• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يهدد باجتياح آخر لقطاع غزة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-10-19
1253
رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يهدد باجتياح آخر لقطاع غزة

قبل اشهر قليلة من تسلمه مهامه الرسمية قائدا جديدا لاركان الجيش, أعلن يوآف غالانت الذي ينهي مهامة, هذه الايام كقائد عسكري للمنطقة الجنوبية, ان عملية الرصاص المصبوب, التي شن الجيش الاسرائيلي خلالها حربه العدوانية على قطاع غزة, لم تتمكن من حل المشكلة الأمنية في الجنوب وفرض الهدوء المطلق, مع ان "حركة "حماس" باتت حذرة اكثر من ذي قبل في قصف البلدات الاسرائيلية الجنوبية بالصواريخ ولكن هذه المهمة لم تكتمل". واضاف انه لا يرتاح طالما توجد هناك قدرات لدى حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية في غزة على قصف بلدات اسرائيلية.

وجاءت اقوال غالانت في اثناء حفل الوداع الذي اقامه له رؤساء المجالس البلدية في منطقة الجنوب بمناسبة انهائه مهامه قائدا للمنطقة, والاستعداد لتسلم منصبه الجديد قائدا عاما لرئاسة الأركان في شهر شباط من العام القادم. ويشتم من تلك التصريحات تهديد واضح لضرب قطاع غزة مرة أخرى, خاصة وان غالانت حاول خلال الحرب على غزة اقناع قائد الاركان الحالي, غابي اشنكازي, ادخال قوات المشاة الى غزة واحتلال شامل لها من جديد وإسقاط حكم حماس فيها. وكانت مصادر من القيادة الجنوبية للجيش قالت ان الهدف من عملية الرصاص المصبوب لم يكن الافراج عن الجندي الاسرائيلي المختطف لدى حماس, جلعاد شليط أنما اسقاط حكومة حماس وتوجيه ضربة قاصمة له لردعه عن مواصلة عدوانه ضد اسرائيل واطلاق الصواريخ نحو البلدات اليهودية في منطقة الجنوب.
وتزامنت تصريحات غالانت مع تهديدات مبطنة لرئيس حكومته, بنيامين نتنياهو, الذي تحدث, أمس, خلال جلسة لكتلة حزيه البرلمانية - الليكود - فحذر من التوصل الى اتفاق مع الجانب الفلسطيني دون انهاء الترتيبات بما يتعلق بالاحتياجات الأمنية لاسرائيل للسنوات البعيدة. وقال ان سلاح الجو الاسرائيلي يواجه صعوبات في تنفيذ طلعات جوية في محيط قطاع غزة بسبب الصواريخ المضادة للطائرات المنصوبة هناك. واضاف: " اذا لم تتخذ الترتيبات الأمنية اللازمة فبامكان تلك الصواريخ أن تنطلق من الضفة الغربية وتسقط طائرات اسرائيلية مدنية وعسكرية تتوجه من والى مطار بن غوريون الدولي او مطارات عسكرية تابعة لسلاح الجو". وكرر نتنياهو طلبه بأن يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي, مشيرا الى ان موضوعي القدس والمياه يعتبران من اهم القضايا التي يجب وضعها على طاولة المفاوضات.
وقد لوحظ ان تهديدات غالانت ونتنياهو جاءت بعد ساعات فقط من المقابلة التي أجراها التلفزيون الاسرائيلي الرسمي مع الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, والتي توجه من خلالها الى الجمهور الاسرائيلي برسالة واضحة حول استعداد الجانب الفلسطيني للتوصل الى سلام, وعدم تفويت هذه الفرصة منعا الى ازدياد اليأس وتقوية العناصر المتطرفة في الجانبين.
 وقال عباس انه اكد هذا الأمر لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو خلال لقائهما. وقال له ان تجميد البناء الاستيطاني هو ضرورة حيوية لدفع المفاوضات ولا يجوز تفضيل هذا الاستيطان على مسيرة السلام التي يتم فيها تحسين ظروف وحياة الأجيال القادمة من الشعبين. بيد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اختار الرد على عباس بطريقته محاولا هنا ايضا تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية, معتبرا بناء الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة في القدس والضفة الغربية, عائقا اصطناعيا بوجه المفاوضات, "لأن البناء يجري على مساحة قليلة من الأرض ولا يؤثر على خارطة الاستيطان او خارطة التسوية المستقبلية", على حد تعبيره.
وقد ذكر الرئيس عباس في اثناء المقابلة, انه ابلغ نتنياهو من خلال رسالة واضحة انه على استعداد لقبول تجميد غير معلن لتجميد البناء في المستوطنات, بهدف اتاحة الفرصة امام استمرار المفاوضات المباشرة والتباحث حول الحدود, الا ان نتنياهو رفض الاقتراح خوفا من ان يؤدي أي تجميد الى سقوط حكومته التي يشكل اليمين واليمين المتطرف حصة الأسد فيها. واعتبر ابو مازن رد نتنياهو رؤية خاطئة مفضلا الحفاظ على ائتلافه الحكومي عن احلال السلام وضمان مستقبل الاجيال القادمة لابناء الشعبين.
وكان الرئيس عباس قد استهدف من المقابلة الصحفية التوجه بشكل مباشر للجمهور الاسرائيلي فقال ان هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام وينبغي عدم اضاعتها. وأكد ان تجميد البناء الاستيطاني ليس شرطا مسبقا تضعه منظمة التحرير الفلسطينية, بل هو أحد الالتزامات التي تعهدت بها اسرائيل في "خريطة الطريق" (التي قبلها الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني سنة 2003 عندما كان الليكود في الحكم) والتي ايدها الرئيس الأمريكي السابق, جورج بوش, وأقام جهازا أمريكيا خاصا لمراقبة البناء الاستيطاني حتى يمنع هذا البناء. واليوم يطرح مطلب تجميد البناء الاستيطاني العالم كله, ولا يعقل ان يتخلف الفلسطينيون عن الركب فيتنازلوا عن تجميد البناء. وقال: "أنا أريد ان أفاوض على قيام دولة فلسطينية تقوم على أرض فلسطينية. والاستيطان يتم على حساب هذه الأرض, فهل نتفق على دولة ونجد أنفسنا بلا أرض تقوم عليها?". وكشف انه قال لنتنياهو هذا الكلام, فأجابه بأن تجميد البناء الاستيطاني سيتسبب في اسقاط حكومته - "فأجبته, ان السلام أثمن من الحكومة. مستقبل أولادنا وأولادكم أهم من الحكومة. والحكومة عندك لن تسقط. فأنت تتمتع بأكثرية. وإذا انسحب حزب أو حزبان تستطيع تعويضهما من أحزاب المعارضة".
وفسر أبو مازن للجمهور الاسرائيلي موقفه الرافض للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية, فقال: "خلال سنوات طويلة من المفاوضات مع اسرائيل شهدنا نهجا ملفتا للنظر ويضع علامات استفهام عديدة. ففي سنة 1974 قالوا لنا انتم لا تعترفون بقراري مجلس الأمن 242 و338 وهذا يصعب الاعتراف بكم, فرفضنا. ولكننا اعترفنا بهما في سنة 1988 في المجلس الوطني الفلسطيني, ولم يوافقوا على مفاوضتنا. وفي أوسلو اعترفنا باسرائيل مقابل الاعتراف بمنظمة التحرير فراحوا يطالبون بإلغاء بنود في الميثاق الوطني الفلسطيني تدعو لابادة اسرائيل, فألغيناها سنة ,1996 وفي السنة التالية جاءنا نتنياهو نفسه وطلب أن نلغي البنود مرة أخرى بصورة أكثر وضوحا ففعلنا. وهكذا, كل مرة يأتوننا بمطلب جديد. وهذه المرة مطلب الاعتراف باسرائيل دولة يهودية. نحن اعترفنا باسرائيل ومن جهتنا هذا الأمر محسوم. لا نرى ضرورة لأي اعتراف آخر. فهذه مجرد حجة يتذرعون بها للتهرب من مستلزمات السلام".
ونفى أبو مازن أن يكون قد قرر مقاطعة نتنياهو وقال انه مستعد للقائه في كل وقت ولكن من أجل المفاوضات المباشرة معه حول السلام, يحتاج الى قرار بوقف تهويد الأرض الفلسطينية. وقال انه اجتمع مع نتنياهو حوالي 25 ساعة, منها 21 بأربع عيون وأربع ساعات بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية, هيلري كلينتون, والمبعوث الرئاسي, جورج ميتشل. وخلالها جرى حوار بينهما حول كل قضايا التسوية النهائية وحول الماضي والحاضر, ولكنه اعتذر عن الادلاء بتفاصيل "لأننا اتفقنا معا على إبقاء مضمون هذا الحوار سريا". ووافق فقط على الكشف عن جملة واحدة من هذا الحوار: "قلت له, نحن أمام فرصة تاريخية فإذا لم تستغلونها, ستضيع".
وكان ملفتا ان المحررين في التلفزيون الاسرائيلي جلبوا شخصيتين من اليمين المتطرف للرد على هذه المقابلة. فقال وزير البيئة, جلعاد اردان, ان أبو مازن يضلل ويتكلم بأنصاف حقائق. وان الفلسطينيين هم الذين رفضوا قرار التقسيم وانهم قبل سنة 1967 لم يطالبوا الأردن بتسليمهم الضفة الغربية لتكون دولة فلسطينية ولم يطالبوا مصر بالانسحاب من غزة للغرض نفسه وهم يطالبون اسرائيل فقط بالانسحاب واقامة الدولة الفلسطينية. وأما الشخصية الثانية فهو داني ديان, رئيس مجلس المستوطنات, الذي اعتبر الرئيس الفلسطيني "وقحا غير صغير" وقال: "اسرائيل تأتي اليه بأيد نظيفة للمفاوضات وهو يفرض شرطا بوقف البناء لليهود".
وأما نتنياهو فرد على أقوال أبو مازن بالقول انه شاهد المقابلة ويفضل الرد عليها وجها لوجه, لكنه أضاف انه يرى ان مطلب تجميد البناء الاستيطاني هو شرط مصطنع, لأن الفلسطينيين لم يطلبوه في الماضي. وقال ان الاستيطان اليهودي يقوم على 3 - 5% من الضفة الغربية, وليس صحيحا جعله عقبة أساسية أمام المفاوضات.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.