• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

ضغوط أمريكية فرنسية على سوريا لتحييدها عن أي حرب ضد إيران أو لبنان

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-02-23
1395
ضغوط أمريكية فرنسية على سوريا لتحييدها عن أي حرب ضد إيران أو لبنان

ذكرت تقارير صحفية أن إدارتي الرئيسين الأمريكي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي "تمارسان ضغوطا هائلة على الرئيس السوري بشار الاسد لتحييده عن الانخراط في اي حرب قد تقع في الشرق الاوسط ضد ايران او لبنان على خلفية البرنامج النووي الايراني.

 اضافت التقارير نقلا عن أوساط ديبلوماسية في كل من واشنطن وباريس، ان زيارتي المبعوث الامريكي وليم بيرنز ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فييون لدمشق في أسبوع واحد تدخلان في عملية الضغوط هذه لاقناع نظامها بمخاطر انضمامه الى الحرب المزمعة التي خرج وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس من زيارته لإسرائيل ولقائه وزير دفاعها ايهود باراك مقتنعا بأن اسرائيل مصممة على خوضها ضد ايران وربما ضد لبنان في وقت معا, وبأن المسألة باتت "متى ستشن هذه الحرب".
 
وكان الرئيس السوري صرح في وقت سابق أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تدفع المنطقة باتجاه الحرب ولا ترغب في تحقيق السلام ، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موارتينوس . وقال "كل الوقائع تشير إلى أن اسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب ، إنها غير جادة في تحقيق السلام في الشرق الاوسط".
 
ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن الاوساط قولها: ان "الاسرائيليين تمكنوا خلال الفترة القصيرة الماضية من اقناع معظم اصحاب القرار داخل ادارة اوباما من ديمقراطيين وجمهوريين بأنهم متيقنون من ان طهران ستنتج خلال اشهر معدودة ما يكفي من يورانيوم عالي التخصيب لصناعة رأس نووي او اكثر وانهم باتوا مستعدين جوا وبحرا لاطلاق حملتهم العسكرية متى وجدوا الامور مناسبة".
 
وكان المندوب السابق للولايات المتحدة في الامم المتحدة بنيويورك ، جون بولتون، قال في مقال كتبه بصحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية: "ليس هناك سبب لان ترضخ ايران فجأة لجهود الرئيس اوباما الديبلوماسية فتتوقف عن تخصيب اليورانيوم, خصوصا بعد انتخاباتها الرئاسية المخجلة (واندلاع الثورة الاصلاحية) كما لن تكون هناك مفاجأة إذا ما ضربت اسرائيل ايران قبل نهاية هذا العام".
 
في سياق متصل، اكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية في باريس رافقت فييون إلى دمشق خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، ان هذا الاخير نقل الى الاسد "تمنيات فرنسية بعدم تصعيد المواقف السورية مع اسرائيل كما حدث الاسبوع الماضي على لسان وزير الخارجية وليد المعلم الذي هدد المدن العبرية بصواريخه وبتحويل اي عمل عسكري اسرائيلي ضد لبنان او سورية الى "حرب شاملة".
 
وقال فييون: إن هذا التصعيد سيجعل الامور اسوأ بالنسبة لاستراتيجية السلام التي ينتهجها نظام دمشق ولان سورية قد تتعرض لاضرار بالغة جدا يصعب بعدها الجلوس الى طاولة المفاوضات الا بشروط اسرائيلية لان تعادل القوى مفقود بين سورية واسرائيل حتى بوجود آلاف الصواريخ السورية التي بامكانها بلوغ معظم المدن والمناطق العبرية".
 
اضافت المصادر ان فييون "ذهب ابعد من ذلك في مصارحته الاسد بأن ما اعلنه وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ردا على تهديدات المعلم بأن أي حرب على سورية "ستنتهي بسقوط نظامها وعائلة آل الاسد", قد يتحول فعلا الى هدف اسرائيلي لا رجوع عنه اذا دخلت سورية الحرب, وان دول الاتحاد الاوروبي وفي مقدمتها فرنسا وكذلك الاميركيون, لم يعودوا قادرين بعد تصرفات الايرانيين وخصوصا قادتهم التي تنم عن تحد غير مسبوق لشعوب الغرب, على العمل اكثر مما فعلوا حتى الان لمنع اسرائيل من القيام بعمل عسكري وقائي يحمي شعبها من القنابل النووية الايرانية,
 
لذلك تجد فرنسا ان سورية غير معنية بهذه التطورات وعليها ان تنأى بنفسها عن الكوارث المقبلة, ومن هنا جاء اعلان فييون في مؤتمره الصحافي النهائي مطالبا بمساعدة الاسد على تطبيق القرارات الدولية بشأن لبنان لجهة نزع سلاح "حزب الله" والفصائل الفلسطينية ما يعني وقف التدخل السوري فورا لصالح استمرار ارسال الاسلحة الى هذه الميليشيات والفصائل".
 
التحريض ضد إيران
 
في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل محاولاتها لتوسيع مروحة الداعين الى عقوبات مشددة في مجلس الأمن ضد إيران، على خلفية برنامجها النووي. ويجري في هذا الإطار، وفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية، رئيس الأركان السابق، موشيه يعالون، محادثات في بكين نهاية الأسبوع الحالي.
 
وقال الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، إن "إيران تمثّل اليوم أكبر خطر على السلم العالمي" بسبب تطويرها برنامجاً نووياً تقول إسرائيل إنه لغرض صنع سلاح نووي.
 
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن بيريز قوله، في كلمة ألقاها أمام مجلس أمناء الوكالة اليهودية في القدس المحتلة، إنه "لا يجوز لإسرائيل أن تواجه هذه المشكلة بمفردها". وتابع أن "سعي إيران لفرض هيمنتها على العالم الإسلامي يمثّل تحدياً للدول العربية".
 
وبالتوازي مع الضغط الإسرائيلي، أعلن قائد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان، الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، أنه حان الوقت للضغط على إيران لإرغامها على احترام مطالب المجتمع الدولي الذي يخشى من سعي طهران الى امتلاك السلاح الذري.
 
من جهة أخرى، رفضت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، طلباً أميركياً بنصب شبكة رادار على الأراضي التركية، في إطار نظام الدرع الصاروخية لحلف شمالي الأطلسي، الهادف إلى التصدي لما تدّعي واشنطن أنه هجمات صاروخية محتملة من إيران.
 
وقالت تقارير صحافية ومصادر دبلوماسية إن «تركيا لا تريد أن توضع في سلة واحدة مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالموقف ضد طهران".
 
وكان السيناتور اليهودي الأمريكي جو ليبرمان، شدد في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ هذا الأسبوع على أنه "إما أن نفرض عقوبات شديدة على إيران, أو سنضطر لمهاجمتها". كما أن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أشار إلى أن إيران لم تبد ما يمكن فهمه على أنه استعداد لقبول العرض الدولي بالتخصيب في الخارج، ولذلك فإن الاتفاق معها ليس وشيكاً.
 
ويتزايد الإعراب في الغرب عموماً وفي الولايات المتحدة خصوصاً عن أن إيران النووية خطر يتهدّد العالم. وكل ذلك يضع إيران وهذه الدول, في الغالب, أمام خيارين لا ثالث لهما: الاتفاق أو الصدام.
 
وكلما شعرت إسرائيل بالتردد الأوروبي والأمريكي حاولت أن تظهر أنيابها العسكرية وتتعامل على أنها على وشك توجيه الضربة لإيران. وأكثر متطرفون إسرائيليون وبينهم رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو من التأكيد بأن إسرائيل لا يمكنها الوقوف مكتوفة اليدين أمام تنامي القوة الإيرانية.
 
وذهب بعض هؤلاء, وبينهم نائب رئيس الحكومة الجنرال موشيه يعلون, إلى حد القول بأنه إذا لم تتوفر إرادة أجنبية لمنع إيران من التسلح النووي فإن إسرائيل كفيلة بإزالة هذا الخطر عن وجودها.
 
حرب كلامية
 
كانت الاسابيع الماضية شهدت حرب كلامية بين إسرائيل وسوريا ، وصلت إلى حد حديث وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك عن "حرب شاملة" في حال عدم مواصلة مفاوضات السلام مع دمشق، في أعقاب تهديد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بضرب المدن الإسرائيلية في حال اندلاع حرب مع بلاده.
 
وحذر ليبرمان الاسد من انه "سيخسر الحرب والسلطة" اذا ما شن حربا على اسرائيل. وقال: "التهديدات التي اطلقها الرئيس الاسد حيال امكان دخول سوريا في اي حرب تشن في المنطقة ومهاجمة اسرائيل كانت بمثابة تغيير لقواعد اللعبة بشكل دراماتيكي وتهديد مباشر وتجاوز للحدود ".
 
وأضاف انه " لا يمكن ان نمر مرور الكرام على ذلك لانه هدد اسرائيل مباشرة ومغزى كلامه هو انه في حالة اقدام حزب الله على مهاجمة اسرائيل وقيام اسرائيل بالرد فان سوريا ستخوض الحرب وتهاجم اسرائيل ومدنها ".
 
وتوجه ليبرمان للاسد بالقول" عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط بل ستخسر السلطة ايضا انت وعائلتك ، للأسف لم يحصل حتى اليوم تلازم بين الهزيمة العسكرية وخسارة السلطة. الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر خسر الحرب في 1967 ولكنه مع ذاك ظل في السلطة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حافظ الأسد الذي خسر الحرب في 1973 وبقي في السلطة".
 
من جانبه، وفي كلمة أمام إحدى المدارس الدينية في مستوطنة "أفرات" في الضفة الغربية، ردّ قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال آفي مزراحي، على تهديد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بنقل الحرب إلى المدن الإسرائيلية بالقول إن الجيش الإسرائيلي يمكنه أن يصل إلى دمشق.
 
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مزراحي قوله: "لقد اختار السوريون طريق الإرهاب والتسلح بالصواريخ، لكن في مقابل ذلك يمتلك الجيش الإسرائيلي ميزان ردع، وهم رأوا في لبنان عام 2006 قدراتنا، وكيف أننا دمّرنا ستة مبانٍ في الضاحية في أقلّ من دقيقة من دون أن نسبّب أضراراً في المحيط".
 
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم دعا الاسرائيليين الى "العودة الى الرشد" بالتزام متطلبات السلام و"الكف عن لعب دور الزعران" في الشرق الأوسط.
 
وقال: "لا تختبروا عزم سورية. تعلمون ان الحرب في هذا الوقت، ستنتقل الى مدنكم"، في حال وقوعها، محذرا من انه في حال دفعت اسرائيل الامور باتجاه الحرب فانها "ستكون شاملة".
 
"تعاون عسكري"
 
في سياق متصل، دعا عضو كتلة نواب حزب الله في البرلمان اللبناني، نواف الموسوي، إلى "تعزيز قدرات الجيش اللبناني من خلال إرساء تعاون عسكري وثيق مع سورية وإيران"، متحدثا عن "عشرات الآلاف من مجاهدي المقاومة ما غمضت لهم عين حتى أوصلوا المقاومة إلى مستوى لا يجرؤ الإسرائيلي معه على اتخاذ قرار سريع بالحرب".
 
واعتبر الموسوي ان "ما أعلنه الأمين العام لحزب الله ، حسن نصر الله في خطابه الاسبوع الماضي، كان افتتاح عصر جديد في الصراع مع إسرائيل والذي ما عاد يجرؤ بعده أي مسؤول إسرائيلي كبير او صغير على إطلاق التهديدات عبثا"، مؤكدا ان "ما أعلنه نصرالله هو ثمرة جهود غير معلنة على مدار الساعة من 14 اغسطس/آب 2006 إلى 16 فبراير/شباط 2010 وهو ان عشرات الآلاف من مجاهدي المقاومة ما غمضت لهم عين حتى أوصلوا المقاومة إلى مستوى لا يجرؤ الإسرائيلي معه على اتخاذ قرار سريع بالحرب أو الدخول في مغامرة انتحارية إلا إذا بلغ مرحلة الجنون وقرر الانتحار".
 
ونقل موقع "المقاومة الإسلامية في لبنان" الالكتروني عن موسوي، ان "هذه القدرات الدفاعية لم توقفها في أي لحظة من اللحظات كل أصوات الصخب السياسي والإعلامي التي كنا نسمعها في لبنان، وكل الصخب والضجيج لا يمكن ان يؤخر عملية تعزيز القدرات فما أعلن ليس ختام الجهود بل ان هذه الجهود سوف تتواصل وتتقدم، ومن لديه رأي آخر فليذهب الى طاولة الحوار لوضع إستراتيجية دفاعية للبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي، فتلك الطاولة تطرح الآراء والأفكار التي تناقش بكل جدية وعلى قاعدة الشراكة الوطنية".
 
ودعى الى "تعزيز قدرات الجيش اللبناني من خلال إرساء تعاون عسكري وثيق مع سوريا وإيران"، وقال: "اذا أردنا جيشا قويا لن نجد أحدا يعطيه قدرات من اجل الدفاع عن لبنان خارج سوريا وإيران، لا الولايات المتحدة ولا أي دولة أوروبية تعطي الجيش اللبناني ما يمكنه من الصمود أمام الجيش الإسرائيلي لكن ثمة دول حليفة وصديقة وشقيقة يمكن ان تقف بجانب لبنان. إلى متى تتأخر الخطوات الضرورية التي ينبغي ان تبدأ على طريق التعاون العسكري مع سوريا على الأقل التي تربطنا بها معاهدة اخوة وتنسيق وتعاون؟".

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.