• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الانتخابات في اربد .. العشائر تحشد واحزاب تقاطع أما المرأة فغائبة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-09-18
1696
الانتخابات في اربد .. العشائر تحشد واحزاب تقاطع أما المرأة فغائبة

كان عيد الفطر المبارك فرصة مواتية للراغبين في خوض غمار الانتخابات النيابية فحرك الاجواء والاستعدادات عبر بوابة "المعايدة" التي دفعت بالمرشحين لطرق ابواب المضافات وبيوت المفاتيح الانتخابية, التي استقبلت عشرات المرشحين في قصبة اربد واعداد مضاعفة مثلهم في الوية المحافظة الثمانية, ليشكل العيد والايام التي تلته احد ابرز العوامل المحركة نسبيا في الحديث عن الاستعداد لانتخابات نيابية يتوقع ان تكون هشة وضعيفة في حال استمرار مقاطعة احزاب سياسية لها .

وشكلت العبارة التقليدية التاريخية :"كل عام وانتم بخير" استهلال الحوار بين مرشحين وناخبين جمعتهم واجبات "المعايدة" والتزاور الاجتماعي في المدينة وريفها التابع لمحافظتها.
وعبر العيد وواجباته اقتحم الكثيرون الحديث عن معترك الحراك الانتخابي في محافظة اربد والتحضيرات لانتخابات مجلس النواب المقبل معترك اجواء تسخينية هادئة بين المرشحين, وصار الاستعداد يشكل الشغل الشاغل للقوى الراغبة في خوض الانتحابات البرلمانية عن الدوائر التسع في محافظة اربد والعمل لكسب المزيد من التأييد الشعبي في خطوات استندت الى طلب ود الناخبين عبر طريق "التزاور" وعقد اللقاءات في العيد.
ورغم حالة الغموض التي تسيطر على المشهد الانتخابي واستعدادته في محافظة اربد وصعوبة التنبؤ والفرز ضمن معطيات المؤشرات الشعبية والاصوات الناخبة ما زال المشهد الانتخابي في محافظة اربد الى هذا التاريخ يلفه الغموض لأسباب قد تتعلق بحالة من "اليأس العام" عند الغالبية العظمى من الناخبين الذين يشغلهم "الهم الاقتصادي" ومتطلبات الحياة اليومية وعدم اعارة "السياسية" أي اهتمام سوى الشكل التقليدي في الحديث عن هذا الجانب ورواج عبارات تشكل منعطفا اجتماعيا عند البعض من الناخبين الذين يغلبون الحديث عن الاقتصاد على السسياسة , ومحاكاة الهم اليومي المتصل بتفاصيل حياة الناس .
ودفعت عوامل المجاملات الاجتماعية الى المقدمة الحديث عن الانتخابات باسلوب يميل الى التقليد من دون اي تجديد, وفي غياب ملفت للانتباه لدور النقد الاجتماعي للمرشحين او الحديث عن البرامج والتصورات بشكل جاد وموضوعي باستثناء الحديث الذي يدور في كل مرة في مثل هذه الاجواء عن الخدمات و"التعيينات" التي تشكل هي الاخرى احد ابواب الوعودات التي من الصعب الايفاء بها وغير المجابة في مجملها.
واستند بعض المرشحين على تقديم التهاني بحلول العيد عبر يافطات قماش علقت في احياء شعبية وكانت هذه اليافطات عرضة للنقد الذي وصل حد النكات في العديد من احياء المدينة التي بدأت تحاكي الانتخابات النيابية بطريقة تدفع نحو الفرز الشعبي العقلاني للمرشحين وانماط تفكيرهم وسويتهم السياسية وارضيتهم الشعبية.
ورغم وجود العديد من الاعلانات والملصقات في بعض الامكنة من مدينة اربد والويتها التي تعرّف بمرشحين وتبرز هويتهم وتوزيع "بوسترات" تشير الى سيرتهم الذاتية غير ان الاصوات الانتخابية لا تتوقف كثيرا عند هذه الاعلانات وتتجاوزها
لتطرح اسئلة مشروعة تستند الى واقعهم الاقتصادي المهلهل وانصرافهم الى شؤونهم العملية من دون اكتراث, الامر الذي ولدّ انطباعا شعبيا عاما وصل حد "هروب الناخبين من لقاء المرشحين وتجاهلهم" كردة فعل شعبية طبيعية لتجارب سابقة مع نواب اخذتهم العزة بالموقع النيابي وغادروا المدينة وتجاهلوا قواعدهم الشعبية .
احزاب أم عشائر
هذه الحالة لا تنسحب على احزاب سياسية وعشائر في محافظة اربد, فالدور الذي تأخذه بعض العشائر في المحافظة وقصبة اربد تجاوز هذه الاسئلة نسبيا اعتمادا على اصوات العشيرة الواحدة التي من صالحها ان تدفع بمرشحها الى مجلس النواب بصرف النظر عن أي اعتبارات اخرى وضمن السياق العام للفكر المكون للثقافة العشائرية وحصولها على مقعد نيابي .
ويبقى الاتفاق بين ابناء العشيرة الواحدة بنسب متفاوته غير ان حالات الاجماع العشائري في مدينة اربد تحديدا لم تصل الى النسبة المؤملة باستثناء عشيرة واحدة دفعت باتجاه مرشحها الذي حظي بشبه اجماع بين صفوف العشيرة .
وتبقى اشكالية تعدد المرشحين من العشيرة الواحدة محط اختلاف بين مؤيد ومعارض لمرشح ما ,الامر الذي اثار حالة من البلبلة بين صفوف العشيرة الواحدة التي تهدف الى توحيد صفوفها ما امكن في ظل حراك انتخابي بدأ يتشكل نسبيا بين صفوف العشائر.
فروع الاحزاب السياسية في محافظة اربد ما زالت ايضا الى هذا الوقت "تتشاور وتبحث الامر" وتنتظر بشكل نهائي القرار المركزي لاحزابها رغم ان الفروع تضع على جدول اجتماعاتها بند "انتخابات" من دون ان يكون على ارض الواقع أي حراك فعلي يشير الى حضور الاحزاب السياسية على الساحة رغم جهودها بتثبيت حضورها على مدار ايام العيد الثلاثة التي شكلت فرصة للتلاقي والتباحث وتفسير أسباب المقاطعة عند البعض وضرورة المشاركة عن احزاب اخرى في احاديث املتها مناسبة العيد .
ونشط فرع حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الاردني (وحدة) في اربد الذي يتخذ من مسار اليسار وجهة له في جمع تواقيع تدعو لمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة, ويسعى الحزب عبر كادره في المحافظة وراوبطه وخلاياه وحلقاته الى حشد تواقيع لفعاليات شعبية لتعميق مسار المقاطعة للانتخابات لاسباب لا تختلف كثيرا في جوهرها لاسباب مقاطعة الاخوان المسلمين واحزاب سياسية اخرى اعلنت المقاطعة .
وبصرف النظر عن وجهات النظر المتفاوتة في هذا الاتجاه, غير ان طابع المقاطعة يسعى لفرض حضوره الشعبي وعبر قنوات حزبية وفعاليات شعبية لها بعض التأثير في مجتمع المحافظة.
الاحزاب السياسية الوسطية في برامجها, تبذل قصارى جهدها لفرض حالة من القبول الشعبي وتعميق مفهوم المشاركة الانتخابية في انتخابات وصفها البعض بان الاستعداد لها ما زال هشا وغامظا وتعترضه صعوبة بالتنبؤات .
وتسجل مآخذ شعبية واجتماعية على احزاب الوسط بانها تهدف الى دفع مرشحين متقاعدين من مؤسسات مدنية وعسكرية في الوية المحافظة دون الاخذ بمعايير العمل النيابي الهادف الى الرقابة والتشريع والالمام بأسس الاقتصاد والسياسة.
وفي خطوة شعبية لافتة, لم تعد الاسماء التقليدية التي شغلت وظائف عليا في مؤسسات الدولة في اوقات سابقة واحيلت الى التقاعد تشكل اي انتباه للجمهور باستثناء التوقف العرضي عند اسماء لم تكن تخطر على بال الناخبين .
النساء
النساء اللائي يرغبن بالترشح للانتخابات النيابية المقبلة, ما زال الغموض يحيط بهن من   حيث التحركات البطيئة لنساء اعتمدن على الشكل التقليدي في التواصل الاجتماعي دون المجيء بما ينبىء بما هو جديد على الصعيد البرامجي اللائي يتحدثن عنه في جلساتهن.
ويبدو المشهد النسائي برمته غامضا اذا لم نقل غائبا عن الساحة الانتخابية لاسباب تبدو نظم الكوتا النسائية تقف خلفها لاعتماد نساء عليها بشكل مطلق . العرب اليوم
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.