الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
"الأسد" شخصية عام 2009 فى استفتاء "CNN
اختار قراء موقع CNN بالعربية الرئيس السورى، بشار الأسد، ليكون شخصية العام 2009، بعد تنافس دراماتيكى شارك فيه أكثر من 30 ألف شخص، وشهدت أيامه الأخيرة تقلبات محمومة فى النتائج، التى كانت تميل فى البدء لصالح رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان.
وأشار موقع الـ"CNN" إلى أنه بصرف النظر عن طبيعة المنافسة خلال التصويت، فإن الأسد بلا ريب كان أحد أبرز الوجوه السياسية إقليمياً ودولياً خلال الفترة الماضية، فقد نجح فى فك عزلة طالت لسنوات حول بلاده، منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، رفيق الحريرى عام 2005، كما وطد علاقاته مع جهات أوروبية وعربية، وأعاد وصل ما انقطع مع السعودية، وعزز صلاته باللاعب الإقليمى الجديد، تركيا.وعادت دمشق التى عانت الكثير من المشاكل اتهامها من قبل أطراف لبنانية باغتيال الحريرى، لتلعب دورها فى محيطها فكان لها خلال الفترة الماضية الكثير من المشاركة فى صنع "الاستقرار السياسى" اللبنانى، واسترجعت بالسياسة ما فقدته مع انسحاب جيشها من بيروت.
وتوّج هذا الأمر بزيارة رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريرى، قبل أيام من انتهاء العام الماضى إلى دمشق، لتحمل الزيارة زخماً مكثفاً على المستويين الشخصى والسياسى، جعل الأسد فى موقع قوة بالمنطقة، تتسابق قوى سياسية إلى التنصل من مواقفها السابقة ضده.ولكن الثمار التى جناها الأسد فى نهاية العام كانت قد زرعت فى مطلعه، ففى مثل هذه الأيام من العام الماضى، كان قطاع غزة يشتعل بفعل العملية العسكرية الإسرائيلية التى شنت فيه تحت عنوان "الرصاص المصبوب"، وترافق ذلك مع انقسام عربى حول الموقف من العملية، تعزز ما بات يعرف بـ"قمة الدوحة الطارئة"، التى ضمت مجموعة من الدول العربية، على رأسها سوريا.وجاءت القمة بنتائج شعبية لمن حضرها، بمن فيهم الأسد، الذى وجد نفسه بعد أيام من حضورها يشارك فى مصالحة عربية، أطلقها العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز فى قمة الكويت الاقتصادية، التى كان من ثمارها كسر العزلة العربية عن الأسد، وخاصة من قبل قادة "دول الاعتدال"، وذلك من خلال القمة الرباعية التى عقدت فى مارس 2008 بالرياض، بمشاركة قادة سوريا والسعودية ومصر والكويت.
وخلف البعد العربى فى تحركات الأسد، يبرز البعد الدولى، فوصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وما حمله معه من مشروع لـ"مقاربة جديدة" تجاه سوريا، كان له أبعد الأثر فى تخفيف الضغط عن الأسد، وباتت دمشق من جديد محطة للعديد من الوفود الأمريكية التى ناقشت قضايا تمتلك سوريا فيها أوراقا رابحة، وخاصة بملفات لبنان والأراضى الفلسطينية والعراق والإرهاب وإيران.وبالتوازى مع الانفتاح الأمريكي، كانت فرنسا، تحت قيادة الرئيس نيكولا ساركوزى، تحاول القطع مع إرث الرئيس السابق جاك شيراك، الذى فرض قيوداً كبيرة على الأسد بعد اغتيال الحريرى، وشن عليه حملة دولية قاسية.
وسعى ساركوزى إلى تعزيز علاقاته بدمشق لتقوية موقع بلاده فى الشرق الأوسط من جهة، ولضمان النجاح لمشروعه المتمثل ببناء "اتحاد متوسطى"، وتوّجت هذه العلاقات المتوطدة بين الطرفين من خلال الزيارة التى قام بها الأسد إلى باريس فى منتصف نوفمبر الماضى.والواقع أن الانفتاح العربى والغربى على سوريا، كان فى جزء كبير منه مدفوعاً برغبة دولية لفصل دمشق عن طهران، التى ترضخ تحت وطأة ضغوطات دولية على خلفية برنامجها النووى المثير للجدل، واحتجاجات داخلية ولدتها أزمة الانتخابات الرئاسية.لكن سوريا تعاملت مع هذه المقاربة الجديدة بأسلوبها السياسى التقليدى، وهو التحدث كثيراً دون قول شىء، فهى أبقت جميع الأطراف بانتظار قرارها، الذى لم يصدر بعد، فقد عززت روابطها الاقتصادية والسياسية مع إيران، معلنة فى الوقت عينه استعدادها للعب دور الوسيط فى برنامجها النووى مع إيران.
وعلى خط متصل، فتح الأسد قنوات اتصال مع اللاعب الإقليمى الجديد، وهو تركيا، فأنقرة التى ملّت من انتظار قرار ضمها إلى الاتحاد الأوروبى، بدأت تلعب أوراقها فى الشرق الأوسط، فتراجع منسوب علاقاتها مع تل أبيب، بمقابل تعزيز صلاتها بدمشق ودول فى آسيا الوسطى، وحل نزاعها التاريخى مع أرمينيا.واستفاد الأسد من هذا التوجه التركى الجديد، بسبب إدراكه وجود فائض قوة لدى أنقرة، التى تدرك مدى ضعف معظم الموجودين على الساحة اليوم، بمن فيهم الولايات المتحدة، فكسب بذلك حليفاً قوياً يتمثل فى رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان.ولم يكتف الأسد بردات الفعل ومحاولة استغلال تطورات الأوضاع فى المنطقة لصالحه، بل قام بطرح "نظريات" سياسية واقتصادية، حاول خلالها وضع بلاده فى قلب الأحداث، مثل فكرة "البحار الأربعة"، التى تناول فيها ربط الأسود وقزوين والخليج وحتى البحر الأحمر بالبحر المتوسط، لبناء شراكة اقتصادية فى مجالات النقل والطاقة.وحصل الأسد فى الاستفتاء على 20687 صوتاً، بواقع 67%، بينما كان نصيب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان 8442 صوتاً، بما نسبته 28%، وحصل الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد على 1550 صوتاً، بواقع 5% من الأصوات.(CNN)
الأكثر قراءة