• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

هل انتهى زمن العربان ؟! بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2018-07-24
2020
هل انتهى زمن العربان ؟! بقلم الاعلامي .. بسام الياسين

 مفهوم العروبة ابتداء،ً هي معارك فكرية،وفتوحات علمية لتتساوق مع روح العصر،بإكتشافاته المذهلة وخطواته المتسارعة للمستقبل،لا تعلقاً باستار جاهلية قديمة ظالمة ومُظلمة،وحروباً بينية طاحنة، تدمر الانسان ،وتأتي على ما في الحياة من حياة.فتنشر الفقر،تدفع الناس للهجرة من اوطانها والنزوح من بيوتها،تُصّدر اللاجئين بقوارب الموت الى اطراف الدنيا،تُضاعف ارقام البطالة.لتكون حصاد هذه الجرائم،جرائم معادية للمجتمع، بكل ما في قاموس النقائض و النقائص من موبقات،لدرجة ادعاء الزناة ان الدعارة مهنة للارتزاق،وزواج القُصّر ـ الدعارة المبطنة ـ في مخيمات اللجوء، شرعية طالما تحمل خاتم مختار دجال واثنين من شهداء الزور.
نسأل بألم يعتصرنا،ماذا نتنتظر من امة،يمسك بدفتها متهورون؟!. يشترون طائرات حربية بالمليارات لقتل اشقائهم وتدمير بلدانهم،وهم بهذه الثروات الخرافية قادرون على تحويلها الى جنات.تيرليونات يحرقوها مرضاة للشيطان.و يتنافخون بتحديث جيوشهم،لكنهم يتركون اطفال غزة الحفاة، لتحرير فلسطين بطائرات اورقية وبالونات " الواقيات الذكرية ".لهذا تجد العربي،حائر القلب،مرهق الضمير،لما يجري من احداث تخالف سنن الطبيعة وفطرتها،الامر الذي جعل حياته جحيماً،ونفسيته بيئة خصبة للعلل النفسية.ففي احدى العواصم العربية سبعون الف مفصوم حسب الاحصاءات الرسمية.
ـ ما شاء الله ـ امة،تستورد المسبحة،سجادة الصلاة،،تُغلبَّ النقل على العقل كالببغاوات،ولو تعطلت شحنة القمح في عرض البحر،لاكلت بعضها من مسغبة،فيما قوانينها مستنسخة من سفر بالك تركيا،فرنسا،بريطانيا، وبرامجها التلفزيونية نسخاً مشوهة. فكيف تكون تنمية او نرتقي ما دامت عقولنا العبقرية مهاجرة او تحلم بالهجرة،واموالنا العربية مستباحة او مهدورة في حروب عبثية.وفوق هذا وذاك ندفع الجزية في الالفية الثالثة،فما حمله ترمب في صفقة واحدة،كاف لسداد الديون العربية و اعادة اعمارها .
تراتبية العربان على مؤشرات الامم المتحدة التنموية،الحريات،الديمقراطية،حقوق الانسان،تجدها فضائح، لا تحتاج الى بيان او تبيين.فنحن نحتل مؤخرة الموخرة بلا منافس،اما يقوله الاعلام عن نهضة عربية،هو البهتان بعينه،وفضيحة الفضائح باعلى تجلياته.فرسان الاعلام مبرمجون،يخضعون لدورات تأهيلية في النفاق،و يُستنبحون وقت الحاجة،لانه أُسس لهدف واحد، تلميع الحاكم بامره والدفاع عن اخطائه.
الانسان جوهرة الكون،خليفة الله على الارض.فمن اولى اولويات الدولة، توفير متطلباته الضرورية وحمايته ، كي يرتقي بافكاره و يبدع في انتاجه.للاسف، المشهد السياسي العربي، يثير الرعب ويُنذر بالكوارث من تلبس ابليس وتدليس النخبة. فمنذ ولادة الدولة ،كان شغل رجال المرحلة العرفية الشاغل، ونبلاء قوانين الطواريء،مطاردة حملة الكتب على اعتبار ان مكانهم الزنازين المظلمة لا قاعات البحث.تماما كما فعل المغول،بحرق المكتبات، و إسالة حبرها بلا رحمة .فكيف تتقدم امة تسجن مبدعيها وتمنعهم من العمل،فيما تتميز امريكا ـ ام الدنيا ـ باستيراد العقول وشرائها.معادلتنا المقلوبة دفعت العرفيين لسجن المفكرين و ترك الفاسدين يتنعمون بخيرات الامة !.
لماذا لا نتقدم خطوة للامام ؟!. الجواب لان النخب الفاسدة استبدلت شعار " تداول السلطة " بـ " تداول الكعكة "،ورتعت في جسد الدولة كالعث في الملابس،والسوس في الخشب.دليلنا انك تسمع في طالع كل نهار، قصة نخبوي فاسد نهب بالملايين، وتراه يمشي مزهواً في الاسواق كأنه حرر فلسطين.نخب منحرفة،فوق فسادها ارتبطت باعداء الامة، لتأمين ملاذ آمن حين الهرب،فكان الغرب حاضنة الثروة العربية المنهوبة،ودرع حصانة الحرامية من نقمة شعوبهم،اولئك القلة الذين تغانموا السلطة والثروة،واستهانوا باستياء الاكثرية،علما ان لا احد يعرف اين نبتوا ولا كيف ارتقوا ؟!.
اخطر امراضنا، اننا رغم العصرنة،القفزات العلمية،نقلات الكمبيوتر النوعية،لم نغادر اعرابيتنا.نقيم في فيلا وتسكن فينا الخيمة.نستظل بافياء دولة القانون ونحتكم الى قانون العشيرة،نخلط بين القبيلة والدولة.نستحم بالبانيو ثم نسلك سلوكيات خشنة كاعرابي لا يعرف جلده الماء.نسحب سيوفنا من اغمادها، لخلاف على موقف سيارة،نشخذ خناجرنا لمشاجرة صبية،و كأنهم ـ عقروا ناقة سيدنا صالح الناقة ـ. العذر لعدم الاستفاضة عن الفوضى،الضجيج،و اكوام الزبالة ؟!.
تبجح العربي، بفخر مضى لا يغطي هزائمه و انهزامه النفسي.فكل ما حوله يدينه.فلا مخرج امامه الا التطلع للمستقبل وفق ارادة تغيير سياسية حقيقية ،يقودها ساسة شرفاء من خيرة ابناء الامة،لخلق حالة نفسية جديدة تبعث الامل في النفوس المنهارة،وتستنهض الهمم المستكينة،لتأجيج الغضب الشعبي،لمحاسبة النخب الفاسدة.فازمة الامة، ليست ازمة ثقة بين حكومات وشعوب ـ كما يدعي بعض الساسة ـ بل عقم انظمة فاشلة ومرتهنة،ولدَّ تحولاً شعبياً ومخاضاً اخذ يتبلور في الاعماق، بعد اكتشاف الذات في الربيع العربي.ذات رافضة للنزعة التسكينية / الترقيعية، وتسعى لبعث نهضة شاملة،تنظر للواقع بواقعية،دون تسطيح ولا بلاغة انفعالية،للانتقال من مرحلة التفكير الآحادي للحاكم بامره ،الى التفكير الجمعي ،وصولاً لما ينفع الانسان ويُعلي العمران...

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.