• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

ليت المنايا من تجي يا سلامه

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2015-08-30
4259
ليت المنايا من تجي يا سلامه

 عبدالهادي راجي المجالي


يذكرك سلامه حماد , بالأغنية المشهورة لعبده موسى :- (ليت المنايا من تجي ياسلامه اتحوم على الأنذال دار بدار) ...وهذه الأغنية ذاع صيتها في السبعينيات من القرن الماضي , وفسرت بأكثر من وجه ...زمان الأغاني لم تكن للطرب كانت تحمل رسالة سياسية أكثر منها طربية .
حسنا ..ما دام أن الحديث عن سلامه حماد , دعوني اسأل السؤال التالي ..وهو سؤال لايرتبط بشخصنة المقال , بمعنى أنني هنا لا أريد التحدث مثنيا أو منتقدا سلامه ...ولكني أتحدث عن الظاهرة والشخص , من ينتج الاخر ومن يقصي الاخر ..الظاهرة هي معان , والشخص هو سلامه ,وقد إستمرت ظاهرة عدم الإستقرار الأمني هناك أعواما كثيرة ...حين جاء سلامه تم حلها في أقل من شهرين ..وشاهدنا رجال الأمن مع المواطنين يؤدون الصلاة ,ثم عادت شرطة السير لتنظيم حركة المرور في المدينة , ووجهاء زاروا المدينة أيضا...وفي النهاية , إستقر كل شيء ..ومن أعلن عن ذلك هم (المعانية ) ...
سؤالي المحدد ..لماذا ظاهرة معان أقصت مسؤولين كبار, وكانت في لحظة مستعصية ..ثم تم حلها في أقل من شهرين , على يد سلامه ....هل القصة مرتبطة بعبقرية الوزير , أم ببساطة الظاهرة ...
سأجيب عن السؤال , من صفات الفرس الأصيلة أنها ( تجفل من الزول) والمقصود أن خيالها يستفزها , وتصبح في عرف الفرسان (لعابه) بمعنى كثيرة الحركة ..الفارس , يعرف كيف يتعامل مع الخيل حين ( تجفل) ...وأخطر شيء تفعله هو شد لجامها , هذا بالطبع سيدفعها ..لأن (تحرن) ..ولأن تتمرد على الميدان ..بالمقابل الملم بالخيل ..يعرف أنه من طبع المهرة الحرة ..الحركة , وعدم الثبات لهذا فهو يرخي ..لجامها ويتركها , تتأهب ...هو يوحد بين نبضه ونبضها ..لكنه في النهاية يعرف , كيف يهدأ من غضبها ...
معان هي مدينة , في تضاريسها وطبع أهلها تشبه المهرة الحرة الأصيلة , والأردني هو الوحيد الذي يطعم الخيل ( سكر فضي) ويدللها ..ومعروف عن المجتمعات الأردنية ...أن الخيل كانت عند الفارس لها معزة مثل معزة الولد . في لحظة , علينا أن ندرك أن المعرفة بصفات الخيل وبأطباع الناس أهم من المعرفة بالقانون , فالخيل حين تطوع الميدان ..لا تعرف قانون الجاذبية ..ولا تؤمن بالريح كمصد لحركتها ...هي فقط تخترق المدى , وعلى الفارس فقط أن يعطيها الغرام ...
المعادلة بسيطة , معان مدينة تشبه الفرس الأصيلة ...وسلامه رجل بدوي يعرف بالخيل ويعشقها ...لهذا تم حل الأزمة .
أحيانا نحتاج في المنصب لأناس ...يقرأون وجوه الناس , أكثر من قراءتهم للقوانين السارية وغير السارية , نحتاج لأناس يجيدون فنون العشق , أكثر من فنون السفر ونحتاج لأناس ..يعرفون الطبع البدوي , أكثر من الطبع الإقتصادي...وفي النهاية نحتاج لمسؤولين , يستوعبون الظاهرة ...حتى لا تقصيهم .
شكرا سلامه . -

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.