثوذكسي زينة بترو.
 
من جانبها، أشارت الزميلة الرمحي إلى أن الهدف من إطلاق إذاعة "فرح الناس" إثبات قدرة المرأة على المشاركة، مؤكدة أن "المرأة الأردنية تشارك في الجانب الرياضي على استحياء".
 
وتضيف أنه وفي أحد التقارير التي أعدتها، وجدت فتاة مولعة في رياضة كرة القدم، وعند الدخول إلى غرفتها وجدت أن جدرانها قد امتلأت بصور أشهر لاعبي كرة القدم في الأردن والعالم، مبينة أنها وفي إحدى المرات حرصت على حضور مباراة، لكنها لم تكملها لمعارضة جدها إياها وإرغامه لها العودة إلى المنزل.
 
ومن بين الأسباب التي تثني العائلات عن متابعة المباريات في الصالات والملاعب أسعار التذاكر التي ترهق ميزانياتها، في حين أشار البعض إلى أنها رياضة شبابية ولا داعي لحضور الفتيات لها، ومن تهوى مشاهدتها، فالتلفزيون أمامها.
 
ويرجع استاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك د. منير كرادشة منع الأهالي بناتهم لحضور مباريات كرة القدم إلى "المجتمع وقيمه الذكورية".
 
كرادشة، الذي يرى أن المباراة قضية عامة يشاهدها جمهور من جميع الفئات وخصوصا الشباب، يؤكد أن النظرة للمباريات في الأردن تنحصر "بالعنف والشغب والهتافات المسيئة"، مما يخلق الخوف في قلوب الأهالي على بناتهم عند حضور المباريات.
 
المرحلة الأولى من إطلاق هذه المبادرة، التي كانت مع مباراة الجزيرة والوحدات، كانت متواضعة، بحسب بكار، متمنية زيادة العدد في مراحل المبادرة المقبلة.
 
من جهتها، أشارت الزميلة روان الجيوسي إلى أن المبادرة إيجابية وتعد خطوة أولى لتعزيز مشاركة المرأة الأردنية في القطاع الرياضي بالتشجيع والمشاركة الفعلية من خلال الأندية الرياضية النسائية.
 
وتتوقع الجيوسي زيادة أعداد الحضور من الفتيات في المراحل المقبلة، مؤكدة أهمية متابعة هذه المبادرة والعمل على نشرها.
 
اللاعبة في المنتخب الوطني للسيدات والنادي الارثوذكسي زينة بترو، التي تفاجأت عند الإعلان عن هذا التحدي على الهواء وتوقعت أن يكون الحضور قليلا، تشير إلى أنها "فكرة رائدة".
 
أما سناء عبد الحافظ، الأم لثلاث بنات، لم تكن متشجعة كثيرا لحضور المباراة، مبينة أن هذا الأمر "يرفضه المجتمع وعليه الكثير من التحفظات".
 
وأوضحت عبد الحافظ، التي تعزو رفض الأهالي حضور بناتهم المباريات، إلى التصرفات المسيئة والمشاجرات التي تنشب بين المشجعين، أن ما دفعها للحضور هو إصرار بناتها وتحمسهن.
 
"فكرة المبادرة تشعرني بالتغيير"، تقول هبة الكسواني (29 عاما)، التي تذهب إلى أن الكثيرين يرفضون ذهاب بناتهم إلى المباريات لوجود الشباب.
 
في حين تقول الطفلة ليان جريري (6 أعوام) "كنت حابة مشاهدة اللاعبين وأشجعهم مباشرة وبتمنى إني أضل أحضر المباريات".
 
أحد المشجعين لنادي الوحدات عبد الرحمن القوصيني لا يجد أية مشكلة في حضور الفتيات للمباريات، مبينا أن "هذا الأمر طبيعي في كثير من بلدان العالم".
 
ويشاركه الرأي رئيس رابطة مشجعي الوحدات سعيد الريفي الملقب، الذي رحب بالمبادرة ودعا الجهات الرسمية والمعنية إلى العمل على نشرها ومؤازرتها.
 
ويدعو كرادشة إلى أهمية متابعة المبادرة وتبنيها كونها تحمل أفكارا تنويرية وثقافة نسوية متميزة، مبينا أن وجود المرأة في الملعب يترك "لمسة حضارية وطابعا جيدا عن المجتمع".
 
ويؤكد أن حضورهن لمثل هذه المباريات يعمل على تهذيب أخلاق المشجعين والتغيير منها إلى الأفضل.
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.