• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

تاكسي السيدات: فكرة وردية تراود نساء وترفضها ناشطات في حقوق المرأة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-01-12
1260
تاكسي السيدات: فكرة وردية تراود نساء وترفضها ناشطات في حقوق المرأة

ما يزال التاكسي "زهري اللون" المخصص لنقل الإناث والذي يقاد من قبل سائقات مجرد فكرة، ولم تطبق بعد في شوارع عمان، في الوقت الذي بدأت تطبق في بعض العواصم كبيروت ودبي.

 ورغم تقدم أحد المستثمرين في حزيران (يونيو) الماضي بطلب لتقديم الخدمة، إلا أنها رفضت من قبل أمانة عمان المسؤولة عن النقل في العاصمة بحجة "عدم حاجة المدينة لأعداد اضافية من التاكسيات"، إضافة إلى إمكانية تقديم الخدمة من خلال "التاكسي المميز".
 
وتؤكد الأمانة وشركة نور المشغلة لـ "التاكسي المميز" نيتهما تقديم الخدمة، إلا أنهما تنتظران الموافقات اللازمة من الجهات ذات العلاقة للحصول على تصاريح عمل لسائقات واستكمال الإجراءات الأخرى.
 
فكرة "التاكسي الزهري" تلقى قبولا واستحسانا لدى بعض المستخدمين، خصوصا من "متدينين وملتزمين" من باب "تحريم الاختلاط"، فيما يجد آخرون فيه "فرصة لتوفير خيار إضافي للسيدات في انتقاء وسيلة النقل"، إضافة إلى خلق فرص جديدة للمرأة في مهنة السواقة.
 
بيد أنّ آخرين يجدون في هذه الخطوة تمييزا ضد المرأة وسببا لتكريس التقسيم الجندري، فيما يؤكد بعضهم "السائقة ستكون معرضة لمشاكل عديدة تواجه السائقين في جريهم ليلا ونهارا وراء لقمة عيشهم".
 
وفي الوقت الذي يشكل فيه التاكسي 75% من أسطول النقل العام في عمان، ويتجاوز عدد سيارات التاكسي 11 ألف سيارة، منها 400 تاكسي مميز، يرى بعضهم أن "التاكسي الجديد سوف يكون مجرد زيادة رقمية لأعداد التاكسي".
 
الناشطة في حقوق المرأة وقضاياها مي أبو السمن تؤكد أنّ تخصيص تاكسي للسيدات؛ ركوبا وقيادة، "يخلق فرصة أمام المرأة لاختراق ومزاولة مهن ما تزال حكرا على الرجال".
 
وتؤيد ربة المنزل، أم محمد، فكرة "التاكسي الزهري"، مشيرة إلى أنّ هذا سيعطيها وغيرها خيارات إضافية ويشعرهن بالاطمئنان، بخاصة أنّ "هناك سائقين يثيرون الاستفزاز أحيانا".
 
وتعتبر أم محمد أن تاكسي السيدات يشكل فرصة لسيدات يمنعهن أزواجهن أو أهلهن من ركوب التاكسي العادي خشية الاختلاط.
 
العشرينية بيسان محمد والموظفة في القطاع الخاص والتي تستخدم التاكسي بشكل يومي أيّدت الفكرة بشدة، متفائلة في أن يستطيع التاكسي الجديد تجنيب الإناث التعرض للمعاكسات.
 
إلا أن الناشطة الحقوقية إنعام العشا تعتبر الأمر "ضد فكرة المساواة"، وأنه "تعزيز للتمييز ضد المرأة في المجتمع"، كما أنها قد تخلق أفكارا أخرى من شأنها أن تعزل المرأة "كإنشاء جامعات ومدارس ومطاعم خاصة بالإناث".
 
تتفق معها الثلاثينية سلام محمد، فهي ترى أنّ تخصيص تاكسي للسيدات لا ينسجم مع مجتمع منفتح تعود على نمط معين من الحياة.
 
وتلفت إلى أن الأصل أن يجري تحسين خدمة التاكسيات الحالية، وأن يتم "التشديد على السائقين الحاليين من خلال وضع تعليمات وشروط مشددة لاختيار سائق التاكسي"، وهو ما يطالب به عامر خريسات، داعيا إلى أن يقدم التاكسي "بغض النظر عن نوعه خدمة مميزة تليق بأي راكب".
 
سائقو تاكسي يرفضون الفكرة، ويؤكدون أنّ "القطاع لا يحتاج الى أعداد إضافية من التاكسيات". السائق أحمد المحتيري يقول إنّ القطاع يشتمل على مشاكل عديدة، ملمحا إلى ما يمكن أن تتعرض له السائقات من مضايقات، أو مواجهة مشاكل التشغيل كحصول الأعطال والحوادث.
 
ويصف السائق حربي عنيزات الفكرة بـ"الخطيرة". ويؤكد أنّ السائق يضطر يوميا إلى التعامل مع جميع الأجناس، ومن جميع الخلفيات الاجتماعية والأخلاقية، إضافة إلى إمكانية تقديم الخدمة ليلا.
 
وحول المشاكل التي تتعرض لها بعض الراكبات، يؤكد أن "الراكبة هي التي تحدد ما إذا ستتعرض لمضايقات أم لا؛ بإمكانها إسكات السائق أو أن تنزل من السيارة إذا تعرضت لأي مضايقات، إضافة إلى إمكانية تقديم شكوى لدى الجهات المسؤولة".
 
السائق رامي محمد الذي يؤكد أن "الفكرة فاشلة"، يبين أن التاكسي يجد اليوم صعوبة في العثور على راكب، "فكيف إذا كان هناك تخصيص في اختيار الركاب!". لكنّ تحفظاته تتعدّى ذلك، فهو يرى أنّ "الإناث عادة لا يتقنّ السواقة، بل هنّ سبب معظم الحوادث".الغد
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.