• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

بسام الياسين يكتب..القويسمة بين التهويل والتهوين!!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2010-12-15
1497
بسام الياسين يكتب..القويسمة بين التهويل والتهوين!!

الاردن لكل الاردنيين والملك للجميع

 كتب / بسام الياسين
دولة الرئيس: صباح الوطن الجميل.. صباح الامن والامان.. صباح التلاحم الشعبي صباح الولاء والانتماء.. صباح حبات المطر رسالة الله الينا وهي تحمل الخير والعشب وتفجر الينابيع التي غارت في الارض، والسيول حيث عادت لها عافيتها ودفقها.. صباح الخير والنقاء والبهاء والهيبة حينما يلفع الثلج رؤوس جبالنا الشامخة بالابيض الابيض.. صباح الخير للارض التي نحب وهي تُسبّح بحمد الله شكرا وعرفانا على الغيث الذي يحيي ترابها ويبعث الخضرة في عروقها. صباح الخير للانقياء الاتقياء الذين يحبون الوطن حب الابرار لا حب التجار.. صباح الخير للريح التي كنست الملوثات السامة في الفضاء وللماء الزلال الذي شطفت الارض من عوالقها السيئة وجراثيمها الضارة.
 
دولة الرئيس: ان ما سمعته من تصريحات رسمية، وبيانات نيابية ومقالات صحفية، واحاديث اذاعية وتلفزيونية لم تخرج عن اطار الانشاء البلاغي، والمحسنات اللفظية، والطنين الاجتماعي اما لاثبات الحضور او الدفاع عن موقف مسبق متشنج، او تلميحات مرموزة تكشف عن نوايا باطنية خبيثة او حالة من حالة الانفلات وللاسف ظلت الحقيقية غائبة ومغيبة، باستثناء الصورة الشاهد الاكثر صدقية على ما حدث، خاصة بعد التطور التكنولوجي اذ اصبح الاعلام اعلام صورة لانه اشد بلاغة واعمق تأثيرا من الحكايا التي تتساوق مع الاهواء، وتتناقض مع الذمم زيادة ونقصانا حسب الميول والاهواء.
 
 دولة الرئيس: ان الاردن كله كان خارج الملعب واللعبة اثناء احداث القويسمة باستثناء المشجعين لكلا الفريقين «وحدات وفيصلي» وبشهادة الفريقين والجمهورين لبعضهما انهما كانا مثالا للضبط والربط والانضباط، وسادت اللعبة روح رياضية غير مسبوقة، وبعد انتهاء اللعبة خرج الفيصلي وبقي الوحدات للاحتفال بفوزه ثم اشتعلت الشرارة باعتداء قوات الدرك على الوحداتيين دون مبرر مما الهب الملعب بما فيه في محاولة لجرجرة النار الى خارجه، ودفع الناس لمواجهات لا يعلم عقباها سوى الله.
 
دولة الرئيس: ليس من المعقول حشر الشعب الاردني كافة بشتى اصوله ومنابته وميوله وانتماءاته واطيافه في معركة كل اطرافها خاسرة خسرانا كبيرا وسيدفع الوطن الثمن الاكبر جراء لعبة لا يحبها بعضهم فيما يناصبها بعضهم الاخر العداء.. وباعتقادي انها لعبة التضاد والموبقات ان نشتغل ببعضنا لاتفه الاسباب في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالتنمية والبناء والتطوير في حقول العلم والمعرفة والسياسة والاقتصاد والهندسة والزراعة، ويحرز نجاحات باهرة في عالم الطب والفلك والتكنولوجيا بينما ايدينا في اشتباك مع بعضها البعض وفي حقيقة الامر وبشهادة اكابر العلم وفقهاء السياسة والمفكرين العرب ومراكز الدراسات الامريكية والاوروبية والصهيونية ان الشعب الاردني يتصدر القائمة العربية في عروبته وكراهيته لاسرائيل وتعاطفه مع قضايا امته.
 
دولة الرئيس: كان مشهد انهيار السياج في القويسمة، وسقوط المشجعين صادما ومؤثرا نتيجة للتدافع لان قوات الدرك كانت تلاحقهم، وهذا درس بليغ لاولي الامر، ورسالة لاهل القرار بان الجرح في الكف، وعلى ضوء ذلك يجب ان لا تسمحوا بعد اليوم لاي قوة مهما   بلغت شأوا وعلوا باسقاط اي سياج وطني داخل الملاعب وخارجها، فالوطن هو السياج الذي يحتمي به الجميع، وان تسحبوا الذرائع من دعاة التفرقة، ومنظري ثقافة الكراهية، وفلاسفة الانقسام ممن ينتظروا هذه الاحداث بفارغ الصبر ولا يكون ذلك الحل ممكنا الا من خلال لغة وطنية توحيدية تركز على حق المواطنة باعلى تجلياتها العملية ومما يندرج تحتها من حقوق وظيفية وانسانية واجتماعية فالوطن يتسع للجميع والملك للجميع والاردن خيمتنا الكبيرة والعالية، ولا يجوزان يزاود احد على احد فالكل اردنيون حتى العظم، ويوازي ذلك الخروج الفوري من لعبة المنابت والاصول ولعبة الجذور الاجتماعية والاصول العائلية التي لا تقل خطرا عن لعبة الكرة الكريهة وعدم السماح بالمطلق للمشرفين على المباريات من اداريين وفنيين وقوات درك الانتقال من لعب دورالتنظيم الى دور التأزيم كما حصل في الجمعة الحزينة.!! فالسياسة المتوازنة من شأنها ان تقطع ايضا الطريق على تقرير ويكيليكس الذي تناول الهتافات والمماحكات بين الفيصلي والوحدات بالنقد والتجريح وللاسف اننا تجاوزنا في القويسمة الهتافات الى الهراوات.
 
دولة الرئيس: الحبكة الدرامية او الكوميدية سمها كما تشاء ادخلت هدفا يتيما في شبكة المرمى الفيصلي وبقدرة قادر دخل البلد كله في الشباك ولم يدر احد ان هدفا يسبب هذا الشرخ في وطن، ويثير هذا الضجيج والعجيج ومن اجل الوطن ووقف خطاب الكراهية، ولجم الطابور الخامس من الانتهازيين وقناصي الفرص على الحكومة فتح تحقيق محايد   ونزيه وشفاف من اطراف محايدة واسماء نظيفة تتألف من قضاة ومحامين وافراد من النقابات المهنية والفرق الرياضية وهيئات   حقوق الانسان لجلاء الحقيقة واراحة الضمير والوجدان، بذلك نثبت للدنيا باننا دولة قانون ومؤسسات، فالعدل اساس الملك والعدل ايضا مرآة الحق، والمرآة يجب ان تكون نظيفة لامعة مصقولة، والا لن تعكس الصحيح وتكون صدقيتها مجروحة مما يولد الغضب ثانية ونعود الى دورة العنف من جديد. دولة الرئيس: الخوف كل الخوف ان يتحمل «السياج» مسؤولية الاصابات والكدمات والسحجات والفوضى حيث ان هذا هو الحكم المسبق الذي بشر به بعض الكُتاب الجالسين في مكاتبهم الوثيرة ممن يدبجون مقالاتهم وهم يتناولون المشروبات الساخنة ويدخنون السجائر الاجنبية المستوردة ويُنظّرون بما يخدم مصالحهم لا بما يخدم الحقيقة.
 
وهنا تحضرني قصة قرأتها في مقالة استاذنا الكبير فهد الريماوي قبل ربع قرن استدعيها من الذاكرة بان سائقا مصريا كان يقود حافلة للركاب بسرعة غيرعادية مما دعا بعض الركاب الطلب منه ان يخفف السرعة حتى لا تنتهي رحلتهم بكارثة. فتوقف السائق عن السير وسحب هراوته مهددا الركاب المجردين حتى من «احزمة سراويلهم» وسألهم بغضب: كيف ترون قيادتي فيما كان الشرر يتطاير من عينيه فرد عليه احد العقلاء «يا اسطى في الواقع انك سائق ماهر وقيادتكم جيدة بس المشكلة فينا «احنا اللي مش عارفين نركب كويس». وليس بعيدا ن تضع لجنة التحقيق الحق على السياج او على المتفرجين كما فعل الشرطي الطيب عندما كتب في التقرير عن مقتل احد المواطنين دهسا: «المرحوم كان غلطان» وينتهي الامر..
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :

شاهد عيان16-12-2010

اقسم بشرفي يااحوان كانكم كنتم معنا في الملعب والحق دائما على الطرف الضعيف وان شاءالله في بلد الحسين وابن الحسين وحفيد الحسين ستظهر الحقائق مع انها موثقة بالصوت والصورة وقد تتاخر الحقيقة ولكنه لن تموت
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

عمر الزعبي16-12-2010

ارجو تقديم هذا التقرير كوثيقة لوزير الداخلية ليرى الحقيقة كاملة وشكرا والف شكر للعراب
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

عمر الزعبي16-12-2010

ارجو تقديم هذا التقرير كوثيقة لوزير الداخلية ليرى الحقيقة كاملة وشكرا والف شكر للعراب
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .

احمد الجعافره15-12-2010

بكل امانة ان العراب صحيفة متوازنة وتتكلم الصدق وتنقل الاحداث بامانة وهذا المقال يضع النقاط على الحروف ويبين الحقائق بموضوعية وحيادية وامانة اشكر العراب على هذه اللغة المتوازنة وهذا الحب للوطن والدعوة للتلاحم الوطني ....عاش الاردن وعاش ابو حسين
رد على التعليق
capcha
: كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها .
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.