• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

رسميا .. بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2016-06-25
881
رسميا .. بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي

 اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الاوروبي موجهين ضربة قوية للبناء الذي تأسس قبل ستين عاما ما ادى الى يوم جمعة اسود في اسواق المال، وهي تطورات دفعت رئيس وزرائهم ديفيد كاميرون الى اعلان استقالته.

وبموجب النتيجة النهائية صوت 51,9% من الناخبين لصالح المغادرة في الاستفتاء التاريخي الذي نظم الخميس وبلغت نسبة المشاركة فيه 72,2%.

والضحية الاولى للاستفتاء هو كاميرون الذي اكد ان عملية الخروج من الاتحاد سيقودها رئيس وزراء اخر.

وفيما اكد الاتحاد الاوروبي تصميمه على الحفاظ على وحدة اعضائه ال27، اعتبرت المانيا ان هذا القرار يشكل 'يوما حزينا' لاوروبا.

وساد الهلع في الاسواق وسجلت بورصات لندن وباريس وفرنكفورت تراجعا كبيرا ولا سيما في اسهم المصارف قبل ان ينتقل التأثير الى بورصة وول ستريت.

وبينت النتائج انقسام المملكة المتحدة اذ صوتت لندن واسكتلندا وايرلندا الشمالية مع البقاء في حين صوت شمال انكلترا وويلز مع المغادرة.

وسرعان ما اعلن كاميرون استقالته قائلا ان 'البريطانيين اتخذوا قرارا واضحا واعتقد ان البلاد بحاجة لقائد جديد حتى يسير في هذا الاتجاه'، موضحا انه سيبقى في منصبه حتى الخريف الى حين تعيين من سيخلفه خلال مؤتمر حزب المحافظين في تشرين الاول/اكتوبر.

واضاف ان من سيخلفه هو الذي سيبدأ المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي حول عملية الخروج.

- ضربة لاوروبا - 
بريطانيا هي اول دولة تخرج من الاتحاد الاوروبي الذي دخلته العام 1973. وادى قرار خامس قوة اقتصادية في العالم الى تراجع الاسواق والجنيه الاسترليني والى اعلان 'بنك انكلترا' استعداده لضخ 250 مليار جنيه (326 مليار يورو) في الاسواق لضمان توفر السيولة.

وبالمثل اعلن الاحتياطي الفدرالي الاميركي الجمعة انه مستعد لتوفير سيولة من الدولار للبنوك المركزية الاخرى لتخفيف الضغوط عن الاسواق والتي قال انه قد يكون لها تبعات سلبية على الاقتصاد الاميركي'.

ورغم التحذير من كارثة اقتصادية تحدث عنها المعسكر المؤيد للبقاء في الاتحاد والمؤسسات الدولية، فضل البريطانيون تصديق الوعود باستعادة استقلاليتهم ازاء بروكسل ووقف الهجرة من دول الاتحاد الاوروبي والتي كانت المواضيع الرئيسية في الحملة المضادة.

ويشكل قرار البريطانيين تنكرا للاتحاد الذي يعاني من ازمة الهجرة ومن التباطؤ الاقتصادي. واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان 'تصويت البريطانيين يضع اوروبا في مواجهة اختبار خطير' مبديا اسفه 'الكبير لهذا الخيار الاليم'.

وقال انه 'لم يعد بوسع اوروبا الاستمرار كما من قبل (...) عليها في هذه الظروف ان تبدي تضامنها وقوتها' وان تركز على الاساسي اي الامن والاستثمار والانسجام المالي والاجتماعي.

واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اختيار الخروج 'ضربة موجهة الى اوروبا والى آلية توحيد اوروبا'. وقالت ان 'الشعوب لديها شكوك بشأن الاتجاه الذي اتخذته عملية التوحيد الاوروبية'.

ودعا رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي الى 'تحديث البيت الاوروبي' في حين دعا الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الى 'معاهدة جديدة' اوروبية تعزز مراقبة الحدود والى وقف عملية توسيع الاتحاد.

كما اكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل ان بريطانيا ستبقى شريكا 'قويا وملتزما' للحلف.

ودعت ميركل الى قمة مصغرة مع هولاند ورينزي يشارك فيها كذلك رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الاثنين في برلين.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ان باريس وبرلين ستعرضان على باقي دول الاتحاد الاوروبي مقترحات تجعل التكتل 'فعالا اكثر' دون الوقوع في عملية 'هروب الى الامام' بعد التصويت البريطاني.

واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن ثقته في ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيتم 'بشكل سلس'.

وقال اوباما ان كاميرون 'صديق وشريك استثنائي'.

بدورهم، رفض قادة ايرلندا وايرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا الدعوة الى تنظيم استفتاء حول توحيدهما بعد اختيار البريطانيين الخروج من الاتحاد الاوروبي.

وقال رئيس وزراء ايرلندا اندا كيني ان 'هناك امورا اكثر اهمية وتتطلب معالجة فورية' داعيا البرلمان الى جلسة طارئة الاثنين، وفق وسائل الاعلام.

ويخشى ان يحدث قرار البريطانيين حالة من العدوى في اوروبا مع تنامي الحركات الشعبوية واتفاقها على توجيه الانتقادات لبروكسل والمؤسسات الاوروبية.

ودعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن على الفور الى استفتاء في فرنسا، كما طالب النائب الهولندي عن اليمين المتطرف غيرت فيلدرز بالامر نفسه لهولندا.

واعتبر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب ان خروج بريطانيا امر 'رائع'، اثر وصوله الى اسكتلندا.

وامام شبح تفكك الاتحاد بدأ القادة الاوروبيون العمل لما بعد خروج بريطانيا.

من المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد ابتداء من السبت في برلين.

-اسكتلندا تفكر مجددا في الاستقلال-
يفترض ان تبدأ بريطانيا عملية تفاوض قد تستمر سنتين مع الاتحاد الاوروبي حول شروط الخروج، وفي هذه الاثناء تبقى ملتزمة بالاتفاقات المبرمة.

ولكن قادة المؤسسات الاوروبية حثوا لندن منذ الجمعة على البدء في اسرع وقت بهذه المفاوضات معلنين انهم مستعدون لذلك.

وفي بريطانيا تطرح استقالة كاميرون تكهنات حول خليفته بعد ان دار الحديث عن تطلع زعيم حملة الخروج المحافظ بوريس جونسون رئيس بلدية لندن السابق للمنصب، في حين يتعين اعادة توحيد الحزب والبلاد المنقسمين.

ولدى خروج جونسون من منزله استقبله حشد من نحو مئة شخص من مؤيدي البقاء بهتافات 'احمق'. وقال لاحقا للصحافيين ان الخروج من الاتحاد الاوروبي يجب ان يحدث 'بدون استعجال'.

وقال زعيم حزب 'يوكيب' المناهض لاوروبا نايجل فاراج انه بدأ 'يحلم ببريطانيا مستقلة'، مؤكدا ان النتيجة تشكل 'انتصارا للناس الحقيقيين والناس العاديين'.

ولا يهدد خيار المغادرة اقتصاد بريطانيا فحسب وانما كذلك وحدتها اذ اعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون زعيمة الحزب القومي الجمعة ان خطة تنظيم استفتاء ثان للاستقلال باتت 'على الطاولة'.

واعتبرت مدريد ان الخروج من الاتحاد الاوروبي يتيح لها استعادة جبل طارق في حين تسعى لندن الى طمأنة هذا الجيب البريطاني في جنوب اسبانيا. وصوت سكان جبل طارق باغلبية 90% من اجل البقاء في الاتحاد الاوروبي.

-ردود فعل-
عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة عن امله في ان يبقى الاتحاد الاوروبي 'شريكا قويا' للمنظمة الدولية في المسائل الانسانية والسلام والامن 'بما يشمل الهجرة'.

من جهتها، عبرت روسيا عن املها في ان يتيح خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي تحسين العلاقات بين لندن وموسكو. 

واعلنت الصين انها 'تحترم' قرار الناخبين البريطانيين معبرة عن رغبتها في اوروبا 'مزدهرة ومستقرة'.

واكد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو ان بلاده ستواصل علاقاتها مع بريطانيا والاتحاد الاوروبي اللذين وصفهما بانهما 'شريكان استراتيجيان مهمين تربطها بهما علاقات تاريخية عميقة'. 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.