الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
المستورِد يؤكد سلامتها.. "الغذاء والدواء" تتمسك برفض إدخال شحنة حمص حب روسي
ردت مؤسسة الغذاء والدواء على انتقادات صاحب شحنة حمص حب روسي المنشأ، كانت حظرت دخولها إلى المملكة قبل أيام، بالتأكيد على أن محتويات الشحنة "لا تصلح للاستهلاك البشري، بل لا تعدو كونها صالحة كعلف للحيوانات".
واحتج صاحب 9 حاويات حمص سائبة كان استوردها من روسيا مؤخرا على القرار الذي اتخذته المؤسسة بإعادة الشحنة إلى بلد المنشأ من دون أن "تخضع عينات منها لفحوص مخبرية"، بحسب قول المستورِد الذي طالب بفتح تحقيق رسمي في ملابسات القضية.
بيد أن مدير عام الغذاء والدواء الدكتور محمد الرواشدة أوضح إلى "الغد" أن "الكشف الحسي الظاهري على الشحنة، بالإضافة الى تحاليل مخبرية صادرة عن وزارة الزراعة، ومظهر الحمص الحب الخارجي المائل للسواد، كان كافيا للحكم بعدم إجازة الشحنة، وبخاصة أن نسبة الفطر السام (Aspergillus) كانت 46%".
بدوره، اعتبر مستورد الشحنة أن "عدم إخضاع عينات من الشحنة للفحص في مختبرات الغذاء والدواء، التي هي المسؤولة عن صحة الإنسان أدى إلى خسارته حوالي 150 ألف دينار".
وأوضح لـ"الغد" أن "لجنة من وزارة الزراعة ودائرتي المواصفات والمقاييس، حكمت ظاهريا على أنه يوجد في شحنة الحمص أعفان كثيرة" من دون إجراء فحوص مخبرية، ولا حتى إزالة "أتربة وطين يمكن ازالتها قبل تشويل" الشحنة.
وذكر المستورد في مذكرة رسمية أرسلها إلى مؤسسة الغذاء والدواء أن وزارة الزراعة طلبت "اتخاذ الإجراءات المناسبة وعدم الاكتفاء بالفحص الظاهري".
وبحسب المذكرة ذاتها، فإنه "بعد سلسلة طويلة من الإجراءات الروتينية قامت الزراعة بفحص عينات في مختبرات تحليل الأعلاف، إذ كشفت النتائج أنها خالية من السموم (الافلاتوكسين) ومن الشوائب".
لكن وبعد تمسك المؤسسة العامة بأن الشحنة "غير صالحة للاستهلاك البشري" تم إعادة الشحنة إلى بلد المنشأ قبل يومين، ما سبب خسائر مالية كبيرة للمستورد، بحسب ما قاله في مذكرته.
بيد أن تقرير "تحليل عينات مواد علفية" الصادر عن مديرية مختبرات الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة في 13 الحالي، وحصلت "الغد" على نسخة منه، يظهر أن "الشحنة تحتوي على عفن ظاهري لكنها خالية من مركبات سموم الافلاتوكسين ولا تحتوي على مواد غريبة".
وفي الوقت نفسه، يظهر تقرير صادر من مختبر إدارة الثروة النباتية في وزارة الزراعة في 14 الحالي "وجود فطر (Aspergillus) في الحمص الحب بنسبة 46%، ومن وجهة نظر الحجر الصحي النباتي فإن الفطر اسبرجلس ليس من الآفات الحجرية ولا مانع من إنجاز المعاملة الجمركية".
وبما أن التاجر استورد الشحنة للاستهلاك البشري، فيتم قانونيا تحويل كافة التقارير المخبرية الصادرة عن وزارة الزراعة إلى المؤسسة العامة للغذاء والدواء لإجراء الفحوص المخبرية الخاصة بها للكشف عن السموم، لكن المؤسسة بحسب مدير الغذاء فيها الدكتور محمد الخريشا أوضح أن المؤسسة "اكتفت بالكشف الحسي الظاهري وبالتقارير المخبرية الورادة من مختبرات الزراعة لتكوين قرارها وهو رفض الشحنة وإعادتها إلى بلد المنشأ".
وقال الخريشا لـ"الغد" إن "أي نسبة من الفطر السام موجودة في الحبوب السائبة فإنها تفرز سموما تودي بحياة الإنسان"، مؤكدا أن "الشحنة تصلح كعلف للحيوانات فقط في حال معالجتها".
كما أوضح الخريشا في مذكرة رسمية وجهت إلى مدير جمرك عمان أن "لجنة أخذت عينات في جمرك عمان في اليوم الثاني من الشهر الحالي والتي تبين وجود أعفان ظاهرة لجميع الحاويات وشوائب وتغير لون بعض حبات الحمص الى الاسود، بالاضافة الى وجود فطر الاسبرجلس".
وطلب الخريشا في المذكرة ذاتها "عدم التخليص على الشحنة (...) والتأكد من عدم تسرب أي جزء من الحمص الحب للاسواق المحلية، وإعادة تصديرها لبلد المنشأ".
وحسم رئيس جمعية السموميين الأردنية (تحت التأسيس) الدكتور سمير القماز الجدال بين المستورد والجهات الرسمية من الناحية العلمية بعد اطلاعة على التقارير المخبرية، إذ قال إن "الفطر أنواع عديدة ولكن فطر الاسبرجلس وبهذه النسبة العالية يتكاثر بسرعة ويفرز أنواعا من السموم الضارة بحياة الانسان".
على أنه كان من المفترض، في ظل تناقض التقريرين المخبريين واعتماد الغذاء والدواء على هذين التقريرين، بحسب الاستاذ الاكاديمي في جامعة عمان الاهلية الدكتور القماز، أن تقوم المؤسسة بـ"التقاط عينات مخبرية من الحمص الحب، وإخضاعها لفحص السمية في مختبراتها الخاصة بشكل أدق وأوسع باعتبارها الجهة المخولة التي تحافظ على حياة المواطن وسلامته".
وطالب القماز بإعلان المواصفة القياسية الخاصة بالحبوب السائبة، والتي "تحدد وجود الفطر سواء الضار أو غير الضار والنسبة المسموح بها".
الأكثر قراءة