- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
إشارات «تقارب» بين أردوغان والقصر الملكي بعد تحولات في ملف تنظيم «الدولة»
بسام بدارين
ترتقي مناسيب التواصل في العلاقة الأردنية التركية ببطء، لكن بخطوات محسوبة وعميقة في الآونة الأخيرة في الوقت الذي تحتفظ فيه عمان بمخاوفها من المباغتة التركية المعتادة في المواقف الميدانية، كما تخشى فيه أنقرة بالمقابل من ضعف التجاوب الأردني مع مصالحها الأساسية في المنطقة.
مؤخرا خصصت دائرة الأقارب التابعة للحكومة التركية ما يقترب من 70 منحة للدراسة الجامعية للأردنيين وتحرص السفارة الأردنية النشطة في أنقرة على التواجد في كل المناسبات الأساسية مع متابعة ما يحتمله الموقف من تنسيق على مستوى المشهد السوري، خصوصا في مجال التعاون في ملف اللاجئين السوريين.
خلافا لذلك قدمت منظمة رسمية تركية للإنماء والمساعدة برنامجا لصيانة وترميم بعض الآثار الدينية والأوقاف والمساجد في الأردن، بدعم مباشر سياسيا من رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو.
ورغم وجود خلافات خلف الستارة حول بوصلة هذا البرنامج إلا ان السفارة التركية في عمان أبلغت «القدس العربي» بأن المواقع التي تعهدت تركيا بصيانتها وخدمتها من المواقع الإسلامية والتراثية تم اختيارها بالتنسيق مع وزير الأوقاف الأردني الدكتور هايل داوود. خلافا لذلك من المتوقع ان يعاد قريبا افتتاح خط النقل الجوي القديم بين أنقرة وعمان بعد سنوات طويلة من الغياب لصالح خط إسطنبول التي يزورها آلاف الأردنيين بصفة يومية.
وفي الوقت الذي تدير فيه الحكومة الأردنية بوصلتها بتحفظ مع الجانب التركي تجتهد أنقرة في تنويع اتصالاتها بالأطراف الأردنية، لكي تصل لعلاقات فيها جزء من الإطار الاستراتيجي بالحد الأدنى، وفقا لمسؤول تركي دبلوماسي.
وجود وزير ومستشار ملكي سابق، ومن وزن ثقيل هو أمجد العضايلة، في موقع السفير الأردني في تركيا هو بحد ذاته رسالة «ود» من الجانب الأردني تظهر الحرص على علاقات «مستقرة» أكثر مستقبلا وإن كانت الحسابات المتعلقة بالعراق وسوريا ليست في سياق التفاهم الكلي.
في القياس التركي تخشى عمان تطوير علاقاتها السياسية بأنقرة بسبب ملف «الإخوان المسلمين» وعلى الأخص بسبب العلاقات القوية للأردن بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتحفظات الحليف والصديق الإماراتي على مواقف تركيا أردوغان.
وفي القياس نفسه يمكن دوما وضع الخلافات السياسية الأساسية على الرف بغرض حسن النوايا لإطلاق علاقات أفضل، خصوصا في القضايا والملفات الإقليمية أو التي تختص بالشؤون الإسلامية، حيث تقول انقرة انها تقدر الدور الأردني الأساسي في محيط العراق وفلسطين وسوريا وفي المنطقة، وتحاول المساعدة قدر الإمكان في بعض الجوانب التجارية والاقتصادية.
مؤخرا شهدت العلاقات الثنائية قفزة في هذا السياق، فقد كان الرئيس رجب طيب أردوغان من أوائل الزعماء في العالم الإسلامي الذين تحدث معهم الملك عبدالله الثاني هاتفيا، قبيل إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لتنسيق المواقف في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى.
أنقرة، وبعد الاتصال الملكي الأردني، تقترب من دعم الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى وتستعد لمساندة الموقف الأردني والفلسطيني في الهيئات الدولية وقد تدخل بثقلها مع عمان خلال الأيام القليلة المقبلة للمساعدة في تأمين الغطاء الدولي لحماية المسجد الأقصى، وهي مسألة من شأنها – لو تمت فعلا – إعادة إنتاج العلاقات الأردنية التركية وإطلاقها في مساحات أوسع.
وفي القياس الأردني لا مجال لإطلاق اتصالات ذات بعد استراتيجي وعميق في ظل غموض الأجندة التركية وتقلبها، عندما يتعلق الأمر بالعدو الأول والأبرز للأردن وهو «تنظيم الدولة» في العراق وسوريا.
عمان، بهذا المعنى، تراقب باهتمام تحولات الموقف التركي من مسألة الصراع مع «تنظيم الدولة» في العراق وتضغط لتطويره، خصوصا ان لديها قناعة بأن أنقرة كانت في الماضي «لا تعارض» ولا تقاوم التسهيلات التي يحصل عليها «التنظيم» لكن اعتقال السلطات التركية مؤخرا لأكثر من 4000 شخص كانوا يحاولون العبور لدولة «التنظيم» المجاورة في الجنوب التركي كان «خبرا جيدا» بالنسبة للأردنيين يمكن البناء عليه.
