• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

التطرّف.....!!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2014-10-23
2583
التطرّف.....!!

بقلم المحامي عبد الوهاب المجالي

 يشكل تكوين فكري وإتجاه عقلي وحالة نفسية ترتضيها وتقبل بها فئة عند إنسداد الأفق تلك الظاهرة لا تخص مجتمع بعينه ولا ترتبط بدين او عرق او لون او فئة لكن لماذا تنتشر تلك الظاهرة بالمجتمعات العربية والإسلامية دون غيرها على نحو آعم وآشمل فلها آسباب؟؟!!

قبل الحديث عن التطرف لا بد من الوقوف على الآسباب التي تؤدي إليه وآهمها..

إنسداد الأفق وعدم الشعور بالآمان الظلم والشعور باليأس والإحباط مصادرة الحقوق إنتفاء العدالة التمييز القهر الأستعباد إنتشار الفقر والبطالة الجهل وشيوع الفساد...الخ..

هناك عوامل خارجية كالإحتلال والتعدي على المعتقدات وتدنيس المقدسات والعنصرية والنظرة الدونية وما شابهها مثل تلك الممارسات تثير السخط وتدفع الى الغضب..

في حال توفر مثل تلك الظروف مع عجز او صمت او سكوت النظام الرسمي عن تلك الآفعال او مساندتها او التماهي معها تدفع الى نشوء جماعات تحت أطر متعددة كتبني فكراً قومياً عرقياً او دينياً لدفع الناس للمشاركة في التصدي لمثل تلك الممارسات..

لو نظرنا الى المجتمعات العربية وبحثنا عن مدى توافر مثل تلك الظروف والآسباب نجد ان آغلبها إن لم تكن جميعها موجودة وهناك حالة من عدم الإنسجام ومحاولات لوخز الشعور القومي والمعتقد الديني فالبرغم من الحديث الرسمي عن الوحدة والدين إلا ان الآنظمة تتقوقع ومصابة بالتوحد إلا من بعض تحالفات آنية هشة..

نعم الشعوب العربية والإسلامية تشعر بالظلم تعيش حالة من الإضهاد وعن عمد ألصق التطرف بالدين الإسلامي العدو الثاني بعد الشيوعية للعالم الرأسمالي ولهذا جذور تاريخية عميقة ومبرر للتدخل في الدول العربية الضعيفة وآعطى حجة للآنظمة للتمادي في قمع الشعوب والتعامل معها خارج منظومة القيم الإنسانية..

لا يمكن لآي قوى او نظام القضاء على تلك الظاهرة او الحد منها إلا بمعالجة آسبابها والظروف التي نشأت بها ولا يمكن للعمليات العسكرية او الحلول الآمنية مع بقاء الحالة ان نصل الى نتيجة لا بل على العكس من ذلك تتنامى الكراهية والعنف يقابله العنف وتزداد الشعوب تطرفاً..

ما يجري على مساحة الوطن العربي كارثة وكل الآسباب التي تدفع للتطرف متوفرة بإمتياز تغذى بطريقة او أخرى منذ مدة ليست بالقصيرة نحو التمحور الطائفي والعرقي والجهوي والمناطقي وعدم الإندماج والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع الواحد ناهيك عن التدخلات الخارجية التي تنهش جسد الوطن العربي والعجز عن ردع الإحتلال الصهيوني وإستجداء الحلول ممن كانوا السبب في وجوده..

الآن يجري تجييش الشعوب في إتجاهيين متناقضيين الآول طائفي شيعي سني وسني سني متطرف ومعتدل مسيحي مسلم عرقي عربي كردي وآمازيغي وغيرهم ولو على نحو آقل مما اوجد حالة من الفوضى غير المسبوقة فمعظم شعوب الدول العربية تظم تلك المكونات ولا يمكن الفرز بينها بتلك الصورة والإستمرار في ذلك يعني حروب آهلية طاحنة لا تبقي ولا تذر..

الحل يكون بالإبتعاد عن التجييش الطائفي والحديث عن آهلّة شيعية وتمحور سني ووضع برامج وسياسات تهدىء من الشعور بالإحتقان لتحصين الجبهة الداخلية الإصلاح والمصالحة بين الآنظمة والشعوب على أسس بينة وواضحة الهدف منها لا يكون تجاوز مرحلة او ظرف إشاعة العدل والمساواة بين آبناء الشعب الواحد ليتحقق الآمن والسلم للجميع..

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.