• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

إذلال.. ثم رفض..مأساة تأشيرات للأكاديميين العراقيين في السفارة البريطانية!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-03-01
1444
إذلال.. ثم رفض..مأساة تأشيرات للأكاديميين العراقيين في السفارة البريطانية!

عندما احتلت امريكا وبريطانيا العراق, اعلنتا انهما بصدد تحويله الى جنة للديمقراطية والحرية والتنوير في المنطقة, ولم تكن الدولتان تملكان حقوق النشر لمثل هذه الطبعة التي رُوج لها في المحافل الدولية, لانهما بالغتا في توصيف خلايا العسل المنوي اقامة مناحلها في كل العراق, رغم انهما - كما تبين فيما بعد - لم تمتلكا تصورا واضحا لعراق ما بعد جني العسل..!

 والان, بعد ان اتضحت الصورة, عقب كل هذه السنوات المثقلة بكل انواع المآسي.. والضياع والتشتت.. اخذت الدول المشاركة في غزو العراق بالتملص من التزاماتها شيئا فشيئا بعد ان ادركت ان العراق.. اكبر من ان يُبلع واصغر من ان يُقسم.. وشعبه اعظم من ان يُداس, فانطلقت الصرخة - اياها - انج سعد فقد هلك سعيد.. لتبرر انسحاباتها المتوالية..
 
ولم يكن الجنرال مود القائد الذي غزا العراق عام 1917 احسن حالا من زميله الجنرال طوني بلير القائد الذي غزاه آخر مرة, فقال مود في معرض تبريره للاحتلال جئتكم محررا.. لا فاتحا...
 
لكن ثورة العشرين عام 1920 التي بلغ ضحاياها عشرات الالاف من الجنود البريطانيين, اثبتت انه لم يكن دقيقا في تصريحه..! وكما اثبتت الايام ان بلير الذي ادعى بانه سيعيد العراق الى ركب الحضارة والتنوير والانعتاق, انما بحقيقة الامر اعاده الى عصور ما قبل التصنيع.. مع رش ارضه باشياء من بركات غزوه تتعلق بالانحطاط.. والفساد.. المتفشيين بصورة اضطرت الامم المتحدة لان تعلن بأن العراق اصبح اكبر دولة فساد بالتاريخ..!
 
بناء العقول
 
قال جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني امام مجلس العموم البريطاني بعد قراره سحب الجيش البريطاني من العراق انه سيبقي فقط على بريطانيين يساعدون في تدريب الجيش العراقي, ويعززون الديمقراطية ويشاركون بالبناء. والسؤال المطروح ما هي المسؤولية التاريخية والادبية التي تتحملها بريطانيا ازاء احتلال حجته ادعاءات كاذبة وبدبابات سحقت الحرث والنسل, ولعل الاجابة في هذا الاطار ان تثبت بريطانيا انها ما زالت مصرة على برهنة ادعاءاتها من انها تريد عراقا يصدح بالحرية, ويبني العقول, وينبذ الدكتاتورية.. وتعيد لشعبه البسمة التي فقدها منذ ان وطئت بساطير الاحتلال ارض العراق. ولنقرب الصورة اكثر, فكيف تتعامل بريطانيا مع الشعب العراقي الان, بعد كل هذه الرحلة الشاقة التي قطعها الشعب العراقي مع البريطانيين منذ الاحتلال!
 
الالاف من الاكاديميين والطلاب والوفود الرسمية الذين تصلهم دعوات من الجامعات البريطانية للمشاركة في مؤتمرات او ورش او زيارات علمية او قبول في كلياتها, يواجهون عثرات ومشاكل لا حصر لها في سبيل الحصول على فيز لدخول بريطانيا..
 
العرب اليوم انتظرت مع الاكاديميين امام ابواب الشركة المناط بها استلام الفيز من السفارة وتوزيعها على الاكاديميين العراقيين في شارع الثقافة بعمان وكانت هذه حصيلة اللقاءات.
 
متاعب العراقيين!
 
الدكتور شاكر هاني الاسدي من جامعة بابل فيزياء قال: وصلت للجامعة دعوة للمشاركة في مؤتمر علمي من احدى الجامعات البريطانية, واختارتني الجامعة مع احد زملائي بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي العراقية, وبدأنا رحلة شاقة داخل العراق لتوفير الاوراق الرسمية المطلوبة, ومنها كفالة بنكية, قد تستمر هذه الاستعدادات للسفر اكثر من ثلاثة اشهر.
 
ولتزيد السفارة البريطانية في بغداد من متاعب العراقيين فانها لا تعطيهم الفيزا بل تطلب منهم السفر الى عمان للحصول عليها من هناك.. رغم العدد الكبير للموظفين البريطانيين في السفارة ببغداد, لكن الاكاديمي العراقي يتحمل اعباء رحلة برية تستغرق يومين للحصول على موافقة للسفر ثم تبدأ اجراءات في غاية التعقيد تطلبها السفارة البريطانية بعمان, وعلينا ان نظل نتابع هذه الخطوات من خمسة الى خمسة عشر يوما بما تكلفنا الرحلة ثلاثة الاف دولار تقريبا, وفي نهاية المطاف يصلنا كتاب رسمي من السفارة برفض المعاملة لاهون الاسباب, فانا مثلا رفضت معاملتي لانني لم اذكر عدد واسماء اطفالي, رغم ان ذلك لا يعني السفارة لانني سأسافر وحدي.. كما ان الجدول الذي ينص على ذكر الاولاد غير مفهوم بالمرة, مع العلم أنني ليس لي الحق بالاستئناف والاعتراض على رفض طلبي نهائيا!!.
 
الكتابان
 
الدكتور محمد غانم البصو من جامعة الموصل (تكنولوجيا) حدّث العرب اليوم قائلا: وصلتنا دعوة للمشاركة في ورشة عمل تخص اختصاصنا, نحن ثمانية دكاتره ونحمل مضمون الكتاب نفسه رفضت السفارة سبعة منا ووافقت على واحد فقط, رغم اننا نملك كتابين من الوزارة والسفارة العراقية بعمان يؤكدان على اختصاصنا كذلك كتبنا نفس الاستمارة بنفس المعلومات. زميله الدكتور البراوي قال: امس رُفض (29) دكتورا من مجموع ثلاثين!
 
وامس الاول قُبل اثنان من مجموع (26) دكتورا, وقبل ثلاثة ايام قبل واحد من مجموع (19), بمعنى ان نسبة رفض الفيز كما يتضح من هذه الاعداد 97%.
 
الشهادة مزورة!
 
الدكتور حاتم بنية البهادلي من جامعة البصرة يدلو بدلوه ايضا حيث قال: عندما نصل عمان نذهب مباشرة الى السفارة العراقية حيث تزودنا بكتاب تحت مسمى (موفدون رسميون) ثم نعبئ استمارة من ثلاث اوراق.. بعدها نذهب الى السفارة البريطانية حيث تُرفض استمارة السفارة العراقية وتأمرنا بمراجعة مكتب اهلي يتم من خلاله ملء الاستمارة بمعرفته لقاء مبلغ (40) دينارا, والمثير للاستغراب اننا جميعا نملأ استمارة تحت عنوان (استمارة خاصة برجال الاعمال) وعندما نعود للسفارة البريطانية ونخبرهم باننا اكاديميون وذاهبون للندن لاسباب علمية بحتة وكل الكتب التي نصطحبها تثبت ذلك, إلا ان السفارة تجيبنا بان (استمارة رجال الاعال) هي الوثيقة الوحيدة التي علينا تعبئتها, ويضطر بعض الاكاديميين ان يكذب وبطبيعة الحال فان قليلا منهم يتقن دوره المزعوم كرجل اعمال, ويملي ما يستطيع تسطيره, ويأتيه الرفض ايضا كالعادة على الشكل التالي:
 
- الشركة التي تنوي المتاجرة معها غير موجودة
 
- نشك بانك رجل اعمال
 
- شهادتك لم تقنع الموظف المختص
 
- من خلال قراءتنا لوثائقك يتبين لنا بانك تريد ان تقيم في لندن
 
- الشركة التي ذكرتها غير مختصة بالمواد التي تنوي المتاجرة بها
 
صاحب المكتب الذي يملي لنا الاستمارة, هو الذي ينصح الاكاديميين ماذا عليهم ان يكتبوا حتى تقبل السفارة معلوماتهم, واذا كان هناك خطأ فهو الذي يتحمله, بعض الاكاديميين يحاول ان يملي الاستمارة بنفسه بعدما يشاهد كل هذا الرفض متوقعا ان المكتب يشارك السفارة هذه اللعبة, وبعد ان نستكمل ملء الاستمارة علينا ترجمتها من مكتب مجاور ب¯ (50) دينارا! كذلك ترجمة وثائقنا كلها بمبالغ مماثلة! أما الشركة التي تسلمنا الفيزا (بالرفض او القبول) فتأخذ منا (81) دينارا وتدعى هذه الشركة (wold braidge service) وتخيّرنا هذه الشركة بين رغبتنا باخبارنا عن طريق الموبايل بوصول المعاملة (بالرفض او القبول) لقاء دينارين او ارسالها عبر شركة (aramix) البريدية لقاء اربعة دنانير الى عناويننا, والحقيقة ان الخدمتين لا تعملان, فقط يستلمون, النقود, ونظل في الفنادق ننتظرهم بلا جدوى, ثم نذهب الى مقرهم البعيد في نهاية شارع وصفي التل, بعد ان نكون دُخنا في البحث عن الفيزا بين شركة (WOLD BRAIDGE) و (aramix) وقد تفوت خمسة ايام من تاريخ انتهاء المعاملة ونحن نبقى نفتش عليها بين الشركتين.
 
رفض الوفود
 
الدكتور براق النداوي من جامعة ديالى ادارة اعمال حدثنا بعد ان استلم كتاب الرفض: قد تندهش لو اخبرتك من ان بعض الوفود الرسمية العراقية رفضت السفارة البريطانية منحها الفيز فقبل فترة رفضت منح فريق المعوقين الاولمبيين الفيز كما رفضت منح علماء واطباء من وزارة التعليم العالي كانوا ذاهبون الى مؤتمرات عالمية في لندن.
 
والمشكلة ان السفارة العراقية لا تحرك ساكنا .. وهي متفرجة على هذا الوضع المزري, متبوعة بوزارة خارجيتنا التي تملك موقفا ضعيفا ازاء مثل هذه المتاعب التي يواجهها العراقيون في الخارج, وكل شكاوانا نرسلها اليهم من دون الالتفات اليها.
 
حقوق الانسان
 
البروفيسور امين عميش الغريري من جامعة صلاح الدين ادارة الموارد البشرية والسلوك الانساني رُفض طلبه لان السفارة تشك بشهادته قال: في ظل الظروف الحالية لا يمكن لاي عراقي ان يذهب الى بريطانيا للسياحة لان طلبه مرفوض لذا فالعراقي يذهب الى هناك ليُنمي عقله, ومداركه ويستوعب كل جديد من العلم والدراسة وعندما احتلت بريطانيا البلد ادعت انها ستطبق مبادئ حقوق الانسان وستساعد العراقيين على تجاوز محنتهم, الا ان الحاصل الآن امام ابواب السفارة لا يمكن تصديقه ابدا, فالسفارة تتعامل معنا كاننا ارهابيون او مشبوهون, رغم اننا نحمل شهادات عالية وبعضنا يعتز ويفتخر بالنظام الديمقراطي والبرلماني البريطاني لان بريطانيا ظلت في العراق عقودا طويلة.
 
مزاج موظف
 
الدكتور سهلان ضرغام الحديثي من الجامعة المستنصرية خبير تصميم انظمة ادارية رُفض طلبه قال تعليقا على هذا الرفض: لا تتصور مقدار الاهانة التي يجدها الاكاديميون هنا امام ابواب السفارة البريطانية, لم اكن اتوقع اننا سنُعامل بهذا الازدراء والاذلال, من مجموع خمسة عشر دكتورا قُبل اثنان فقط, انا من المرفوضين رغم انني مستوف لكل الشروط ولا اعلم لماذا رُفضت. الكتاب الذي وصلني يؤكد بانني غير مستوف لشروط قوانين المملكة في الزيارة من دون ان يذكرها.
 
صديقه الدكتور وهيب واجد الجنابي من الجامعة نفسها استشاري ادارة المستشفيات الذي رفضت معاملته ايضا بسبب نقص وثيقة قال: اعتقد ان هناك موظفا بالسفارة البريطانية يرفض ويقبل على مزاجه الخاص, لان القبول والرفض مفاجئ للطرفين, وهذه المذبحة في التأشيرات مدعاة للتباحث بين الجانبين العراقي والبريطاني, لان ضحايا التأشيرات لا يمكن ان يسكتوا على هذه المشكلة عند عودتهم الى العراق, وبعضنا قرر رفع قضايا في المحاكم ضد السفارة البريطانية يطالبها بتعويض كل الذي خسره اثناء رحلته من بغداد الى عمان.
 
اسقاط الحكومة
 
الدكتور آزاد كاكي عميد من جامعة السليمانية تطوير الاعمال اللوجستية خرج غاضبا حيث رفض طلبه وصرخ بين الواقفين:
 
ما هذه المهزلة, بعد كل هذه المتاعب يُرفض طلبي ولاسباب واهية .. والله سأكون ارهابيا, هذا ما تريده مني السفارة سأذهب الى العراق واعمل على اسقاط الحكومة لانها تتفرج على وضعنا من دون ان تحرك ساكنا..!
 
لا يهمنا الرفض والقبول
 
مدير مكتب شركة جسر العالم المسؤولة عن توزيع التأشيرات بعد تسلمها من السفارة البريطانية طارق القطب حدث العرب اليوم قائلا:
 
نحن شركة تجارية مرتبطون مع السفارة البريطانية بعقد, وليس اصحاب قرار في قضية الرفض والقبول, وهذا يتم حسب القوانين المرعية البريطانية المعمول بها داخل السفارة, ونحن بدورنا وضحنا هذه المسألة في كثير من اليافطات خارج وداخل المبنى.. حتى نخلي مسؤولياتنا تماما..
 
ونحن لا نملك معرفة نسبة الرفض والقبول لان الكتب التي تسلم لاصحابها مغلقة أما عدد المراجعين يوميا فيتحدد وفق طالبي الفيزا, ففي ايام ولا مراجع واحد, واحيانا يقفز الى خمسين مراجعا وفي الصيف يرتفع الى اكثر من مئة مراجع..
 
كذلك فنحن لا نسأل عن جنسية صاحب الطلب لاننا نتعامل مع كل الجنسيات التي ترغب بالحصول على فيزا..
 
عشر اهتمامات
 
وعن استمارة رجال الاعمال قال: نحن نوزع للمتقدمين استمارة عمل على اعتبار ان الاكاديمي الذي يحضر مؤتمرا او ورشة عمل يعتبر عمله بزنز أما الذي يطلب فيزا لزيارة ابنه او ابنته او عائلته فنسلمه استمارة عائلية ولدينا من هذا النوع اكثر من عشر استمارات مختلفة الاهتمامات, وتحديد الزيارة هو الذي يحدد نوعية الاستمارة.
 
تليفونات مغلقة
 
وعن خدمات الموبايل التي تقدمها الشركة عن طريق sms قال: الامر لا يتعلق بنا.. ولو وصلتنا معاملة صاحب الطلب فاننا نتصل به فورا, فاذا كان هاتفه لا يرد نكرر عليه الاتصال حتى نبلغه, ويحصل ان بعض تليفونات الاخوة العراقيين لا تعمل في المملكة.. او انها مملوءة او مغلقة.. وهذا خارج عن ارادتنا..
 
أما تكاليف المعاملة البالغة 81 دينارا فهذا المبلغ مقرر في كل السفارات البريطانية في العالم, أما المكاتب التي تعبئ الطلب للاخوة العراقيين فهي غير تابعة لنا ونحن غير مسؤولين عنهم.. كذلك مكاتب الترجمة, والحاصل انهم يقفون عند باب الشركة ويعرضون خدماتهم للعراقيين أما شركة ارامكس الخاصة بتوصيل المعاملات فهي تذهب حالا لصاحب الطلب حال وصول المعاملة فاذا لم تجده تأخذ المعاملة الى مقرها.. وتظل عندها 24 ساعة.. ثم ترجعها الى الشركة, فعلى صاحب الطلب في هذه الحالة مراجعتنا لاستلامها.
 
عموما خدمة sms وشركة البريد اختيارية.. وإلا فان صاحب الطلب يستطيع ان يستلم المعاملة من شركتنا حال انتهائها.العرب اليوم
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.