مواطنون يطالبون بـ "كودة حماية" من رافعات إنشائية تعتلي منازلهم

 ويتخوف مواطنون من "عدم الالتزام" بمعايير السلامة العامة التي أقرتها أمانة عمان الكبرى، والتي أكدت على لسان رئيس لجنة السلامة فيها وعضو مجلس الأمانة محمد مظهر عناب أنها "لا تسمح بتشكيل أي خطر على حياة المواطنين من خلال تطبيق إجراءات صارمة".

 

في المقابل، يشير مواطنون إلى أن مخاوفهم من سقوط الرافعات تزايدت في ظل الحركة العمرانية والإنشائية المكثفة التي تشهدها المملكة، لافتين إلى أن أبرز تلك المشكلات زيادة قطر الرافعة عن المشروع، وامتدادها لتصبح فوق المنازل السكنية.

 

وأكدوا على أهمية تفعيل دور وعمل لجنة السلامة العامة، في الأمانة لمراقبة هذه الروافع عند إعطاء التراخيص لهذه الروافع التي تشكل خطرا على السلامة العامة.

 

وتشير الدراسات العمرانية إلى أن الدول المتقدمة تمنع امتداد قطر ذراع الرافعة عن مساحة المشروع، وتفرض عقوبات مشددة على الشركات العمرانية المخالفة.

 

وكانت حدثت في عمان مشكلة استمرت عدة أيام، عندما انهارت قبل نحو ستة أشهر رافعة مشروع برجي بوابة الأردن وشكلت حينها خطرا على السلامة العامة.

 

وكانت الرافعة تعرضت للانبعاج نتيجة الحمولة الزائدة ما دفع الجهات المعنية إلى إغلاق المكان وتوقيف العمل بالمشروع، في حين أشارت مصادر أمنية إلى أن القصعة كانت (بالتوركرين) في الرافعة التي كانت على ارتفاع 220 مترا، ما عرض العامل الوافد داخل الرافعة للحصار بها حتى تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذه عقب تعرضه لصدمة عصبية من هول الموقف نقل على إثرها إلى المستشفى.

 

ووفق مصادر أمنية، فإن عددا من المجاورين للمشروع أخليت منازلهم حينها، ويقدر عددهم بخمس عشرة عائلة تحسبا لأية أخطار أو مضاعفات لقصع هذه الرافعة، موصية الجهات المنفذة لمثل هذه المشاريع بمراعاة عوامل السلامة والتقيد بالحمولات المقررة للرافعات المستخدمة بها.

 

ويقول مواطن يتخوف من سقوط رافعة قريبة من منزله، "بالرغم من المحاولات المتكررة للحديث مع الشركة الإنشائية، إلا أنها لم تراع حتى الآن سلامتنا".

 

ويضيف، المواطن الذي طلب عدم نشر اسمه، "لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة وتطبيق كودة حماية خاصة بهذه الروافع".

 

وتتفق معه في ذلك، ناريمان هليل (51 عاما)، التي قالت إن "هذه الروافع تزايدت في الآونة الأخيرة في العاصمة بسبب كثرة الأعمال الإنشائية لكنها بحاجة إلى تنظيم"، مطالبة بتطبيق الإجراءات اللازمة بحق من يخالفون تعليمات السلامة العامة التي تحددها الأمانة ومحافظة العاصمة.

 

ويدعو عبدالله سليمان (37 عاما) إلى ضرورة مراجعة معايير السلامة المهنية وتشكيل لجان خاصة لمراقبة تطبيق هذه الإجراءات والمعايير.

 

من جهة أخرى، يشدد عناب على أن هذه الروافع تكون فقط في المشاريع الكبيرة، مؤكدا على أنها يجب أن "تبقى في حدود المشروع وأن لا تتعداه".

 

وزاد عناب لـ "الغد" إن "عدم الالتزام يوجب المسؤولية على المقاول وصاحب المشروع"، لافتا إلى أن كل منطقة من مناطق الأمانة توجد لديها لجنة للسلامة العامة مكونة من مندوبين عن وزارة الداخلية والأمن العام والدفاع المدني وأمانة عمان الكبرى".

 

وأكد أن عمل هذه اللجنة يتضمن مراقبة هذه الروافع ووقف أي تجاوزات حتى لو وصل الأمر إلى وقف العمل بالمشروع إلى حين تصويبها، معتقدا بعدم الحاجة لوضع "كودة خاصة" لهذه الروافع بخاصة وأن هناك معايير واضحة للسلامة العامة تطبق ويتم توقيف صاحب المشروع عن العمل ما لم يلتزم بها.الغد