ديموقراطية من طراز رفيع..!!

بقلم المحامي عبد الوهاب المجالي

 إلتقطت الآروقة السياسية حديث الملك عبدالله عن "مسيحيّ الشرق" على ان في الأفق شيء وان الحديث لم ياتي من فراغ وينطوي على قرار يشكل سابقة في تاريخ المملكة وتداول الحديث على هذا النحو مقصود خاصة بعد ان قدم رجائي المعشر إستقالته من إدارة البنك الآهلي وقوله  انه "قرر إدخار جهده ووقته في المرحلة المقبلة للخدمة العامة"..

ما يُعزز مثل تلك الإحتمالات ان التغيير بات وشيكاً في حكم المؤكد إذ ان حكومة د. عبدالله  النسور إستنزفت كل ما لديها من الآرصدة على كافة الصعد الداخلية والخارجية ولم يبقى لها  ما تقدمة فعلى الصعيد الداخلي ليس لها أي رصيد شعبي للسياسة التي إنتهجتها المتمثل برفع  الآسعار..

تكليف رجائي المعشر شغل منصب رفيع رئاسة الحكومة او الديوان إن تم يشكل تجاوز لعرّف سائد منذ تأسيس المملكة حيث لم يتولى رئاسة الموقعين غير مسلم على الرغم انه من  الناحية العملية لن يشكل إضافة نوعية بل هو تكريس لنهج لم يأتي على المملكة إلا بمزيد  من الآزمات ولا يرى فيه أي جديد..

بعض المراقبين لا يرى انه فيما لو تم مثل هذا الآمر اكثر من توجيه رسالة للخارج خاصة  الغرب على ان الاردن مختلف تماماً عن محيطه وهذا لا يعني المواطن الأردني بشيء ولن يترك آثر على معاناته اليومية فالرجل لا يمتلك عصا موسى ولن ينثر الرمال ذهباً..

مثل هكذا قرار فيه مغامرة في وقت مأزووم لا يحتمل خاصة بعد إنخراط الآردن في الحرب على  داعش فتعيين المعشر سيفتح باب كان مغلقاً من النقد ويشكل إستفزاز لمشاعر البعض فرجائي ليس رئيس حكومة بريطانيا او فرنسا لينتقد تلك الجماعات على اساس الدين ويسبب له بعض  الحرج بالرغم ان الغالبية العظمى من الأردنيين تقف في وجهة الحركات الأصولية المتشددة..

الشارع الاردني لا يرى في الآمر آي جديد إنما هو تكريس لنهج سابق والعملية لاتعني اكثر من توزيع آداور فرجائي كغيره من الوجوه التقليدية ومن الآسماء التي ملّ الناس سماعها شارك في عدة حكومات ومسؤول كغيره عمّا وصلت إليه الآمور خاصة حسب ما كان يعلن انه ي تولى  إدارة الملف الإقتصادي..

عودة الرجل للواجهة وهو الذي إستقال من حكومة سمير الرفاعي إحتجاجاً على السياسة العامة للدولة يشكل نكوص وتراجع وعدم صدقية الآسباب التي دفعته الى الإستقالة فالآوضاع على حالها  والمبادىء والسياسة العامة للدولة هي هي..

قريباً ستتضح الأمور فيما إذا كان هناك رابط فيما بين ما آسلفنا او كما يقول المثل السوري  "بكرة بذوب الثلج ووبان المرج" من الهرج..