إعلان نتائج التوجيهي إلكترونيا ينهي أسبوعا من الاعتصامات

 يأتي ذلك في وقت لم تشهد مديرية إدارة الامتحانات حضورا احتجاجيا للطلبة وذويهم بعد أسبوع حافل من الاعتصامات.

 

ورغم إعلان وزارة التربية والتعليم في وقت سابق صحة جميع النتائج الورقية الموزعة على المديريات والمدارس، وكشوفات العلامات للطلبة النظاميين، إلا أن العديد من احتجاجات وشكاوى طلبة وذويهم توالت اعتراضا على ما اعتبروه "أخطاء في نتائج التوجيهي".

 

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في وزارة التربية والتعليم، بحضور وزراء التربية والتعليم الدكتور إبراهيم بدران، والدولة لشؤون الاتصال والإعلام الدكتور نبيل الشريف، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس مروان جمعة، أعلن بدران توفر النتائج على شبكة الوزارة الإلكترونية، وذلك بعد "تدقيق كافة نتائج الطلبة ومطابقتها، والتأكد من صحتها بعد فحص الملفات الفنية".

 

ولخص بدران طبيعة الخلل في إعلان النتائج الإلكترونية بأنه وقع "اثناء عملية تصدير البيانات من المركز الرئيس إلى شبكة الإنترنت"، مرجعا ذلك "لوجود ثغرات فنية برمجية بسبب تعليمات التوجيهي الجديدة التي قضت بجمع علامات المسارين وهو ما لم تتعامل معه البرمجية السابقة".

 

وأوضح بدران أن الوزارة صممت برمجيات جديدة بالتعاون مع الجهات المعنية بغية تدارك الأمر.

 

وتلا بدران خلال المؤتمر الصحافي بيانا قال فيه إن "الوزارة اعتذرت إثر ظهور خلل في البيانات الإلكترونية عن هذا الخلل والغاء البيانات الإلكترونية التي وقع فيها الخلل يوم 6/2/2010 دون سواها".

 

وأكد أنه "تم توزيع نتائج الامتحانات وعلامات الطلبة بموجب وثائق ورقية مأخوذة من النظام الأساسي السليم 100%، حيث تم توزيعها على المدارس ومديريات التربية والتعليم منذ يوم الأحد 7/2/2010 واطلع عليها أصحاب العلاقة".

 

وشدد بدران على أنه "لم يكن هناك أي حالة تحتاج إلى مراجعة أو تصحيح إطلاقا، رغم أعداد الطلبة الكثيرة الذين راجعوا الوزارة للتأكد من علاماتهم".

 

وأكد قيام الوزارة بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي ومكتب القبول والتنسيق الموحد لتأجيل موعد قبول الطلبات للجامعة لتكون أيام الثلاثاء والاربعاء والخميس المقبلة، على أن تستمر الوزارة في إعداد كشوفات العلامات وتدقيقها وتوثيقها باللغتين العربية والإنجليزية.

 

كما أكد بدران أن الوزارة ستقوم اليوم بتوزيع كشوف علامات طلبة الدراسة الخاصة على مديريات التربية والتعليم، ليتقدموا الى الجامعات ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل.

 

وأضاف بدران أنه تبين بعد فحص النتائج الإلكترونية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا أن الخلل "نشأ أثناء عملية تصدير البيانات من المصدر الرئيس الى شبكة الإنترنت ونسخ الأقراص المدمجة بسبب ثغرات فنية في البرمجيات المستخدمة في قسم الامتحانات".

 

وحول تلافي الأخطاء التي رافقت اللحظات الأولى من إعلان النتائج السبت الماضي، أكد بدران في البيان بأنه تم وضع برمجية جديدة تم فيها تلافي الخطأ وسد الثغرات التي نشأت عن جمع علامات المستويات وهي السنة الأولى التي يتم فيها ذلك.

 

ومن ثم استصدار البيانات الإلكترونية من المصدر الرئيس وفق البرمجية الجديدة، مؤكدا بأنه ولدى مقارنة النتائج كانت كلها مطابقة.

 

وتأكيداً على صحة البرمجية والبيانات الناشئة عنها عند التصدير، تم فحص النتائج الإلكترونية جميعها من دون استثناء ومقارنتها بالوثائق الورقية، وفق بدران، الذي قال إنها كانت مطابقة، إضافة الى عدد من الاختبارات الفنية التي تم إجراؤها في هذا الاتجاه.

 

وبناء على ذلك "فقد تم إطلاق البيانات الإلكترونية على موقع الإنترنت منذ صباح اليوم (أمس)"، بحسب بدران.

 

وفي الوقت الذي جدد وزير التربية والتعليم اعتذاره للطلبة والطالبات وأولياء أمورهم عن الإرباك الذي وقع، أكد بدران وبشكل قطعي على أن "نظام الامتحانات في الأردن وامتحان الثانوية العامة بشكل خاص يتمتع بأقصى درجات الدقة وأعلى مراتب المصداقية بسبب التدقيق والتمحيص والمراقبة والتوثيق إضافة الى الخبرة المهنية العالية".

 

وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعلنت فيه النتائج الإلكترونية لامتحان التوجيهي أمس قدم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس مروان جمعة تقريرا فنيا حول النتائج للدورة الشتوية الحالية وآلية تدقيق البيانات تم إعداده من قبل وزارتي التربية وتكنولوجيا المعلومات والمجموعة المتكاملة للتكنولوجيا.

 

وأوضح أن الأخطاء الإلكترونية للنتائج وقعت في مفصلين تمثل الأول في عدم جمع المستويات في مادة واحدة ما نتج عن ذلك إزاحة لبعض المباحث التي تقدم اليها الطلاب، حيث أصبحت تظهر بعض المباحث لطلاب لم يتقدموا اليها أساسا وطلاب آخرين نقصت مباحثهم التي تقدموا اليها.

 

أما خطأ المفصل الثاني فوقع فيه مدخل البيانات في مرحلتين من أصل 9 مراحل تمر بها عملية تصحيح مباحث الثانوية العامة وإعلان النتائج.

 

وحصر جمعة الأخطاء في مرحلة برمجيات تصدير البيانات على أقراص مدمجة (المرحلة الثامنة)، ومرحلة نشر النتائج على المواقع المختلفة (المرحلة التاسعة).

 

 وأعاد التأكيد على أن الخطأ وقع في جزئية تتعلق بالتعليمات الجديدة لشهادة التوجيهي التي قضت بجمع علامات المستويين التي يتقدم اليها الطلبة، مؤكدا أنه لأول مرة يتم اعتماد نظام تجميع المستويات في هذا الفصل، ما سبب إرباكا لدى الطلبة عند قراءة النتائج الإلكترونية لعدم إدراكهم للفرق بين النظامين.

 

وأشار إلى أن المشاكل تعددت بهذه الجزئية، و"منها ظهور مشكلة النهايات العظمى، حيث ظهرت نتيجة المستويين للمبحث مجمعة لتظهر بشكل أكبر من النهاية العظمى لأحد المستويين".

 

وأكد وزير الاتصالات أن تغيرات في تعليمات التوجيهي هي التي سببت الإرباك وبالتالي نتج عنها أن تكون العلامة سليمة في الوقت الذي كان وصف العلامة غير سليم، وهو ما تبين عند مقارنة النتائج ومطابقتها مع النظام الرئيس للوزارة.

 

وأفاد أن 750 ألف طالب وطالبة زاروا موقع "ELARNING" مع الساعات الأولى لتحميل النتائج الإلكترونية أمس، مشيرا إلى أن هذا العدد من الطلبة لم يشكل عبئا على تصفح الموقع، حيث إن هذا العدد لم يستخدم سوى 7% من قدرة الموقع وإمكاناته الفنية.

 

 من جهته، بين المدير التنفيذي لمجموعة شركة المتكاملة للتكنولوجيا وليد تحبسم أن عملية تدقيق البيانات الإلكترونية للنتائج تمت وفق آلية شكلت من لجان تدقيق في وزارة التربية والتعليم والشركة، فيما ضمت لجنة الإشراف على التدقيق 12 عضوا، خمسة منهم من وزارة التربية و7 من الشركة، إضافة إلى مجموعات أخرى شاركت في التدقيق من نفس الجهتين.

 

وأوضح أن 13 مجموعة باشرت أعمال التدقيق يوم الأحد الماضي، لترتفع إلى 33 مجموعة يوم الاثنين، ثم إلى 43 يوم الثلاثاء، لتنهي أعمالها يوم الأربعاء 6 مجموعات فقط، لتكون كافة النتائج الإلكترونية جاهزة يوم الخميس الماضي وهو الموعد الذي حددته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

 

وقال إن عمليات التدقيق اشتملت على مقارنة العلامات من السجلات المأخوذة من الموقع المركزي والذي يحتوي على النسخة الصحيحة والنهائية غير المنشورة بالبيانات الإلكترونية بعد تصحيح الأخطاء البرمجية وتصديرها للمرة الثانية، حيث بينت هذه المرحلة ظهور 424 طالبا وطالبة كحالات استثنائية طبقت عليهم التعليمات بشكل خاطئ.

 

فيما قام باقي فريق التدقيق بالتأكد من صحة مقارنة العلامات الأصلية مع البيانات الإلكترونية بالإضافة الى عمليات تدقيق عينات عشوائية من قبل جميع اللجان ثم تم تدقيق البيانات بشكل آلي عن طريق برامج خاصة طورت لهذه الغاية، وفق تحبسم.

 

وأضاف أنه تم إعادة تدقيق حالات الطلاب الـ 424 والتأكد من صحتها، لضمان أن تكون العملية بكافة مراحلها صحيحة وضمن التسلسل العام لآلية تصحيح وإعلان نتائج التوجيهي، التي كانت صحيحة ورقيا، بينما اعترى إعلانها إلكترونيا أخطاء فنية.الغد