• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

وثيقة شرم الشيخ .. هل تجاوز الوسطاء دورهم؟

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2025-10-16
481
وثيقة شرم الشيخ .. هل تجاوز الوسطاء دورهم؟

 

فهد الخيطان

 كان يوما طويلا من التهريج السياسي والاستعراض المسرحي المبتذل، بدأ من الكنيست الإسرائيلي، وانتهى في شرم الشيخ، بتوقيع وثيقة، تجاوزت في مضامينها ملف غزة واتفاق وقف إطلاق النار،لا بل ومراحل خطة ترامب برمتها.


كان الانطباع السائد قبيل قمة شرم الشيخ أن الوسطاء'مصر وقطر وتركيا'، سيوقعون مع الرئيس الأميركي اتفاقية الترتيبات الخاصة بقطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار. لكننا كنا أمام وثيقة ترسم إطارا للسلام في الشرق الأوسط، تتطابق في صياغتها وروحها مع صفقة القرن التي تبنتها إدارة ترامب الأولى.

وثيقة تتجاهل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين الذي نال إجماع العالم. سلام بلا حقوق للشعب الفلسطيني. سلام قائم على التطبيع وفق منطق الاتفاقيات الإبراهيمية، ومشاريع التعاون الإقليمي، والازدهار الاقتصادي.

غزة وكما قال ترامب، مجرد نقطة البداية لمشروع أكبر يرسم ملامح شرق أوسط جديد. وها هو عراب صفقة القرن وصهر ترامب جاريد كوشنر يعود ليتصدر المشهد من جديد، عضوا رئيسيا في الفريق الأميركي المفاوض. حصل هذا بالطبع دون إعلان من البيت الأبيض عن تعيين كوشنر في منصب جديد.

وما تجاهلته الوثيقة التي بصم عليها الوسطاء لا يقل خطورة عما تضمنته من أسس للسلام في المنطقة. مستقبل الضفة الغربية وعلاقاتها مع الشطر الثاني من الوطن الفلسطيني، قطاع غزة، وسياسات الضم التي يهدد فيها نتنياهو، والاستيطان الذي يلتهم الضفة الغربية والقدس ومكانتها في التسوية النهائية.

كان الاعتقاد بأن ما أنجز في المرحلة الأولى من خطة ترامب هو الأسهل على المفاوضين، وبأن التعقديات والصعوبات ستبرز عند بدء التفاوض حول قضايا المرحلة الثانية، مثل سلاح حركة حماس ومصير قيادتها في القطاع ودور القوات الدولية، لكن الوسطاء باحتفالهم وتوقيعهم على الوثيقة الأميركية حسموا موقفهم حيال هذه المسائل، وساروا خلف ترامب صوب رسم ملامح السلام النهائي في الشرق الأوسط، وفق ما جاء بصفقة القرن. وقد ألزمت الأطراف الثلاثة نفسها بالعمل معا لتنفيذ هذه الاتفاقية، بما يضمن الأمن والاستقرار، دون أي إشارة لحق الفلسطينيين بدولة مستقلة.

واللافت هنا أن الوسطاء تجاهلوا في توقيعهم الوثيقة، بيان نيويورك الذي تضمن نصوصا واضحة حول المبادئ الأساسية لحل الصراع في المنطقة، وقدم رؤية متوازنة لطرفي النزاع. ونص صراحة على تخلي حماس عن حكم غزة مقابل حل سياسي تفاوضي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، على امتداد الجغرافيا الفلسطينية من الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى قطاع غزة.

كما قفزت الوثيقة عن مقررات القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، التي أكدت على ذات المبادئ والأسس الواردة في بيان نيويورك ومقررات القمم العربية، وقبل ذلك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

هل تجاوز الوسطاء دورهم حين وقعوا على وثيقة مشتركة مع الإدارة الأميركية، تخص مستقبل الشرق الأوسط وقضية الشعب الفلسطيني، بينما كانت حدود وساطتهم تيسير الاتصالات بين حماس وإسرائيل للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة؟.

'الغد'

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.