• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

إسرائيل ترفض الاعتذار لتركيا وتعتبر قطع العلاقات مسألة وقت

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-06-06
1169
إسرائيل ترفض الاعتذار لتركيا وتعتبر قطع العلاقات مسألة وقت

أعلنت الحكومة اليمينية التي تحكم إسرائيل بزعامة المتطرف بنيامين نتنياهو، رفضها تقديم أي اعتذار لتركيا على مجزرة "أسطول الحرية" التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المتضامنين على السفينة التركية "مرمرة" فجر الاثنين الماضي واسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الناشطين غالبيتهم من الأتراك.

 وتأتي هذه التصريحات على خلفية التهديدات التركية بأنه في حال لم تعتذر إسرائيل عن المس بالمواطنين الأتراك على أسطول الحرية، فإن أنقرة سوف تقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
 
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، عن مسئول بارز في وزارة الخارجية طلب عدم ذكر اسمه، أن طلب تركيا للاعتذار الرسمي هو في المقام الأول حجة لتبرر مساعي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بشكل تام.
 
وبحسب الخارجية الإسرائيلية فإنها فوجئت من تصريحات السفير التركي في الولايات المتحدة، ناميق تان والتي طالب فيها إسرائيل بالاعتذار، من جهة أنه لم يتم نقل هذا المطلب عبر أي قناة دبلوماسية بين إسرائيل وتركيا.
 
وفي المقابل، قالت المصادر ذاتها إن السفير التركي في واشنطن، كان في السابق سفيرا لتركيا في إسرائيل، ويعتبر صديقا لإسرائيل، وتربطه علاقات حسنة مع اليهود في الولايات المتحدة، ومن هنا فإنه يجب أخذ تصريحاته بمنتهى الجدية، على اعتبار أن مصدرها تعليمات من المستويات العليا في أنقرة.
 
وقال المصدر نفسه "يبدو أن التدهور في العلاقات سوف سيستمر، وأن قطع العلاقات بين البلدين هو مسألة وقت".
 
وكان تان أكد أن التوتر الراهن في العلاقات التركية الإسرائيلية يمكن أن يزول إذا نفذت تل أبيب ثلاثة مطالب تركية.
 
ونقلت شبكة "إن تي في" الإخبارية التركية, عن تان قوله, أمس, إن المطالب التركية, والتي تمثل شروطا لعودة الهدوء للعلاقات مع تل أبيب, تتمثل في اعتذار إسرائيل أمام الرأي العام والاعتراف بمسؤوليتها عن مأساة اسطول الحرية, ورفع الحصار المفروض على غزة, والموافقة على إجراء تحقيق دولي مستقل.
 
وأضاف اننا "لا نرغب في تجميد العلاقات مع إسرائيل, لكنها إذا استمرت على موقفها فقد تضطر حكومتنا لاتخاذ مثل هذه الخطوة", مشيرا إلى أن اسرائيل دولة صديقة لتركيا ولكنها ستفقد صديقها.
 
وأعرب عن خيبة أمله لعدم إدانة واشنطن العدوان الاسرائيلي على قافلة المساعدات الإنسانية لغزة, لافتاً إلى أن مثل هذه الإدانة, ربما كانت ستؤدي الى تهدئة الأمور بشكل أسرع لو اتخذت الإدارة الأميركية موقفاً مخالفا وضغطت على إسرائيل وطلبت منها مزيدا من التفسيرات المتعلقة بالهجوم على سفن الحرية.
 
من ناحية اخرى، توقع ديبلوماسي بريطاني في حديث لصحيفة "السياسة" الكويتية، ان تقوم المؤسسة العسكرية التركية التي تحكم من خلف الستار والتي تعتبر حليفا قويا للولايات المتحدة واسرائيل بخلق مشكلات داخلية جانبية لرئيس الوزراء رجب طيب اردوجان وحزبه الحاكم اذا استمر في تصعيده الراهن ضد تل ابيب ومحاولاته كسب الشارع العربي المعبأ ضدها.
 
واشار إلى ان هذه المشكلات ستبدأ بعد خفوت الازمة اذ ان المؤسسة العسكرية التي تحكم تركيا منذ عهد اتاتورك لن تتنازل عن عقيدتها في التقرب من اوروبا بل ان جنرالاتها يعتبرون انفسهم اوروبيين ويرفضون الانغماس في عالم عربي منقسم على نفسه ويفتقر الى الارادة والقرار علما بأنه هو ايضا تابع للغرب في اغلب قراراته.
 
وأعرب الديبلوماسي البريطاني عن قناعته بأنه على الرغم من مظاهر الغضب التي ابداها رئيس الوزراء التركي حيال إسرائيل وتحذيرها من "الا يستهتر احد بتركيا او ان يختبر صبرها لان عداوة تركيا قوية بمثل ما تكون صداقتها مفيدة" ومن ان العلاقات بين البلدين "لن تعود الى سابق عهدها ابدا"،
 
إلا ان تركيا الممسوكة من الولايات المتحدة وأوروبا بلجام حلف شمال الاطلسي الذي هي عضو مهم فيه و"الموعودة" بدخول جنة الاتحاد الاوروبي بشروط لايمكن تنفيذها حتى الان لن يكون باستطاعتها خسارة كل ذلك بقطعها علاقاتها الكاملة مع اسرائيل،
 
بدليل ان اردوجان في ذروة "هياجه الفلسطيني" وحنقه التركي لمقتل رعاياه في "سفينة الحرية" استدعى سفيره في تل ابيب الى انقرة "للتشاور" دون ان يضرب السفير الاسرائيلي لديه بـ "وردة" كما توقعت الخارجية الاسرائيلية فاستدعت عائلات ديبلوماسييها في سفارتها بالعاصمة وقنصليتها في اسطنبول ودعت رعاياها الموجودين في تركيا الى الرحيل والعودة الى بلدهم,.
 
وقال الديبلوماسي ان الولايات المتحدة بادرت منذ اللحظة الاولى لاقتحام اسطول الحرية الى تغطية فعلة اسرائيل غير المبررة في اي منطق دولي، فخففت من عنف بيان مجلس الامن وامتصت منه اي فعالية في المحاسبة, ثم انبرى نائب رئيسها جون بايدن ليعلن تأييده حق اسرائيل في تفتيش السفن التي تتجه الى غزة لمنع تهريب السلاح الى حركة "حماس"،
 
وذلك فيما كان الناطق باسم الخارجية الامريكي فيليب كراولي يعرب عن اعتقاده ان الدولة العبرية هي الاكثر اهلية للقيام بتحقيق حول حقيقة ما جرى في "اسطول الحرية" وهي قادرة على القيام بهذا التحقيق بكفاءة, ومن ثم زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب بالكونغرس سايني هوبر الذي منح حكومة نتانياهو حقا شرعيا في الدفاع عن النفس.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.