• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

فصل امرأة عاملة بسبب جريمة الحمل !!!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-04-08
2353
فصل امرأة عاملة بسبب جريمة الحمل !!!

لقد سررنا جميعاً بما سمعناه من خلال وسائل الإعلام عن تكريم بعض المؤسسات والشركات لأمهاتنا في يوم عيد الأم.... هذا التكريم الذي جاء منسجماً ومتوافقاً مع ما أكدت عليه جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة في العديد من المؤتمرات واللقاءات والندوات على أهمية وفاعلية دور المرأة في المجتمع وسوق العمل بدلالة العديد من قصص النجاح التي حققتها المرأة بإصرارها وعزمها على إثبات هذا الدور. إن تكريم الأمهات في هذا اليوم، تتجلى فيه كل معاني الإحساس بكبر حجم مسؤولية دور أمهاتنا في تربية أطفالنا المبنية على الأسس الصحيحة لعاداتنا وتقاليدنا، و المتناغمة مع سلوكيات مجتمعنا الواحد، لتمكين الجيل الجديد من التصدي بكل قوة وقناعة لجميع مظاهر الثقافات الدخيلة على عاداتنا الأصيلة والمتوارثة عبر الأجيال، ليكون جيل المستقبل على قدر كاف من الجاهزية في تحمل مسؤولياته وواجباته تجاه نفسه أولاً وتجاه مجتمعه ووطنه ثانياً.

 والسؤال المطروح هنا، أين هو انعكاس أهمية وفاعلية هذا الدور عند أصحاب العمل؟ وما مدى استجابة أرباب العمل لمنح المرأة الفرصة الكافية لتأدية دورها في مؤسساتهم وشركاتهم؟؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر: إذا كانت الفتاة مخطوبة فلا تحظى بالفرصة الكافية للتعيين لتفادي إجازة زفافها. وإذا كانت متزوجة حديثاً، فلا يتم تعيينها بحجة أنها خلال وقت قصير قد تصبح حاملاً (أماً) وستكثر إجازاتها المرضية وستتمتع بإجازة الأمومة! قد تتعدد سيناريوهات وحجج أرباب العمل، ولكن النتيجة واحدة!!
 
فبالرغم من قساوة وصعوبة هذه المواقف والممارسات المتحيزة وغير المنصفة بحق المرأة، والتي لا تنسجم مع توجهات المصلحة العامة للوطن بضرورة منح المرأة حقها وفرصتها في تأدية دورها الوطني إلى جانب دورها التربوي، إلا أن الموقف الأصعب والأبشع وغير المقبول بكافة المعايير هو فصل المرأة من العمل لمجرد أنها حامل وكأنها اقترفت جريمة نكراء -لا سمح الله- !!!!
 
ففي يوم عيد الأم 21/03/2010 وأثناء ذهابي وزوجتي إلى العمل، كنا نستمع إلى ما تقوم به بعض الشركات والمؤسسات من تكريم الأمهات، وكانت زوجتي الحامل في الشهر الثامن تستمع وتنصت بكل إمعان وتركيز لتكريم الأمهات المجاهدات في سبيل تربية أطفالهم تحت كافة الظروف. كانت تستمع وهي تتأمل جمال وروعة دورها المستقبلي في تربية أطفالها، مدركة حجم المسؤوليات والتحديات التي ستواجهها حتى ترى أبنائها وبناتها قادرين على استكمال خطى أجدادهم في خدمة وفداء ونهضة هذا الوطن الغالي، لتفاجئ في ذات الصباح بكتاب فصلها من العمل بدون أي سابق إنذار لمجرد اكتشاف رب العمل أنها حامل!!
 
علماً بأنها تعمل في هذه الشركة المساهمة العامة منذ أكثر من ثلاث سنوات ولم يتم توجيه أي تنبيه لها أو إنذار بسبب التقصير بالعمل، بل على العكس تم ترقيتها إلى درجة رئيس قسم في نهاية عام 2009 لتميزها وتفانيها في العمل! - هل وصل مستوى التجرد من الأحاسيس في التعامل مع المرأة إلى هذا الحد؟؟ - هل نتعامل مع هذا الكائن البشري وكأنه آلة انتاج يمكن إتلافها في أي وقت؟؟
 
هل يحق لرب العمل ما لا يحق لغيره بالرغم من نص البند (1) من المادة (27) من الفصل الرابع من قانون العمل وتعديلاته رقم (8) لسنة 1996 والتي تنص على: " لا يجوز لصاحب العمل إنهاء خدمة المرأة العاملة الحامل ابتداء من الشهر السادس من حملها أو خلال إجازة الأمومة". - هل يجوز قانونياً أن تنطبق على المرأة الحامل نفس حقوق العامل في حالات الفصل التعسفي بالرغم من فقدانها لجميع حقوقها التي كانت ستحصل عليها بعد الولادة؟؟ آخذين بعين الاعتبار بأنه لن يَقبل أي رب عمل جديد بتعيينها قبل موعد ولادتها بمدة لا تقل عن ثلاث أشهر؟ أم أن هنالك حقوق إضافية للمرأة في هذه الحالات ؟؟؟
 
فإذا كان تفكير بعض أرباب العمل في الشركات والمؤسسات الكبرى ما زال محصوراً في كيفية تفادي مناسبات وحقوق المرأة (خطوبة، زواج، أمومة)، فكيف نتوقع أن تكون الإستراتيجيات والسياسات والخطط المطبقة في هذه الشركات والمؤسسات مبنية على أسس علمية تجعلها قادرة على مواجهة تحديات الأزمات الاقتصادية المحلية والعربية والعالمية؟ إذا انحصر تفكير بعض أرباب العمل بمجرد تكاليف ومصاريف العمل، فكيف يمكن لشركاتنا ومؤسساتنا النمو والتوسع لمواجهة تحديات المنافسة الحرة؟؟
 
متى يمكن لبعض المدراء العرب أن يسمو بتفكيرهم نحو أهمية دور كل موظف وموظفة في العمل مهما كانت رتبته الوظيفية؟ إلى متى ستبقى الترقيات والدورات والزيادات السنوية مبنية على العلاقات الشخصية والمحسوبية؟؟ أناشدكم من خلال هذا الموقع بإثارة هذه التساؤلات مع من ترونه مناسباً من المختصين في وزارة العمل حفاظاً وتوضيحاً لحقوق العديد من النساء المهددات بمثل هذه التصرفات.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.