• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الولد سر أبيه.. موراتي يحافظ على شرف العائلة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-05-24
1409
الولد سر أبيه.. موراتي يحافظ على شرف العائلة

اكتمل الحلم الأكبر لماسيمو موراتي, أحد أهم رجال الأعمال العاملين في قطاع النفط في إيطاليا, ليل السبت بقيادة إنتر ميلان إلى لقب دوري الأبطال الأوروبي, ومن ثم السير على خطى والده أنجيلو, الذي أنشأ ما يعرف باسم جران إنتر (إنتر الكبير).

منذ 18 شباط عام 1995 , اليوم الذي حصل فيه رسميا على ملكية إنترناسيونالي فوتبول كلوب الذي كان يمر في ذلك الحين بواحدة من أسوأ أزماته الكروية عبر تاريخه المئوي, لا يدور في رأس موراتي الابن سوى إعادة النادي إلى قمة الكرة القارية, ذلك المكان الذي بلغه الفريق تحت قيادة موراتي آخر هو الأب.
فقد تمكن أنجليو في عقد الستينيات, وماسيمو لا يزال بعد صبيا (ولد في 18 آيار عام 1945) من تشكيل فريق كبير عبر استخدام دفتر الشيكات. فقد استقدم لقيادة الفريق فنيا المدرب الإسباني الأرجنتيني إيلينيو إيريرا إلى جانب النجم الإسباني لويس سواريث, حيث قدما معا من برشلونة.
وحمل الثنائي إيريرا-سواريث (الأخير هو اللاعب الأوحد المولود في إسبانيا الذي يحصل على جائزة الكرة الذهبية عبر تاريخها), إنتر إلى سماء المجد: الفوز بكأس أوروبا مرتين عامي 1963-1964 و1964-1965 على حساب ريال مدريد في فيينا وبنفيكا في ميلانو على الترتيب.
ولد ما أطلق عليه جران إنتر , الفريق الذي انتزع المجد من ريال مدريد ونجمه ألفريدو دي ستيفانو وسيطر على إيطاليا وأوروبا في تلك الأعوام, وضم نجوما آخرين أبرزهم جاسينتو فاكيتي وأرماندو بيكي وساندرو ماتسولا والبرازيلي جاير.
أتت نجاهات إيريرا-سواريث بثلاثة ألقاب في الدوري ولقبين في كأس إنتركونتيننتال, قبل أن يتحطم تألق الفريق أوروبيا في الدور قبل النهائي للبطولة القارية موسم 1965-1966 على يد عدوه في تلك الفترة ريال مدريد بنجومه سانتشيس وبيري وأمانسيو وجروسو وبلاثكيث والمخضرم خنتو, الذي أحرز بطولته السادسة بعد الفوز على بارتيزان بلجراد الصربي في المباراة النهائية.
واستطاع الفريق العودة إلى نهائي أوروبا موسم 1966-1967 عندما سقط أمام سيلتيك جلاسجو الأسكتلندي في لشبونة, لتبدأ مرحلة كسوفه, ولاسيما على الصعيد الأوروبي, ولم يعد أنجيلو موراتي إلى التتويج باللقب القاري (خسر الفريق نهائي عام 1972 أمام أياكس أمستردام بقيادة يوهان كرويف).
باع أنجيلو موراتي النادي قبل أن توافيه المنية في آب عام 1981 , وبدأ النادي في فقدان بريقه بل وتحول إلى مجرد ظل لجاره اللدود ميلان بمالكه السياسي الثري سيلفيو برلسكوني أو ليوفنتوس وعائلة أنييللي المالكة له.
ومدفوعا بحب نيريأتسوري (اللونين الأسود والأزرق المميزين للنادي) وبرغبة المئات من مشجعي إنتر في الطبقات الراقية, قرر ماسيمو موراتي شراء النادي.
وبعدما وجد أن عليه التزاما أخلاقيا بإعادة النادي إلى أعلى مكانة دوليا ومحليا, أصبح هو الرئيس والمساهم الأكبر في النادي بمساعدة من صديقه ماركو ترونكيتي بوفيرا (أحد الجالسين في مقصورة الشرف بملعب سانتياجو برنابيو أمس) نائب رئيس النادي وأحد أهم الشخصيات بشركة بيريللي والمساهم الثاني في النادي.
بدأ موراتي إعادة بناء الفريق باستخدام دفتر الشيكات, ربما في تقليد لوالده, حيث ضم من كان يعتبرهم أفضل اللاعبين والمدربين بغض النظر عن التكلفة. أحاط نفسه بنجوم تاريخيين مثل سواريث وماتسولا وفاكيتي, وأنفق ملايين اليوروهات لكن الانتصارات لم تتحقق باستثناء لقب كأس الاتحاد الأوروبي (ويفا) عام 1998.
في أعوامه الثمانية والنصف الأولى, مر على مقعد المدير الفني أسماء مثل أوتافيو بيانكي ومارتشيللو ليبي وروي هودجسون وإكتور كوبر, وتعاقد مع نجوم مثل بيروتسي وتولدو وبانوتشي وزانيتي وديوركوف وباولو سوسا وسيميوني وزامورانو وريكوبا ورونالدو وروبرتو باجيو وباتيستوتا وإرنان كريسبو.
لم يكن هناك صبر أو منح للفرصة والألقاب لم تأت. حتى أن الرئيس اضطر للاستقالة في يناير/كانون ثان عام 2004 رغم احتفاظه بملكية النادي, وبعد فترة سيعود إلى الرئاسة من جديد.
ظل إنتر ينفق الأموال ويغير المدربين واللاعبين, وأتت بعض الألقاب: في الدوري الإيطالي, رغم أن أولها جاء بتجريد يوفنتوس في قضية الفساد المعروفة باسم كالتشوبولي , التي أغرقت الأخير وأضعفت ميلان. لكن أوروبا ظلت حلما بعيد المنال .
لذا أقال المدير الفني روبرتو مانشيني, الذي منحه ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري (بين عامي 2006 و2008) وتعاقد مع البرتغالي جوزيه مورينيو.
ورغم أنه فاز بدوري الأبطال عام 2004 مع بورتو وكان أوج تألقه مع تشيلسي, إلا أن المدرب الجديد وللغرابة كان مثل إيريرا من إنتاج برشلونة.
ومن برشلونة أيضا أتي بعد عام آخر الكاميروني صمويل إيتو. وبهما وبهدفين للأرجنتيني دييجو ميليتو حقق موراتي الابن حلمه ليلة أمس: إعادة إنتر إلى قمة العالمية.
الطريف أن يكون البرنابيو, معقل العدو الأكبر لإنتر الأب أنجيلو الذي انتزع منه جران إنتر السطوة الأوروبية في ستينيات القرن الماضي, هو مكان تحقيق الحلم.
بعد 45 عاما كاملا, أثبت ماسيمو أن الولد سر أبيه, وحافظ على شرف عائلة موراتي, حتى ولو كان الثمن أن يتخلى عن إيريرا الجديد, أو مورينيو, الذي تشير كل الشواهد إلى انتقاله لتدريب ريال مدريد في المواسم المقبلة.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.