• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

تخطيط المنهج: 5

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2016-12-01
1269
تخطيط المنهج:  5

 تناول التربويون مصطلح تخطيط المنهج بشكل مسهب , فهو عند بعضهم : " عبارة عن تصوّر لما ينبغي أن يكون عليه المنهج , من حيث التصميم ( تحديد الأهداف , واختيار المحتوى وتنظيمه ) , وكذلك الصورة التي يجب أن يكون عليها تنفيذ المنهج .و جميع الممارسات الخاصّة بمعالجته في الواقع  أوفي الميدان التربويّ  , بالإضافة إلى عمليّة التقويم التي يجب أن يراعيها المنهج , من حيث تحديد أساليب التقويم التي توضّح العائد التعليميّ / التعلّميّ لدى الطلاّب ؛ للاستفادة من ذلك في تحسين المنهج وتطويره 

عملية تخطيط المناهج:
هي مجموعة المعارف والخبرات والمهارات المتكاملة التي تقدم للطالب بصورة مواد دراسية ويتطلب تنفيذها فترة زمنية معينة. ولكي يتم تنفيذها لابد من اختيار طرق التدريس المناسبة ونوع العلاقات الإنسانية داخل المدرسة وفي البيت.وعملية تخطيط المناهج عملية تنطوي على كثير من التفكير من أجل الوصول إلى قرارات أو سلسلة من القرارات لاتخاذ إجراءات التخطيط بحسب المتغيرات الداخلية والخارجية وهذه المتغيرات أما أن تكون سياسية أو اجتماعية.  
 
وان السبب الذي أوجب التخطيط للمناهج :  هو حدوث عدم اتزان بين متطلبات المجتمع, والنمو الطبيعي والتلقائي, فضلاً عن التغير في التركيب الاقتصادي, وثورة المعرفة والتقدم العلمي والتكنولوجي, وتطورات ميادين الاقتصاد والمال, والانفجار السكاني. لذا نرى أن وزارة التربية والتعليم تسعى لعملية التخطيط المستمر للمناهج ؛ من أجل ضرورة حتمتها الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
 
 
 
 
ماهية تخطيط المناهج :
- "تخطيط المنهج عبارة عن نظام فرعي لذلك المنهج يتضمن تطوير الخطط أو وضعها ثم العمل على مراقبتها وتقويمها . وبصورة أشمل , أنه يمثل العملية التي يتم من خلالها جمع المعلومات ذات العلاقة من مصادر مختلفة وتصنيفها وتنظيمها من أجل اقتراح الخبرات أو الأنشطة التعليمية التي سوف تساعد المتعلمين على تحقيق أهداف المنهج" 
-"عملية منتظمة تتضمن اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات للوصول إلى أهداف محددة على مراحل معينة خلال فترة زمنية محددة مستخدما كافة الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة حالياً ومستقبلاً".
- وعرّفه السامرّائيّ وزميلاه بأنّه : " جميع العمليّات اللازمة للتخطيط نفسه , ابتداء من تلك الفكرة التي تخطر ببال الإنسان ليخطّط , إلى أن يصل إلى كتابة الوثيقة أي ( المنهج ) ." 
- " أسلوب علمي أو مجموعة من الوسائل التي تستطيع بها المؤسسة التعليمية الكشف عن موقفها الحاضر وترسم سياستها للمستقبل بحيث تحقق الاستفادة الكاملة بما لديها من موارد وإمكانيات مادية وبشرية بما يحقق الارتفاع المستمر بمستوى العملية التعليمية " 
- تخطيط المنهج :" عملية إعداد خطة مفصلة لبناء المنهج يتم فيها تحديد أهدافه ومحتواه وخبرات التعلم وطرق التدريس والأدوات والمواد اللازمة لتنفيذه وكيفية تقويمه ومتابعته  
أما التخطيط التربوي فإنه يعرف بناء على العملية التربوية ومعطياتها وأهدافها كما ذكرنا فيما مضى، فهو يعرف بأنه "مجموعة من التدابير التربوية المحددة التي تتخذ من إنجاز أهداف معينة"
 
 
 
الفرق بين التخطيط التربوي والتخطيط التعليمي :     
الفرق بين التخطيط التربوي والتخطيط التعليمي كالفرق بين مفهوم التربية ومفهوم التعليم , فالتخطيط التعليمي يختص بكل ما يتم داخل النظام التعليمي في حيث أن التخطيط التربوي أشمل وأعم حيث يضم إلي جانب النظام التعليمي جميع المؤسسات التي تقوم بعملية التربية خارج التعليم كالأسرة ومؤسسات الثقافة والإعلام والمؤسسات الدينية والنوادي الرياضية . أن التخطيط التعليمي وهو جزء غير منفصل عن التربية حيث ينظر للتعليم على أنه عملية تتم ضمن عملية ومكون رئيس لها.
والشكل التالي يوضح العلاقة بين التخطيط التربوي والتخطيط التعليمي.   
 
 
 
التخطيط التربوي
التخطيط التعليمي
 
 
 
 
 
 
 
شكل (1) الفرق بين التخطيط التربوي والتخطيط التعليمي
 
أهمية التخطيط :
تتجلى أهمية التخطيط في العمل التربوي، كونه يساعد على ضمان استمرارية العملعلى الوجه الصحيح، والتنبؤ بالمستقبل ومواجهته، والتقليل من نسب الهدر والفاقدالتعليمي، وتحقيق الربط بين التنمية التربوية والاقتصادية والاجتماعية، وتوفير الأمن النفسيللعاملين .
و ترجع أهمية التخطيط للمنهج لمكانته في العملية التربوية فهو الوعاء الذي يأخذ منه المتعلمون معارفهم وخبراتهم وتنتج عنه سلوكياتهم وتتركز أهميته في اهتمامه بالمتعلمين في اتجاهاتهم وميولهم واهتمامهم واهتمامه بالتغيرات الحادثة في المجتمع المحيط بالطالب في عاداته وتقاليده وثقافته ومواكبته للتقدم العلمي والتكنولوجي إذ أن نجاح المنهج يعتمد بدرجة كبيرة على التخطيط الدقيق له وترجع أهميته أيضاً إلى أنه يعكس فلسفة المجتمع وتوجهاته العام.
 
مبادئ التخطيط : 
لتخطيط مبادئ أو معايير ينبغي للمخطط أن يراعيها في عملية تخطيط المنهج وهي :
1- مراعاة مبدأ ترتيب الأولويات:الإمكانيات المتاحة لا تسمح بتحقيق كل الأهداف في وقت واحد,فذلك يستدعي ترتيب المشروعات التي تتضمنها الخطة,وذلك وفقا لأهميتها على أساس أن نبدأ بما هو أكثر أهمية ,ثم بما هو مهم,ثم بما هو أقل أهمية وهكذا.
2-مراعاة الواقع والإمكانيات المتاحة:عند بناء الخطط يجب مراعاة الوضع الراهن بكافة ظروفه وأبعاده وإمكانياته الحالية وكذلك إمكانياته المتوقعة,وبدون هذا يصبح التخطيط نوعا من الأحلام وضربا من الخيال.
3- الأخذ بمفهوم الشمول والتكامل: يقصد بالشمول أن يراعي عند وضع الخطة أن تكون شاملة لجميع الجوانب متضمنة لجميع العوامل والعناصر,التي لها دور في العملية التربوية , أما التكامل يستدعي دراسة العلاقات بين الجوانب المتعددة,ومعرفة تأثير كل جانب علي الجوانب الأخرى سلبا وإيجابا بحيث  تتضافر كل هذه الجوانب لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف بطريقة اقتصادية, وهذا لا يتم إلا في ضوء نوع من التكامل تتضافر فيه الجهود وتستثمر فيه كافة الإمكانيات وفق لما يستطيع أن يقدمه كل جانب.
4- دقة البيانات والإحصاءات:لابد من استناد التخطيط علي بيانات دقيقة,بدونها لا يمكن للتخطيط أن يحقق أي هدف من الأهداف التي ننشدها ونعمل علي تحقيقها.
5- المرونة:من الضروري أن يتصف التخطيط بالمرونة إذ قد تحدث عند تنفيذ الخطة ظروف لم تكن متوقعة,أو قد تطرأ أحداث لم تكن في الحسبان ويستدعي هذا إدخال تعديلات علي الخطة,بحيث تصير دائما نحو تحقيق الهدف المنشود,متخطية كل ما يقابلها من مشاكل وما يصادفها من عقبات.
6- الاستمرارية:ينبغي أن تكون عملية التخطيط مستمرة متصلة وليست لفترة محدودة حتى لا تصاب العملية بالجمود والتخلف. 
7- الديمقراطية:لابد أن يشترك في عملية التخطيط أفراد عديدة من المهتمين بعملية التعليمية من معلمين وأولياء أمور ومتخصصين في مجالات متعددة لضمان عدم وجود قصور يحدث من قيام مجموعة معينة بالتخطيط. 
مبررات التخطيط :
توجد مجموعة عديدة من المبررات و الأسباب التي تدعو إلى ضرورة التخطيط المسبق لأي منهج مدرسي فعال . وتتمثل هذه المبررات في الآتي :
1- زيادة الاهتمام بالمناهج الدراسية أدى إلى إيجاد نوع من التخطيط المسبق لجوانبها المتعددة , فالمناهج الدراسية لم تعد مهملة كما كانت في الماضي .
2- أدت زيادة المطالبة من جانب الكثيرين بمعرفة مستقبل التعليم والمدارس إلى ضرورة التخطيط الدقيق لكل من التعليم والمناهج المدرسية .
3-  النظر إلى التربية من خلال المناهج على أنها عملية استثمار وليست عملية استهلاكية لهذا أدت رغبة الناس في التعرف على النتائج التربوية التي سيحصلون عليها أو التي سيلمسونها مقابل الأموال والمساعدات والضرائب التي يقدمونها إلى العمل على التخطيط المدروس للمنهج من جهة وللمستقبل التربوي برمته من جهة ثانية. 
4- أدى ظهور الانتقادات الشديدة للمدارس والمناهج إلى التفكير الجدي في وضع خطط تربوية للمنهج تضع في اعتبارها نواحي الضعف التي تم انتقادها .
5- أدى شعور المربين بتحمل مسؤولية زيادة فاعلية العملية التربوية , إلى حرصهم على التخطيط الدقيق للمناهج الدراسية .
6- أدت رغبة المنفذين للعملية التربوية في التعرف على المدارس وتنظيماتها وبرامجها وأنشطتها إلى جعل تخطيط المنهج المدرسي مهمة ضرورية لابد منها 
مستويات تخطيط المنهج:
تختلف الآراء حول مستويات تخطيط المنهج, وهذه الاختلافات مرجعها مركزية أو لامركزية التعليم وتتمثل فيما يلي:
 1- مستوى التخطيط المركزي:
وفيه تقع مسئولية التخطيط على أجهزة التعليم المركزية المسئولة عن التعليم في الدولة؛ وذلك ضماناً لتحقيق الأهداف القومية للتعليم، ويتمّ عن طريق المؤتمرات العامة واللجان العليا لتخطيط المناهج، والتي تضمّ أفضل الخبراء في ميدان المناهج، وكذلك فإن المتخصصين ورجال الجامعات يسهمون بدورٍ فعال في تنظيم المناهج وفقاً للاتجاهات المعاصرة ووفقاً للأبحاث والدراسات التي تتم في المجال. فتقوم هذه الأجهزة بوضع الخطوط الرئيسة العامة في ضوء فلسفة المجتمع، أي تقوم: بالتخطيط الشامل للمنهج ، وتحديد الأهداف التعليمية ، ووضع القرارات ، والكتب المدرسية ، وأساليب التقويم ... وهذا يضمن سير التعليم وفق السياسة العامة للدولة ، كما يساعد على توفير مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص لكل المجتمعات المحلية في الدولة. والجدير ذكره أن النظام هذا يطبق في معظم الدول العربية وهو السائد فيها.
 
 
مبررات التخطيط المركزي:
1.   تخطيط لتحقيق أهداف التعلم بالدولة ينبغي أن تقوم به السلطة العليا المسئولة عن التعليم في البلاد.
2.   بحكم إمكانيات السلطة يمكنها الاستعانة بالخبراء لوضع المناهج بما لا يتوافر للسلطات المحلية.
 
المآخذ على التخطيط المركزي:
1.   يتنافى مع مبدأ المشاركة الديمقراطية.
2.   لا يتيح الفرص أمام المعلمين والمتدربين للنمو مهنياً والاشتراك في تحديد مشكلاتهم وتخطيطها وتنفيذها.
3.   المناهج الموحدة في جميع المدارس لا تهيئ الفرص لربط الدراسة بمشكلات البيئة المحلية والاشتراك العملي في حل مشكلاتها. 
 
2- مستوى التخطيط المحلي (اللامركزي):
هنا تقع مسئولية تخطيط المناهج علي عاتق أجهزة التعليم المحلية,ويقوم المسئولون عن التعليم علي المستوي المحلي بتخطيط وبناء المناهج,بما يتناسب مع البيئات المحلية وبذلك لا تكون مناهج المواد الدراسية المختلفة موحدة علي المستوي القومي وتختلف من مستوي محلي لأخر.وقد يكون المستوي المحلي وحدة تعليمية كاملة وقد يصل الأمر إلى أن يكون التخطيط علي مستوي المدرسة أوعلي مستوي الفصل الدراسي, ومثل هذا النظام يطبق في بعض الدول كأمريكا وبريطانيا.
 
 
 
 
أوجه التأييد لمناصرة اللامركزية:
1-             تخطيط المناهج ينبغي أن يساير الظروف البيئية والمشكلات المحلية، أي يربط المناهج بالبيئة ويسهم في حل مشكلاتها في ضوء أهدافها وإمكاناتها المتاحة، وهذا لا يأتي عن طريق تخطيط للمناهج مركزياً.
2-             يضفي التخطيط اللامركزي الكثير من المرونة بحيث يوفر الفرص للقائمين بأجهزة التعليم المحلية للمشاركة في عمليات تخطيط المنهج وبالتالي يبعث الحماس لتطبيقها ومساندتها.
3-             إن الديمقراطية تقتضي أن يعمل جميع المشتركين بالعملية التربوية وأولياء الأمور في تنظيم الخبرات التعليمية التي تخدم أهداف المجتمع.
4-             أن المناهج ينبغي أن تأخذ في اعتبارها حاجات التلاميذ وميولهم والحاجات والميول تختلف من بيئة لأخرى فوضع المناهج عن طريق السلطة يغفل ذلك.
 
المآخذ على التخطيط اللامركزي:
1.     الاهتمام بتحقيق الأهداف المحلية قد يطغي علي تحقيق الأهداف التعليمية علي المستوي القومي.
2.     لامركزية المناهج قد تؤدي إلى عدم توفير مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص لكل المجتمعات والبيئات المحلية والطلاب علي المستوي القومي.
مما سبق يتبين أن لكل النظامين السابقين مزايا وعيوب, لذلك فيمكن الأخذ بهذين النظامين معاً, بشرط أن يتضح دور الأجهزة المركزية والأجهزة المحلية في إعداد المنهج.
و أفضل الاتجاهات: تشكيل لجان على المستوى المركزي يتمثل فيها كبار رجال التعليم كما تمثل فيها هيئات عن المدارس وقد تضع هذه اللجان الخطوط العريضة للمناهج تاركه التفاصيل معظمها للمعلم كما قد تعطي للمدارس حرية التقديم والتأخير والحذف والإضافة كل حسب ظروفها.
 
 
 
 
 خطوات تخطيط المنهج :
 أن المقصود بتخطيط المنهج هو كلّ الخطوات والعمليّات التي يقوم به خبراء المناهج لوضع منهج يتّصف بالمعايير السائدة المعتمدة للمنهج في مجتمع معيّن , وفي زمن معيّن .
 عند التخطيط لابد من تبني نموذج أو أكثر من النماذج الخاصة ببناء المناهج ، وحيث أن لكل نموذج عيوبه ومميزاته، فإن على مخططي المنهج الاستفادة من مميزات كل نموذج، بحيث يقترح النموذج المناسب للبيئة التي يطبق المنهج فيها ، ووضع خطة بديلة مع مراعاة أسس بناء المنهج وأهمها العقدية التي يؤمن بها المجتمع, في ضوء هذا تتشكل خطوات تخطيط المناهج الدراسية   :
  
1.   دراسة الواقع , وتحليله :
إن عملية التخطيط لنظام تعليمي مركزي تحتاج إلى معلومات موثقة عن النظام التعليمي بشكل عام وعن مكونته المختلفة , وهذه المعلومات قسمها الحارثي حسب موضوعها وهي :
                     أ‌-        معلومات تتعلق بالنظام التعليمي:
o     إحصائية (عدد المدارس وتوزيعها , عدد السكان والمعلمين والطلاب والميزانية وتوزيعيها )
o     قانونية وإدارية( الأنظمة والتشريعات القانونية مسؤوليات الإدارات وصلاحيتها).
o  الممارسات التعليمية ووضع المناهج الراهن مثل :المواد التعليمة وطرق استخدامها , لغة التدريس , طرق التدريس , المواد المدرسية .
                  ب‌-     معلومات تتعلق بالمتعلم :
o  الخلفية الاجتماعية والثقافية  مثل :أنماط التعلم , التربية البيئية , القيم والعادات والتقاليد التي ينتمي إليها .
o     اللغة التي يتحدث بها ولغة الأم وعلاقتها بلغة التدريس .
o     والتطور المعرفي والانفعالي والمهاري .
o     رغبات المتعلم وميوله .
                  ت‌-     معلومات تتعلق بالمعلم : إعداد المعلم قبل الخدمة, مستواه العلمي , مهاراته وعلاقتها بالمنهج .
                  ث‌-     معلومات تتعلق بالمجتمع:
o     مصادر التعلم البشرية والثقافية والرياضية المتوفرة في المجتمع وعلاقتها بمتطلبات المنهج .
o     القيم والاتجاهات .
                  ج‌-      معلومات تتعلق بالنظم التعليمية الموازية :
o  المؤسسات التعليمية التابعة لجهات حكومية أخرى غير وزارة التربية والتعليم مثل : الصحة و المساجد و الإعلام .
o     البرامج التعليمية كالأبحاث المحلية والعربية والأجنبية.
 
 
 
2.   صوغ الأهداف العامّة للمنهج :
o     فلسفة التربية والتعليم في الدولة :
ينبغي أن تنبني الأهداف في ضوء فلسفة تربويّة واضحة ,  وسياسة التعليم العامة في الدولة وفي ضوء حاجات المجتمع  وعادته وتقاليده وثقافته , وخصائص العصر.
o      الغايات الأهداف العامة والخاصة :
 يجب أن تراعي العقيدة الإسلامية و السياسة الوطنية والمراحل التربوية المختلفة وطبيعة المتعلّمين كذلك  في المحتوى المعرفي و طرق تقويمه .
 
 
3.   السياسات والاستراتيجيات :
إن تحقيق الأهداف لا يتم إلا من خلال وضع سياسات واستراتيجيات لتنفيذ الخطط التربوية وترجمتها إلى أعمال في المدرسة وفي قاعات التدريس. وإن السياسات والاستراتيجيات اللازمة تتطلب اتخاذ قرارات في الأمور التالية :
o     إنشاء إدارة لتطوير المناهج تعني بعملية التغيير والتنسيق .
o     أنماط وطرق التغيير مثل : تغيير المناهج , التحرك نحو اللامركزية .
o     أولويات التغيير : (السياسية والاقتصادية ).
o     توقيت التغيير  : متى تبدأ عملية التغيير , متى ستنجز النواتج النهائية للعملية.
o     قنوات الاتصال : تمرير المعلومات وتسهيلها بين الأطراف المعنية .
o  متطلبات سياسات التغيير مثل :توظيف الكوادر البشرية , تصميم الأبنية المدرسية وتجهيزها , تخصيص ميزانيات للتطوير , تدريب المعلمين والمشرفين , والاستفادة من تجارب الدول الأخرى .
4.   اختيار المحتوى:
يعتبر خطوة منطقية بعد تحديد أهداف المنهج وهي اختيار ما ينبغي تقديمه للتلميذ من معلومات وحقائق ومعارف  اختيار الخبرات التعليمية :
لابد من ترجمة الموضوعات إلى خبرات تفصيليّة تتّسم, بالدقّة والشمول, كذلك لابد من تنظيمها وتنسيقها بشكل يحقّق الربط والتوازن والتتابع .
اختيار الأساليب الوسائل والنشاطات وأساليب التقويم المناسبة لتلك الخبرات .
5.   تجريب المنهج :
تعتمد مرحلة التجريب على الأمور التالية :
o     السياق المحلي والوطني لعملية التطوير .
o     الغايات والأهداف العامة والأهداف الخاصة للأمة وللمجتمعات المحلية .
o     السياسات والاستراتيجيات التي تتبناها عملية التطوير .
o  التسهيلات المتوفرة لمرحلة التنفيذ بما فيها من مواد تعليمية وأمور مالية و إدارية وقوى بشرية .وتتضمن العمليات التالية :
-   التخطيط للعملية التفصيلية ( توزيع القوى البشرية على مواقع العمل , توزيع المسؤوليات ,مراعاة المرونة , إدارة الأموال , التقويم المستمر للعملية).
-   نشر المعلومات حول المنهج المجرب  ( للمعلمين و مديرو المدارس والمشرفين  وللمجتمع بصفة عامة ).
-         اختيار المدارس التي ستطبق فيها التجربة والتعرف على إمكانيتها ومعلميها.
-         تدريب المجموعات التي ستطبق التجربة .
 
6.     تنفيذ المنهج:
تعد هذه المرحلة من أصعب المراحل فهي مليئة بأمور غير متوقعه مما يضطر المسؤولين إلى إجراء تغيرات في ضوء الاستراتيجيات المقترحة وفيها يتم إعادة النظر بمكوّنات المنهج وفق الملاحظات الميدانيّة في مدارس التجريب .ومن هذه العمليات التي تتضمنها هذه المرحلة:
o     كإدخال خطة جديدة ومواد تعليمة جديدة كالتجهيزات المدرسية وعلى أدلة المعلمين.
o     إدخال التغيرات على البيئة المدرسية .
o     إدخال التغيرات على الكادر البشري المشارك .
o     تدريب الكادر البشري المشارك.
7.   تقويم المنهج : 
إن عملية التقويم عملية مستمرة لكافة خطوات تخطيط المنهج ؛إذ أن التقويم ملازم لكافة مراحل المشروع .
8.                تعميم المنهج ومتابعته .
لا يعني تعميم المنهج المطوّر الانتهاء من العمل , وإنّما يعني بدء مرحلة جديدة من المتابعة والتقويم ؛ حيث يعدّ منهجاً قائماً يحتاج إلى كشف ثغراته وأوجه قصوره ,  استعداداً لعمليّة تطوير جديدة , فعمليّة تطوير المنهج لا تتوقّف , وإنّما هي عمليّة مستمرة متجدّدة تجدّد الحياة .
الخلاصة : إنّ عمليّة تخطيط المنهج عمليّة شاملة يتضمّن معناها كلّ ما يتعلّق بهندسة المنهج , وبنائه , وتنظيمه , وتطويره , وتقويمه . 
 
طرق تقويم تخطيط المنهج :
وضح (حمدان) بأن هناك عدة طرق تقيميه خاصة بتخطيط المنهج في مجالين رئيسين : 
طرق تقويم تخطيط المنهج
تقدير الحاجات التربوية للمنهج
تشريع الأهداف العامة
الملاحظات  والمرئيات للجهات المعنية
المقابلات الشخصية
طريقة الحقائق المقررة
مراجعة سجلات المنهج
طريقة الدراسة الداخلية للمنهج
طريقة جرد المنهج
الطريقة التاريخية 
طريقة مناقشة ذوي الاعتبار
طريقة الجدل المناهض
طريقة التقييم المعياري ذاتياً
طريقة دلفي
  
1- تقدير الحاجات التربوية للمنهج : 
هي عملية مراجعة مسحية يقيم بها المعنيون بالتربية المدرسية صلاحية قيمة المنهج لتعلم التلميذ , أي تحديد كفاية المنهج في الاستجابة في الحاجات المرغوبة للتلاميذ ومجتمعهم . فعملية التقدير تتكون من شقين متداخلين هما : 
-       تقدير الحاجات التربوية لاستمرار المنهج الممارس .
-       تقدير الحاجات التربوية لاستحداث آخر جديد .
فبينما تجري العملية الفرعية الأولى ترافقها ضمنياً العملية الثانية , حيث يتقرر مصير المنهج القديم والمستحدث إيجابا وسلبا وأبرزا الفروق الملاحظة بين الحاجات التربوية في المنهج والكلية المرغوبة من المجتمع .
إن هذه المهمة يجب أن تتم بطرق تقييمية متنوعة ومتعددة وبخطط علمية جادة لها أهدافها وإستراتيجيتها حتى يمكن التوصل لقرارات موضوعية تخص المنهج المطلوب ,والتي تتقرر شرعيته للتربية المدرسية وتبرير استحداثه فيها وتتم هذه العملية التخطيطية بطرق تقييمية مثل :
1- الملاحظات والمرئيات العفوية للجهات المعنية للمنهج :
تضم الجهات المعنية كافة المعلمون والإداريون , والمربون في المجتمع والتلاميذ وأولياء أمرهم ,وتكون الملاحظات والمرئيات التي تبديها هذه الفئات , إجابا وسلبا حول المنهج بصيغ مبادرات وتعليقات وبالتالي تعتبر هذه الملاحظات والمرئيات العفوية السلبية هي البداية الحقيقية لقرار الجهة الرسمية بالبدء بتقدير الحاجات التربوية للمنهج وما يحص تخطيطه وتطويره .
2- المقابلات الشخصية :
يبادر مختصي التقييم بمقابلات شخصية منظمة لعدد مختار للجهات المعنية للحصول مباشرة على مزيد من انطباعاتهم حول المنهج وبالتالي تساعد مختصي تقييم عملية التخطيط لتكوين صورة متكاملة حول كفاية المنهج أم عدمه كفايته .
3- مراجعة سجلات المنهج :
تحفز الانطباعات العامة الناتجة عن الملاحظات والمرئيات العفوية السابقة والمقابلات الشخصية المختصين بعدم أهلية المنهج لمراجعة سجلاته والتحقق مبدئيا من صحة الادعاءات الواردة بخصوصه , من الاطلاع على سجلات :
1- السجلات المنهجية  الرسمية:
 وأولى السجلات المنهجية  الرسمية التي يجري فحصها في هذا المجال تقارير تحصيل التلاميذ  ,ثم ملفات المعلمين والإداريين و مدراء المدارس , وتتم المراجعة بفرز البيانات سلبا وإيجابا وإجراء مقارنه بالمعايير التي نصت على الخطط التخطيطية للمنهج وبالتالي يقرر مختصي التقييم لعدم صلاحيته بناء لما سبق .
2- سجلات غير رسمية :
وهذه السجلات قد تكون يوميات المعلمين والإداريين وممارساتهم اليومية , وسجلات المشاكل السلوكية لطلابه المرتبطة بالمنهج , ومحاضر اجتماعات مجالس الآباء وملفات أنواع الأنشطة الإضافية المنهجية والتقارير .. إن كل هذه السجلات يتوجب على المختصين فحصها ودراستها للحصول على تصور واقعي لوضع المنهج لاتخاذ قرارا مصيري بشأنه .
4- الطريقة التاريخية  :
الطريقة التاريخية هي أسلوب  بحث علمي يقوم خلاله المختصون بجمع المواد والمصادر التي تهتم بموضوع البحث لدراسة تحليلية ناقدة وتقديم تلخيص بالنتائج .
وتجيد وثيقة المنهج وموادها وسجلاته المتنوعة مصادر يستقي منها المختصون بياناتهم  التقييمية.
5- طريقة الحقائق المقررة :
تختص هذه الطريقة بدراسة عوامل أو عمليات المنهج كما حدثت بالطبيعة أي تقوم دراسة تقييم البيانات المنهجية المتوفرة كالتحصيل مثلا وذلك بواسطة التحليل والمقارنة بمنهج آخر وتتبع للتغيرات التي حدثت للتعرف على العلاقات السببية بغرض المقارنة بين القديم والجديد .
6-  طريقة جرد المنهج:
يتوفر لدى الجهات الرسمية في هذه المرحلة نتائج مؤكدة تماما بخصوص فاعلية أو عدم فاعلية المنهج في تحقيق الحاجات التربوية إلا أن الطرق التقييمية السابقة هي وصف نسبي دون أن يكون كمي ؛ ومن هنا تعمد الجهة الرسمية إلى دراسة كمية منهجية تحصر فيها كافة الحاجات التي عمل المنهج على تعديلها والأخرى التي لازالت قائمة وهذا ما يسمى بالجرد .
7- طريقة الدراسة الداخلية للمنهج (الدراسة الذاتية للمنهج):
تتم هذه الطريقة باشتراك الجهات المعنية مباشرة المنهج بمراجعة وضعه عن قرب في التربية المدرسية , ومعرفة بيانات عن المنهج الايجابية والسلبية التي أشارت لها الطرق التقييمية السابقة , لاتخاذ قرار مناسب بخصوص المنهج من أجل تعديله أو إلغائه .
8-  طريقة مناقشة ذوي الاعتبار:
تنتخب الجهة المنهجية فريقا من قادة المجتمع المحلي المميزين بخبرتهم وتفوقهم الاجتماعي واهتماماتهم العلمية التربوية التخصصية للمنهج ثم يطلب منهم دارسة المنهج لمعرفة مدى صلاحيته وفي النهاية يكلفون برفع تقرير وافٍ بالنتائج التي يتوصلون لها بخصوص صلاحية المنهج .
 9- طريقة الجدل المناهض : 
ينقسم المختصون بالتقييم المنهج إلى فريقين: منهم مؤيد للمنهج يذكر مزاياه  وفاعليته التربوية ,ومنهم معارض يذكر عيوبه في سد الحاجات التربوية .
وإن ترجيح كفة على أخرى من الفريقين يعني في الواقع بقاء المنهج أو إلغائه.  
2- تشريع الأهداف العامة :
تحتوي هذه المرحلة التقييمية على عمليات مثل : الإجماع على الأهداف العامة التي سيجسدها المنهج الجديد , وعلى الصيغة المثلى التي يتبناها بين البدائل المقترحة  و اختيار الأهداف العامة كذلك اختيار ألأهداف المرحلية والأهداف السلوكية والمعارف والأنشطة ووسائل التقييم وما يلزمه من مواد ووسائل تعليمية و واستراتيجيات تدريسية مناسبة ,وبيئة مدرسية . أي يبدأ العمل في هذه المرحلة بما نسميه في الصناعة المنهجية بتخطيط تطوير المنهج .
ويتم التوصل للأهداف العامة وتقيم صلاحيتها لتحقيق الحاجات التربوية للمنهج في هذه المرحلة  بطريقتين :
 
1- طريقة التقييم المعياري ذاتياً:
تقوم لجنة خاصة بتخطيط أهداف المنهج بوضع قوائم لما يمكن أن يجسده المنهج من غايات عامة وأهداف خاصة على أساس بيانات الحاجات التربوية المتوفرة لديهم أي على أساس معايير ومواصفات تخطيطية ذاتية .وبعد اللجنة ترفع للخبراء والمختصين فردياً.
2- طريقة دلفي (إجماع آراء الخبراء ): 
تمثل هذه الطريقة أسلوبا حديثا يمكن توظيفه في تقييم صلاحية المنهج بوجه عام وأهدافه بشكل خاص .حيث يبادر المختصين بتقييم المنهج وإعطائه قيمة معيارية إحصائية .ويتكون الخبراء ممن لهم صلة بالمنهج سواء معلمين والتربويين والمختصين ..وجميعهم يبدون رأيهم حول المنهج ولكن لابد أن تكون آرائهم بصيغة قيمة حتى يتم جمعها للمعالجة الإحصائية .
وبعد إجماع الخبراء على نسبة معينه من مجموع الآراء حول أهداف المنهج أو المنهج ككل يتم اعتماده .
الفرق بين المنهج المخطط والمنهج غير المخطط:
المنهج المخطط : 
 يقصد به المنهج الذي صمم خصيصا لتحقيق أهداف محددة ؛ أي ما يقوم به الخبراء من وضع الملامح الأساسية والأهداف والخطوط العريضة للمنهج .
المنهج المعلن الذي تتبناه الدولة وتقره في مدارسها ويعد بتكليف منها وتقره وتعترف به إدارة التربية والتعليم وهو المنهج الذي يقوم بتنفيذه المعلم داخل المدرسة .أي أنة منهج مخطط له ويتم بصورة مقصودة وفيه يبذل المدرس قصارى جهده لتحقيقه على أكمل وجه.
المنهج غير المخطط  (المنهج الخفي ): 
وهو تلك الخبرات غير المخططة وغير المقصودة التي يتعرض لها الطلاب ويمرون بها دون استعداد فيتعلمون أشياء لا تتضمنها أهداف المنهج وهي ما تسمى أهداف غير قصديه.
ويمكن أن نجد المنهج الخفي فيما يتعلمه الطلاب من طبيعة العلاقة بين المدير والمعلمين ، وأسلوب تعامل المعلمين مع الطلاب ، وعلاقة المعلمين مع بعضهم البعض ، وترتيب الفصول ونوع الأثاث ووضعه في المدرسة ، وأحاديث المعلمين العلمية والثقافية والاجتماعية ، وتوزيع الوقت الدراسي ، واللوائح والأنظمة والتعليمات التي تطبق عليهم .
مميزات التخطيط :
1)   انه عملية إستراتيجية منظمة تتضمن معلومات وخطوط عريضة
2)   انه يجعل المشروع إيجابيا يتوخى له النجاح بتظافر جميع الجهود من مخططين ومنفذين.
3)   يركز التخطيط على وضع الأهداف المحددة والتي توجه السلوك والقرارات المستقبلية
4)   تقديم مقترحات لمناهج جديدة أو معدلة.
5)   استخدام المصادر التربوية بفاعلية.
6)   تحديد أولويات العمل التربوي .
7)   توفير الجهد والوقت وتجنب الوقوع في الأخطاء عند اتخاذ القرارات .
8)   إظهار العملية التربوية في صورة متكاملة تحتاج للتخطيط المستمر بدلا من التجزئة والارتجالية
عوائق التخطيط :من المعوقات التي تعترض طريق تخطيط المناهج ترجع إلى ما يلي:
1.   الافتقار إلى الدقة في المعلومات والبيانات أو نقصها .
2.   الاعتماد على الجهات الأجنبية في تخطيط المناهج.
3.    أسباب متعلقة  بعدم مراعاة إتباع خطوات التخطيط.
4.   بطء استجابة التربية للتغييرات السريعة في المجتمعات مما يحول خطط التربية إلي خطط متأخرة.
5.    اتساع مجال التربية بجعله يحتوي علي خليط غير متجانس من العاملين المختلفين في الفكر .
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.