• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

"الأمير الأخضر" يروي تفاصيل عمالته لإسرائيل ويزعم أنه حمى بيريز من الاغتيال

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-02-26
1191
"الأمير الأخضر" يروي تفاصيل عمالته لإسرائيل ويزعم أنه حمى بيريز من الاغتيال

"مصعب يروي حكايات جيدة، ولكن هناك شكوك كبيرة جدا في كل ما يتعلق بمصداقية إفادته". بهذه العبارة راح النائب الأسبق لرئيس جهاز المخابرات "الشاباك" غدعون عيزرا يشكك في تصريحات نقلتها صحيفة "هآرتس" أمس الخميس، تتصل برواية نجل القيادي البارز في حركة حماس مصعب حسن يوسف، الذي عمل لمصلحة جهاز الشاباك، وزعم أنه كشف عن الكثير من عمليات المقاومة والعمليات التفجيرية، قبل وقوعها، وأبلغ "الشاباك" عنها.

  مصعب كان بدأ في سرد روايته من مكان تواجده في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يصدر كتابه في الأيام المقبلة والذي يحمل اسم "ابن حماس"، ويروي فيه عن عمالته لجهاز "الشاباك"، حين كان في الضفة الغربية المحتلة.
 
 ولطالما شعرت حركة حماس بالحرج الشديد بسبب عمالة نجل أحد أبرز قيادييها وهو حسن يوسف ابن نابلس والأسير حاليا في سجون الاحتلال، والذي أمضى شطرا كبيرا من سنوات حياته في غياهب السجون الإسرائيلية.
 
 ورغم محاولة الأوساط الأمنية الإسرائيلية التقليل من شأن تصريحات، أو ما تسميها مزاعم "ابن حماس"، إلا أن ثمة ابتهاجا بمذكراته. فصحيفة "هآرتس" تنشر اليوم الجمعة، مقابلة واسعة مع مصعب يوسف، وسبق لها أن نشرت أمس مقاطع أخرى من إفادته، حيث يدعي فيها أنه كشف عن مخططات لاغتيال الوزير في حينه، شمعون بيريز (الرئيس الإسرائيلي) على يد الناشط في حركة حماس عبدالله البرغوثي، الذي حسب مزاعم "ابن حماس" تلقى دعما من النائب الأسير في حركة فتح مروان البرغوثي.
 
وعيزرا، الذي كان مختصا بالمعتقلين العرب، ويُروى عنه أنه كان يشارك شخصيا في التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين السابقين، وكان مختصا في تشغيل العملاء وتجنيد بعضهم، يقول إن ما يرويه مصعب بالإمكان اعتباره "أمورا جيدة أكثر مما هي حقيقة". ويتابع "لا يوجد أمر كهذا في العالم (الاستخباراتي) بأن ينفذ شخص واحد كل هذا الكم الكبير من المهمات، فقد قرأت تقرير صحيفة "هآرتس" أمس (أول من أمس الأربعاء)، وتفاجأت. وإذا كان الأمر صحيحا، فهذه علامة احترام لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي"!.
 
ويرى عيزرا، بإنه وخلافا لمحاولة مصعب الظهور وكأنه عميل متميز، فقد كان هناك الكثير مثله. مؤكدا "أنه ليس عميلا خارقا وخارجا عن المألوف، والحكاية أنه قرر أن يؤلف كتابا".
 
في نفس السياق تواصل الصحيفة الترويج لقضية مصعب يوسف الذي تصفه الصحافة العبرية باسم "الامير الاخضر"الصحافة العبرية: ، على الرغم من انّ والده الذي يقبع في سجن (كتيسعوت) قال من سجنه انّ نجله تعرض لعمليات ابتزاز من قبل المخابرات الاسرائيلية، وانّه لم يكن عضوا في حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، تواصل الترويج للتقرير الحصري الكامل الذي ستنشره في عددها الصادر اليوم الجمعة، وامس زعمت الصحيفة انّ مصعب وخلال تعاونه مع الشاباك الاسرائيلي احبط عملية لاغتيال رئيس الدولة العبرية، شمعون بيريس، عندما كان الاخير وزيرا للخارجية في العام 2001، ووفق الصحيفة فانّ مخطط العملية هو الاسير عبد الله البرغوثي، من اشهر مقاومي حماس في الضفة الغربية المحتلة.
 
وقال محلل الشؤون الفلسطينية، افي ايسخاروف في تقريره امس انّ المسؤول في الشاباك عن يوسف قد اكد للصحيفة صحة النبأ، لافتا الى انّ هذه القصة تثبت بشكل غير قابل للتأويل مدى نجاح هذا العميل في المهام التي انيطت به، مشددا على انّ المعلومات التي قدّمها للشاباك الاسرائيلي ادت الى احباط عملية الاغتيال، علاوة على ذلك منحت المخابرات الاسرائيلية معلومات ادت في نهاية المطاف الى اعتقال البرغوثي، الذي كان الرأس المدبر للعملية، على حد تعبيره.
 
وبحسب اقوال مصعب للصحيفة فانّ عبد الله البرغوثي تلقى الدعم المادي والمعنوي من مروان البرغوثي، لا توجد بين الاثنين صلة قرابة، كما انّ عضو التشريعي شجعه على القيام بتنفيذ عمليات عسكرية ضدّ اسرائيل.
 
وساقت الصحيفة العبرية قائلة انّه في صيف العام 2001 لم يكن الجيش الاسرائيلي والشاباك يعلمان شيئا عن عبد الله البرغوثي، وعمليا فانّ العمليتين الفدائيتين التي خطط لهما البرغوثي وهما: عملية (الدولفيناريوم) في الفاتح من شهر حزيران (يونيو) وعملية (سبارو) في القدس في آب (اغسطس) من العام نفسه، سببتا الاحباط في اجهزة المخابرات الاسرائيلية لعدم تمكنها من تحديد هوية المخططين لهاتين العمليتين، بالاضافة الى انّ الشاباك الاسرائيلي لم يتمكن من معرفة المهندس الذي قام بتحضير عبوات ناسفة بهذا الوزن وبهذه الكيفية، وبحسب اقوال مصعب، فانّ المعلومات الاولية التي حصلت عليها المخابرات الاسرائيلية حول هوية المهندس وصلت من وكالة المخابرات المركزية في الولايات المتحدة الامريكية CIA التي ابلغت الاجهزة الامنية في السلطة الفلسطينية بانّ المهندس عبد الله البرغوثي يقطن مع قريب عائلته، بلال البرغوثي، الذي كان هو الاخر مطلوبا لقوات الامن الاسرائيلية.
 
وبحسب الرواية، التي تنشرها الصحيفة العبرية، فانّ جهاز الامن الوقائي قام في اليوم نفسه باعتقال الاثنين، وتمّ احتجازهما في معتقل بيتونيا خوفا من قيام اسرائيل بالتعرض لهما، وبفعل الضغوط الامريكية على السلطة الفلسطينية طلبت الاخيرة من مروان البرغوثي العمل على تهدئة عبد الله واقناعه بعدم القيام بعمليات عسكرية ضدّ اسرائيل، وبسبب قربه من حركة حماس، فقد قرر عبد الله ان يشارك في الجلسة الشيخ حسن يوسف، وتابعت الصحيفة الاسرائيلية، نقلا عن مصعب، انّه قام بايصال والده الى معتقل بيتونيا حيث حاول اقناعه بعدم تنفيذ عمليات مثل الدولفيناريوم وسبارو، لانّ من شأن ذلك ان يدفع الاحتلال الاسرائيلي الى القيام باحتلال الضفة الغربية، وخلال الجلسة، وفق مصعب يوسف، كشف عبد الله البرغوثي النقاب عن انّه قام بارسال اربع عبوات ناسفة من الوزن الثقيل الى مدينة نابلس، وانّه وفق الخطة كان احد المقاومين سيركبها على سيارة مفخخة لتفجيرها بالقرب من سيارة وزير الخارجية الاسرائيلي انذاك، شمعون بيريس، كما انّه كشف عن قيامه بارسال عبوات ناسفة الى الشمال من مدينة نابلس بهدف قتل عدد من المحامين اليهود، وزاد مصعب يوسف قائلا للصحيفة الاسرائيلية انّ عبد الله البرغوثي قال لوالده ولمروان البرغوثي انّه لا يعرف الشخص الذي سيقوم بتنفيذ العملية، ولكنّه يملك رقم هاتف جوال وطلب الاتصال، ولكن والدي ومروان رفضا ان اتصل من جهازيهما، فذهبت الى مكان ما واشتريت هاتفا محمولا جديدا، وابلغت الشاباك الاسرائيلي برقمه لكي تتم مراقبته، وعدت الى معتقل بيتونيا، حيث اجرى عبد الله المكالمة التي طلب فيها عدم تنفيذ العملية، وفي ذلك اليوم قرر الشاباك الاسرائيلي زيادة وتكثيف الحراسة على الوزراء والنواب في الكنيست الاسرائيلي، وهكذا احبط مخطط اغتيال بيريس، على حد قوله.
 
 وزاد مصعب قائلا انّه بعد ان بدأت الامور تشتد في الضفة الغربية بعد اغتيال القائد رائد الكرمي، طلب مروان البرغوثي من قائد الامن الوقائي انذاك، جبريل الرجوب، اطلاق سراح البرغوثي من معتقل بيتونيا، وفعلا تمّ اطلاق سراحه، وزاد انّ عبد الله تمكن من الهرب مرارا وتكرارا من المخابرات الاسرائيلية، حتى انّه سكن في بيت اقام الجيش الاسرائيلي عليه ثكنة عسكرية، ولكن في اذار (مارس) من العام 2003 تمكن الشاباك من اعتقاله، وفي ذلك الوقت كان مصعب في السجن، لكي لا يشك احد في انّه عميل للمخابرات الاسرائيلية.
 
وقال الرجوب للصحيفة الاسرائيلية تعقيبا على اقوال مصعب يوسف انّه ينفي انّه قام باطلاق سراح البرغوثي، وانّه لم يكن معتقلا في بيتونيا.
 
من جانبهم اكد محللون فلسطينيون مستقلون أن "النفخ" الاعلامي في هذه القضية من قبل الصحافة العبرية يهدف الى التغطية على الجريمة الصهيونية باغتيال الشهيد محمود المبحوح.
  
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.