• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

فضيحة من العيار الثقيل

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-05-03
1690
فضيحة من العيار الثقيل

الكاتب .. سلامة الدرعاوي

 ها هي قضية أسهم الضمان في بنك الاسكان قاربت على الانتهاء بعد أكثر من عام على التحكيم، شغلت الرأي العام الأردني خلاله، وبدأت خيوط اللعبة تتضح للعالم خاصة بعد أن بدأ الانتربول الدولي بملاحقة عدد من المتورطين في القضية من الطرف الآخر بتهم فساد كبرى، وأحكام صدرت بحقهم في عدد من الدول الخليجية.
الى حين صدور الحكم من هيئة التحكيم السويسرية لا بد من الاعتراف بأن هذه العصابة التي زعمت شرائها لأسهم الضمان في بنك الاسكان لم تسقط على الاردن بـ’البراشوت’ بين ليلة وضحاها، بل على العكس فلقد تلقفتهم أيادي كبار المسؤولين في المملكة واحتضنوهم ورافقوهم ليل نهار، ورتبوا لهم المواعيد مع عدد كبير من المسؤولين، لا بل إنهم التقوا بمرجعيات مهمة في الدولة وعلى أعلى مستوى.
هذه العصابة التي ادعت بأنها أبرمت صفقة الشراء مع الضمان سرا، كان لها في العام 2010 صولات وجولات بأروقة الحكومة في ذلك الوقت، وأجرت اتصالات مباشرة مع رئيس وزراء أسبق، وهو الذي سهل لهم العديد من اللقاءات، لا بل إنه طلب من أحد وزرائه ترتيب لقاءات لهم مع صندوق الضمان لبحث كيفية بيع أسهم الضمان في بنك الاسكان لهم في صفقة كانت تقدر حينها باكثر من 600 مليون دولار.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن هذه العصابة التقت مجموعة من الاعلاميين في صيف عام 2010، وكنت شخصيا أحد الذين التقوه بشكل منفرد في فندق "الفور سيزن"، وتحدثوا لي حينها عن لقاءاتهم مع عدد كبار من المسؤولين ولقائهم مع مرجعية عليا مهمة، وأنهم يرغبون باستثمار حزمة كبيرة من المشاريع في المملكة بقيمة ملياري دولار في المرحلة الأولى، منها إقامة مركز لصناعة طائرات هيلكوبتر ، لكن باكورة استثماراتهم ستكون شراء أسهم الضمان في بنك الاسكان بالدرجة الاولى حسب قولهم.
المعلومات حينها كانت تدور على دورهم كوسيط في هذه الصفقة في حال اتمامها ليبيعوا الاسهم بعد ذلك الى احد الشركاء الخليجيين الرئيسيين في بنك الاسكان مقابل عمولة تقدر بحوالي 50 مليون دولار.
لم تنجح محاولتهم في ذلك العام، وعادت تلك العصابة بعد عام وبنفس الروح، والتقت المسؤولين من مختلف القطاعات، واجتمعت بعدد كبير منهم، وأخذوا حينها يبثون الشائعات بأن صفقتهم الكبرى في بنك السكان قاربت على الانتهاء.
العصابة تتكون من أسماء رنانة؛ بعضهم من أبناء الوزراء في دولة خليجية شقيقة، وبعضهم اسم عائلته مشابه لاسم العائلة الحاكمة لإحدى الدول الخليجية، ووظفوا هذه العوامل ليقدموا أنفسهم في الاردن على أنهم من كبار رجال الاعمال والمستثمرين، تحت اسم شركة استثمارية تدعى "اتزان للاستثمارات "، وأحد كبار العاملين فيها هو عضو في مجلس إدارة احدى الشركات الاستثمارية التي كان لها استثمارات مثيرة للجدل في المملكة، وإدارتها مرتبطة بشخصية ذات عيار ثقيل في المملكة.
مسؤول رفيع المستوى في العام 2010 وبعد أن أجرى تحقيقا على شركة "اتزان للاستثمارت"، والتي تقدمت بعرض لشراء أسهم الضمان الاجتماعي في بنك الاسكان، اكتشف انها لم تكن سوى مسجلة على الاوراق فقط في دولتها الام، وأنها غير عاملة على الاطلاق، ولا تملك موقعا ولا سجلا ممارسا لأعمالها، وقام بتحذير المسؤولين من ذلك، إلا أن تحذيراته وضعت على الرف، واستمرت العصابة بلقاء المسؤولين في الحكومة حينها.
هذه بعض أسرار الصفقة المزعومة، والشيء الملفت للانتباه، والذي يجب ان نتعلم منه الدروس أنه ليس كل شخص يأتي للبلد "لابس بشت" يعد مستثمرا، ولا كل شخص أراد لقاء المرجعيات العليا تفتح له الابواب، فيجب التحقق قدر الامكان من حقيقة هوية وعمل هؤلاء.

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.