قطر: المؤبد بحق مصريين اتهموا بالتجسس لصالح مصر

 وذكرت صحيفة "المصري اليوم" ان المواطنين المصريين المحكوم عليهما بالمؤبد في قطر ادينا بتهمة التجسس لصالح مصر ، في اشارة الى تزايد حدة التوتر في العلاقات بين البلدين.

 

والمتهم الاول يدعى نبيل عبد البصير وهو المدير السابق للاصدارات الخاصة لجريدة "الراية" القطرية بالاضافة الى عمله في جريدة "العرب" ، اما المتهم الثاني يدعى سيد عفيفي، وكان يعمل في وزارة الداخلية القطرية.

 

واشارت مصادر مطلعة الى ان الاتهامات الموجهة الى المصريين ذات صلة بالجوانب الاقتصادية والمالية ولم تكن متعلقة بالامور السياسية، موضحة "ان القطريين وجهوا للاثنين اتهامات تتعلق بحصولهما على معلومات حول صفقات قدمتها جهات آسيوية للقطريين، ونقلها الاثنان الى مسؤولين مصريين في اطار التنافس للحصول علي عقود بعينها".

 

ومن جهته صرح منتصر الزيات المحامي "ان عائلتي المتهمين قامتا بتوكيله قبل اربعة اشهر لتولي تقديم الاستئناف في حكم المؤبد، موضحا " ترددت في البداية لان علاقتي بالقطريين جيدة، لكن قبلت بالامر بعد استشارتي لعدد من الاصدقاء وبعد علمي ان كبار المحامين القطريين رفضوا تولي القضية، وتم اسنادها الى محاميين قطريين شابين يفقتدان خبرة هذه الدعاوي".

 

واكد الزيات "انه واثق من براءة المصريين، وسيثبت ذلك في جلسات الاستئناف" ، مشددا على ثقته في نزاهة القضاء القطري وحياديته.

 

فيما نقلت صحيفة "الجمهورية" عن السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية تأكيده : "ان وزارة الخارجية تتابع حالة المواطنين " ، موضحا "ان هناك جلسة لا ستئناف الحكم في شهر اكتوبر/تشرين الاول المقبل وانه من المصلحة ان يتم التعامل مع الموضوع بتروي وحكمة وهو ما اتبعته الوزارة منذ اخطارها بالقضية".

 

تفاصيل القضية

 

وتعود وقائع تلك القضية الى عام 2007 ، حيث اكدت الخارجية المصرية في الدوحة انها كانت على اتصال مستمر بالسلطات المعنية في قطر منذ القبض على المواطنين المصريين،مشيرة الى ان جهودها كانت قد اسفرت عن الافراج عنهما بكفالة الى ان صدر الحكم ضدهما في مطلع العام الحالي 2010 .

 

واوضحت الخارجية ان التحقيقات استمرت في القضية خلال تلك السنوات ، ولم يتم حبس المتهمين على ذمة التحقيقات ومارسا حياتهما في العمل بشكل طبيعي، حتي ان المتهم الاول في القضية نبيل عبد البصير كان يعمل في صحيفة الراية، ومن ثم انتقل الى منصب مسؤول اعلانات الاصدارات الخاصة بصحيفة العرب قبل ان يصدر الحكم بشهور قليلة، ولم تحدث اية تدخلات امنية لمنعه من الانتقال لصحيفة "العرب".

 

وحسب مصادر قضائية قطرية لم يتم معاملة المتهمين باي اهانة خلال التحقيقات ، فيما اشارت المصادر الى ان المتهم عبدالبصير اصيب بحالة انهيار عصبي فور سماعه الحكم الصادر بحقه.

 

وتفجرت القضية بالتزامن مع الاجواء الساخنة وتوتر العلاقات بين القاهرة والدوحة، حيث تشهد العلاقات توترا منذ الحرب الاسرائيلية التي شنتها اسرائيل على غزة ما بين 22 ديسمبر/كانون الاول 2007، و18 يناير/ كانون الثاني 2008. وتأخذ القاهرة على الدوحة ما تعتبره هجوما من قناة "الجزيرة" الفضائية على مواقف مصر السياسية وعلى كبار مسؤوليها ونقلها لتصريحات قادة في حماس انتقدوا بشدة رفض القاهرة فتح معبر رفح واعتبروا انها تساهم في حصار قطاع غزة.

 

وكانت مصر قاطعت مع السعودية القمة التي استضافتها الدوحة في الخامس عشر من يناير/ كانون الثاني 2008 واطلقت عليها "قمة غزة الطارئة" والتي حضرها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد و12 من القادة العرب او ممثليهم. وألمح المسؤولون القطريون انذاك الى ان مصر والسعودية تدخلتا من اجل عدم اكتمال النصاب القانوني لهذه القمة التي كانت قطر تأمل في ان تكون قمة عربية طارئة تحت مظلة الجامعة العربية.

 

وفي يونيو/حزيران الماضي حدث انفراجا جزئيا بلقاء الرئيس المصري حسني مبارك وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على هامش القمة الخماسية في طرابلس الا انها لم تكتمل بعد لتأتي قضية تجسس المواطنين المصريين لتعرقل مسار انفراج الازمة بين البلدين.