وفيما يلي بعض الصور الخاصة بالرحلة الترفيهية، تظهر طلبة مدارس أردنيين وآخرين إسرائيليين يسبحون في المياه ويحملون الأعلام الأردنية والإسرائيلية جنباً إلى جنب، أما الطلاب الأردنيون الذين عادوا من رحلتهم فقد وثقوا في هواتفهم الخلوية صوراً وتسجيلات (فيديو) التقطت في ملاهٍ ليلية، وأخرى في مسابح مختلطة.
وبحسب المعلومات فقد قرر وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات، تشكيل لجنة من مديري التربية والتعليم للتحقق من صحة ودقة المعلومات التي نشرت، حول الرحلات الترفيهية التطبيعية لطلبة مدارسها خارج البلاد.
العضو الناشط في لجنة مقاومة التطبيع هشام بستاني، تحدث عمّا تشهده الساحة الأردنية من حملات تطبيع ثقافي تبدو ممنهجة بالقول: "الشعب الأردني يدين كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، خاصة التطبيع الثقافي والأكاديمي الذي يعتبر الشكل الأخطر من التطبيع؛ لأنه يصادر العقول والأفئدة، ويخترق النخاع الشوكي لقيم ومفاهيم المجتمع".
بستاني تحدث عن محاولات تقوم بها جمعية مناهضة الصهيونية، لكشف أسماء أساتذة الجامعات والأطباء الذين قاموا بزيارة إسرائيل مؤخراً، ليستحقوا مكانتهم اللائقة على لائحة العار؛ لائحة المطبعين مع العدو الصهيوني، على حد قوله.
وحول الموقف الأردني من التطبيع مع إسرائيل، أكد الناشط السياسي محمد البشير، أن الحراك الشعبي أجبر التبادل التجاري مع إسرائيل على التراجع، شأنه شأن العدوانات الإسرائيلية على لبنان وغزة.
وبين أيضاً أن هناك استهدافاً للمواطن العربي والأردني بوجه خاص، ناهيك عن إخفاق القوى السياسية في التصدي للهجمة الخارجية، وأفرز ذلك فك الارتباط بين الوطن والمواطن، ولم يعد الوطن موجوداً في داخلنا، ما أدى إلى تصاعد درجات التطبيع.
مناهج التعليم تطبيعية
كما أثار التغيير في المناهج التربوية للصف الرابع الابتدائي في الأردن، اعتراضاً شعبياً واسعاً، وهجمة إعلامية محلية على السياسات التعليمية الأردنية، اتهمت بأنها تتعرض لإملاءات خارجية، وذلك بعدما قامت وزارة التربية والتعليم الأردنية بتوزيع منهاج على طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية، يظهر كلمة إسرائيل فوق خريطة فلسطين.
ويظهر في كتاب التربية المهنية الذي يفترض أنه يتعلق بالتوعية الصحية، رسمٌ لقاعة صف مدرسي يشير فيه الأستاذ من بعيد إلى خريطة يتوسطها الأردن وحوله إسرائيل من الغرب، والسعودية والعراق من الشرق، وسوريا ولبنان من الشمال، وتقع الضفة الغربية بين إسرائيل في الغرب وبعض المدن الأردنية مثل إربد والزرقاء وعمان في الشرق، من دون أن يرد ذكر الأردن على الخريطة المذكورة، فالشطب هنا يلحق الأردن وفلسطين.
لجان مقاومة التطبيع
بدورها أبدت إسرائيل قلقها من تنامي دور لجان مقاومة التطبيع في الأردن، التي تمكنت مؤخراً من إحباط أكثر من نشاط تطبيعي معها، خصوصاً في المجالات الاقتصادية.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أبدت حكومة بنيامين نتنياهو قلقها من انهيار علاقاتها مع الأردن بعد رفض شركة تأمين أردنية الاستمرار في تأمين سيارات السفارة الإسرائيلية في عمان، وبعد أن انخفضت الصادرات الزراعية الإسرائيلية الى الأردن بنسبة 25 بالمئة، والسبب يعود لازدياد تأثير عناصر مكافحة التطبيع مع إسرائيل في الأردن.
وبحسب مصادر إعلامية إسرائيلية نشرت مؤخراً، فقد أكدت أن العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإسرائيلية الأردنية تقع تحت التهديد؛ بسبب الضغوط المتزايدة من جهات مقاومة التطبيع.
ومؤخراً راجع مسؤولون إسرائيليون السلطات الأردنية المختصة حول العلاقات الأردنية-الإسرائيلية، وضرورة تشجيع الأردن لقيام أنشطة اقتصادية وثقافية وتجارية مشتركة مع إسرائيل وفق معاهدة السلام، إلا أن المسؤولين الأردنيين لم يجيبوا.
وفي موضوع متصل، كشفت صحف إسرائيلية أن أطباء أردنيين وإسرائيليين، شاركوا في مؤتمر دولي نظمته جمعية "أوبريشين" المعنية بمساعدة الأطفال الذين يعانون من انشقاق الشفة والحنك، وأضافت أن مشاركة إسرائيل في المؤتمر المذكور اقتصرت على طبيبين، في حين لم تذكر عدد الأطباء الأردنيين المشاركين فيه، وبحسب الطبيب الإسرائيلي عمري أومودي، فقد اعتبر أن المؤتمر "تخلله الود وروح الدعابة بين المشاركين".
الغريب في الأمر، بحسب متابعين تحدثوا أن أعضاء الفريق الطبي الأردني زاروا في أثناء حضورهم المؤتمر، الموقع التعبيري لما يعرف "بمحرقة اليهود"!
سمير محمد قدورة16-03-2015